بوتين يلتقي كوشنر وويتكوف في موسكو: مفاوضات سرية حول خطة سلام من 19 نقطة
اجتماع بوتين وكوشنر في الكرملين: تفاصيل خطة الـ19 نقطة ومآلات حرب أوكرانيا

كتب/ كريم محمد
اجتماع الساعتين في الكرملين: بوتين وكوشنر
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً استمر نحو ساعتين مع مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، في قاعة رسمية بالكرملين، في خطوة اعتبرها مراقبون دوليون ذات دلالة عالية. اللقاء، الذي جاء بعد جولة تمهيدية من المحادثات في فلوريدا بين ممثلين أمريكيين وأوكرانيين، يفتح نافذة على احتمال تحول دبلوماسي قد يعيد تشكيل مسارات الصراع المستمر منذ فبراير 2022. مدة الاجتماع ومكانه الرسمي يعكسان رغبة الأطراف في إعطاء المحادثات طابعاً رسمياً وجاداً، رغم حساسية الملف وتعقيداته الإقليمية والدولية.

خطة الـ 19 نقطة: ماذا تعني وما دلالاتها؟
وفق ما نقلت تقارير إخبارية دولية عن تسريبات، من بينها تقارير صحفية أميركية، قدم الوفد الأميركي إلى بوتين ما وُصف بـ “خطة سلام” مكونة من 19 بنداً. الرقم هنا ليس مجرد تفصيل شكلي؛ بل يشير إلى محاولة تقديم إطار شامل يغطي قضايا عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وإنسانية، وربما ترتيبات ضمانات دولية وآليات مراقبة. طرح مثل هذه الخطة من قبل مبعوثين مرتبطين بإدارة ترامب عبر صهر الرئيس يعكس رغبة أميركية في لعب دور وساطة نشطة، وربما اختبار قابلية موسكو للقبول بشروط تفاوضية قد تبدو في ظاهرها متوازنة لكنها تحمل تنازلات متبادلة.
لعبة بوتين المزدوجة: تفاوض وتهديد في آن واحد
التناقض في خطاب الكرملين كان واضحاً: من جهة، أبدى بوتين استعداداً لمناقشة مقترحات السلام مع ممثلي الإدارة الأمريكية، ومن جهة أخرى لم يتردد في توجيه تهديدات صريحة تجاه أوروبا، متهماًها بمحاولات “تخريب” أي اتفاقات محتملة، ومؤكداً أن روسيا “مستعدة للحرب مع أوروبا” إذا ما اختارت الأخيرة هذا المسار. هذا المزج بين الانفتاح على التفاوض والاحتفاظ بخيار القوة يعكس استراتيجية موسكو التقليدية في إدارة ملفات الأمن القومي: استخدام القنوات الدبلوماسية لامتصاص الضغوط مع إبقاء ورقة الردع العسكرية حاضرة لزيادة هامش المناورة.
زيلينسكي ينتظر الإشارة: موقف كييف الحذر
من جانبها، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف تترقب نتائج اجتماع موسكو قبل اتخاذ قرار بإرسال وفد رفيع المستوى للقاء ممثلي الإدارة الأمريكية أو أي طرف آخر. تصريح زيلينسكي يعكس موقفاً حذراً: الاستعداد للحوار مشروط بوجود “إشارات” واضحة على جدية المقترحات الروسية‑الأميركية، وبضمانات تحمي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. هذا الترقب يعكس أيضاً حساسية المشهد الداخلي في أوكرانيا، حيث أي خطوة تفاوضية قد تواجه رقابة شعبية وسياسية شديدة.

تفاؤل الناتو وكواليس فلوريدا: إشارات غربية متباينة
على مستوى الحلف الأطلسي، أعرب أمين عام الناتو مارك روتي عن تفاؤله بإمكانية نجاح المبادرة الأمريكية، ما قد يشير إلى تقارب غربي‑أميركي في دعم مسارات دبلوماسية محددة. في المقابل، تظل هناك مخاوف من أن أي اتفاق لا يضمن التزامات واضحة بشأن انسحاب القوات أو آليات مراقبة فعالة سيواجه رفضاً أو مقاومة من الأطراف المتضررة. ربط اجتماع الكرملين بجولة تمهيدية في فلوريدا بين ممثلين أميركيين وأوكرانيين يوضح أن هناك جهداً أميركياً متكاملاً لتنسيق المواقف قبل عرض الخطة على موسكو، وأن كوشنر وويتكوف لم يأتيا بمفردهما بل كجزء من مسار تفاوضي أوسع.
قراءة في السيناريوهات: ما الذي قد يحدث لاحقاً؟
أمامنا عدة سيناريوهات محتملة: الأول، قبول مبدئي من موسكو لشروط معينة مع جدول زمني لتطبيق بنود محددة، ما قد يؤدي إلى مفاوضات مباشرة بين كييف وموسكو بوساطة دولية. الثاني، رفض روسي أو طلب لتعديلات جوهرية على الخطة، ما يعيد الأمور إلى مربع التصعيد. الثالث، قبول شكلي مع استمرار الاحتفاظ بخيارات عسكرية، وهو السيناريو الذي قد يولد حالة من عدم اليقين الطويل الأمد. في كل الأحوال، نجاح أي مسار يتطلب ضمانات دولية وآليات تحقق وشفافية، وإلا فستبقى الاتفاقات عرضة للانتهاك والتراجع.
روابط ذات صلة للمراجعة والمتابعة: تابع قسم عربي وعالمي | تغطية سابقة: اجتماع بوتين وكوشنر في موسكو | تحليل: خطة الـ19 نقطة وتداعياتها | مصدر خارجي موثوق للتسريبات والتفاصيل: Axios




