نزوح مئات السودانيين إلى الجنوب بسبب تصاعد العنف في هجليج 

أدى تفاقم المواجهات المسلحة في منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان إلى موجة نزوح جديدة باتجاه جنوب السودان، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.

وأعلنت سلطات ولاية الوحدة في جنوب السودان عن استقبال مئات اللاجئين السودانيين الفارين من القتال الدائر حول الحقول النفطية الاستراتيجية، ما ينذر بتحديات إنسانية متزايدة على المناطق الحدودية المستضيفة.

وبحسب السلطات المحلية، وصل ما لا يقل عن 762 لاجئًا سودانيًا خلال الأيام الماضية إلى منطقة ريورياك التابعة لمقاطعة روبكونا، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط حقل هجليج النفطي بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، وفق ما نقلته إذاعة راديو تمازج.

نزوح جديد وضغوط متزايدة على ولاية الوحدة

وقال موسى روائي لات، رئيس لجنة الإغاثة والتأهيل في ولاية الوحدة، إن هذا التدفق يُعد الأول من نوعه بهذا الحجم منذ تصاعد النزاع في المنطقة، موضحًا أن اللاجئين عبروا الحدود خلال الأسبوع الماضي هربًا من القتال وانعدام الأمن.

وأضاف “روائي لات” أن السلطات المحلية، بالتنسيق مع منظمات إنسانية دولية ووكالات أممية، تحاول احتواء الوضع رغم محدودية الموارد المتاحة.

هجليج.. أهمية نفطية تشعل الصراع

وتُعد منطقة هجليج من أبرز المناطق النفطية في السودان، حيث تضم أكبر الحقول الإنتاجية بطاقة تتراوح بين 80 و100 ألف برميل يوميًا.

كما تمر عبرها أنابيب رئيسية تنقل نفط جنوب السودان إلى ميناء بورتسودان، ما يمنحها أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة للبلدين، ويجعلها محورًا للصراع العسكري المتكرر.

أوضاع إنسانية حرجة وتوقف مبادرات الإغاثة

وأشار مسؤولون محليون إلى أن اللاجئين يعانون نقصًا حادًا في الغذاء ومياه الشرب النظيفة ومستلزمات الإيواء، في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة بسبب نقص التمويل وتقليص بعض المساعدات الدولية.

وفي سياق متصل، أعلنت غرفة طوارئ نيالا بولاية جنوب دارفور توقف المطابخ داخل مراكز الإيواء، محذرة من اقتراب شبح الجوع من آلاف الأسر، خاصة النساء والأطفال.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب منذ أبريل 2023، والتي أدت إلى تدهور الاقتصاد وتراجع الإنتاج الزراعي وانتشار البطالة والجوع في مختلف أنحاء السودان.

تابعنا علي واتس اب

تابعنا علي يوتيوب

تابعنا علي فيسبوك