الذهب يستقر بترقب خفض الفائدة الأمريكية بنسبة 90%.. هل تبدأ موجة الصعود؟
توقعات أسعار الذهب مع احتمالات خفض الفائدة الأمريكية.. عيار 21 يسجل 5625 جنيهاً

كتب/ كريم محمد
هدوء ما قبل العاصفة: الذهب يستقر بانتظار قرار الفيدرالي
تعيش أسواق الذهب اليوم حالة من الاستقرار الحذر، فيما يصفه المحللون بـ”هدوء ما قبل العاصفة”، مع ترقب المستثمرين لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل وبيانات اقتصادية رئيسية قبله. التوقع السائد هو خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس، مع تقدير لاحتمال لا يقل عن 90%، ما يجعل الحيازة على الذهب أكثر جاذبية باعتباره ملاذاً آمناً ومخزناً للقيمة عندما تتراجع عوائد الأصول ذات الدخل الثابت. هذا المزاج الانتظاري ينعكس على التداولات المحلية والعالمية، حيث يحافظ الذهب عالمياً على مستويات فوق 4200 دولار للأونصة، بينما يثبت محلياً عند مستويات مرتفعة مقارنة بالأسابيع الماضية.

أسعار الذهب اليوم محلياً: ثبات عند قمم مرتفعة
سجلت الأسعار في السوق المصرية المستويات التالية خلال التعاملات الصباحية:
– عيار 24: 6429 جنيهاً.
– عيار 21: 5625 جنيهاً.
– عيار 18: 4826 جنيهاً.
– الجنيه الذهب: 45000 جنيه.
هذا التوزيع يؤكد ثباتاً نسبياً في العرض والطلب، مع ميل التجار إلى الحفاظ على هوامش سعرية متوازنة في ظل غياب مفاجآت من جانب الدولار أو الأخبار العالمية قبل الاجتماع الحاسم. بالنسبة للمستهلك المصري، يعكس هذا الثبات استمرار الضغوط التضخمية المحلية على المعادن الثمينة، لكنه يمنح مساحة للتقييم دون اندفاعات شرائية عشوائية.
اللعبة الاقتصادية: لماذا يدعم خفض الفائدة الأمريكية الذهب؟
يميل الذهب إلى الصعود عند توقعات خفض الفائدة لسببين رئيسيين: أولاً، انخفاض الفائدة يضغط على عوائد السندات، ما يقلل العائد المتوقع من الأصول الآمنة المدرة للفائدة، فيتجه جزء من السيولة إلى الذهب الذي لا يوزع عائداً لكنه يحافظ على القيمة في أوقات عدم اليقين. ثانياً، خفض الفائدة يضعف عادة الدولار الأمريكي نسبياً، ما يجعل الذهب المقوم بالدولار أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، ويرفع الطلب العالمي عليه. وعند اقتران الخفض برسائل مهادنة من الفيدرالي حول مسار السياسة النقدية، يتعزز الشعور بأن دورة التشديد النقدي وصلت لنهايتها، وهي بيئة تاريخياً مواتية للذهب.
الوضع العالمي: فوق 4200 دولار للأونصة واستعداد لموجة جديدة
يحافظ الذهب عالمياً على زخم إيجابي أعلى مستوى 4200 دولار للأونصة، رغم التقلبات التي شهدتها الجلسة السابقة. هذا التماسك يعكس مزيجاً من توقعات خفض الفائدة، واستمرار الطلب التحوطي في ظل الأحداث الجيوسياسية ومخاوف النمو. إذا أقرّ الفيدرالي خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس مع إشارة إلى مرونة مستقبلية في السياسة النقدية، فقد نشهد موجة صعود جديدة تتخللها عمليات جني أرباح قصيرة، لكن الاتجاه العام سيظل مدعوماً، خاصة إذا انخفضت عوائد السندات طويلة الأجل.
العوامل المحلية: هوامش التسعير، المصنعية، وسلوك الطلب
في السوق المصرية، تؤثر ثلاثة عوامل مباشرة على السعر النهائي للمستهلك: هوامش التسعير لدى التجار، المصنعية والضرائب، وسلوك الطلب الموسمي. مع اقتراب مواسم الشراء، ترتفع وتيرة الطلب على المشغولات عيار 21 و18، ما يدفع المصنعية للزيادة في بعض المناطق. على الجانب الآخر، يراقب التجار تقلبات الدولار والذهب العالمي لتعديل الأسعار بسرعة، لذا قد تتسارع التحركات بعد الإعلان عن قرار الفيدرالي، سواء صعوداً أو تصحيحاً مؤقتاً يلتقط الأنفاس قبل اتجاه جديد.
نصيحة الخبراء: الشراء الآن أم الانتظار لما بعد الفيدرالي؟
القرار يتوقف على هدفك الزمني وإدارة المخاطر:
– مستثمر قصير الأجل: قد يفضّل الانتظار لقرار الفيدرالي لتجنب مفاجآت اللحظة الأخيرة؛ أي حركة هابطة خاطفة عقب القرار قد تمنح فرصة دخول أفضل قبل استئناف الصعود إن تحقق الخفض ونبرته كانت ميسّرة.
– مستثمر متوسط وطويل الأجل: بما أن الاحتمال المرتفع لخفض الفائدة يدعم الاتجاه الإيجابي للذهب على المدى المتوسط، يمكن اعتماد استراتيجية الشراء على دفعات (DCA) قبل وبعد القرار لتقليل مخاطر توقيت السوق.
– المستهلك للمشغولات: راقب المصنعية والخصومات المحلية؛ الفروقات بين محال الصاغة قد تفوق تغيرات السعر اليومي، لذا المقارنة الذكية تقلل التكلفة الإجمالية.
مخاطر محتملة: ماذا لو خالف الفيدرالي التوقعات؟
إذا جاء القرار أقل dovish من المتوقع—كأن يؤجّل الخفض أو يرسل إشارات متشددة حول التضخم—قد يتعرض الذهب لضغط تصحيحي قصير الأمد بفعل ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار. في هذه الحالة، يتحوّل الدعم الأساسي للذهب إلى العوامل الجيوسياسية والطلب التحوطي، بينما يعيد المستثمرون تسعير المسار النقدي. لكن حتى في سيناريو التشدد، تظل مستويات الطلب طويلة الأجل على الذهب متماسكة تاريخياً مع استمرار المخاطر العالمية، لذا تبقى استراتيجية الدفعات أكثر ملاءمة من الدخول الكلّي في نقطة واحدة.
قراءة نهائية: أين تتجه الأسعار بعد الاجتماع؟
في حال خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس، نتوقع موجة تذبذب قصيرة يتبعها ميل صعودي مدعوم بانخفاض العوائد ومرونة الرسالة النقدية. محلياً، سيعتمد مدى التحرك على تفاعل الدولار والأسعار العالمية، لكن المستويات الراهنة لعـيار 21 عند 5625 جنيهاً قد تشهد اختبار قمم جديدة إذا زادت وتيرة الطلب مع الأخبار الإيجابية وواصل الذهب العالمي تماسكه فوق 4200 دولار للأونصة. بالمجمل، يظل المشهد إيجابياً للذهب حتى نهاية العام إذا استمر التحول النقدي نحو التيسير ولم تظهر مفاجآت تضخمية قوية تعيد الفيدرالي لمسار أكثر تشدداً.
خاتمة وروابط متابعة
تابع حركة الأسعار لحظة بلحظة خلال أسبوع القرار وتأكد من مقارنة الأسعار والمصنعية قبل الشراء. للمزيد من التحديثات والتحليلات اليومية: تابع تحديثات الذهب لحظة بلحظة. ولمراجعة البيانات والبيانات الصحفية الرسمية ذات الصلة بقرارات الفائدة يمكن الرجوع إلى موقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي.




