هدوء ما قبل العاصفة.. استقرار أسعار الذهب اليوم السبت 20-12-2025 وترقب لإغلاق حسابات العام
استقرار نسبي في سوق الذهب المصري اليوم السبت
كتب: كريم محمد
خيمت حالة من الاستقرار الحذر والترقب الشديد على تعاملات سوق الذهب في مصر مع الساعات الأولى من صباح اليوم، أسعار الذهب اليوم. يأتي هذا الهدوء النسبي بعد جلسة أمس التي شهدت تراجعاً محدوداً في الأسعار، ليلتقط المعدن النفيس أنفاسه عند مستويات مرتفعة، وسط تضارب في المؤشرات العالمية والمحلية مع اقتراب نهاية العام المالي، وهي الفترة التي تتسم عادةً بتقلبات سعرية غير متوقعة نتيجة إغلاق المراكز المالية للصناديق الكبرى.
وكشفت جولة “الدليل نيوز” الصباحية في محلات الصاغة عن ثبات سعر الجرام عند نفس معدلات إغلاق مساء الجمعة، حيث لم ينجح الذهب المحلي في استعادة الزخم الصاعد الذي حققه في وقت سابق، متأثراً بتراجع طفيف في الطلب المحلي وترقب المواطنين لمزيد من الانخفاضات، وذلك بالتزامن مع ما رصدناه في تقرير سعر الذهب يوم الخميس الماضي، والذي كان قد سجل قفزات مفاجئة قبل أن يرتد هبوطاً.
قائمة أسعار الذهب اليوم السبت 20/12/2025
سجلت أسعار الأعيرة المختلفة في سوق الصاغة المصرية (دون احتساب المصنعية) الأرقام التالية:
- عيار 24 (النقاء الخالص): سجل 6605 جنيهات للجرام. ويُعد هذا العيار هو الملاذ المفضل للراغبين في شراء السبائك والادخار طويل الأجل، وقد واصل التحرك في نطاق عرضي محدود للغاية، مما يعكس توازن القوى بين البائعين والمشترين في هذه الفئة السعرية العالية.
- عيار 21 (الأكثر شعبية): استقر عند مستوى 5780 جنيهاً للجرام. ويعتبر هذا العيار هو المؤشر الحقيقي لحركة السوق في مصر، حيث يستحوذ على النسبة الأكبر من مبيعات المشغولات الذهبية في الوجهين البحري والقبلي.
- عيار 18 (الذهب الاقتصادي): سجل نحو 4954 جنيهاً للجرام. (تنويه: تم تصحيح الرقم الوارد بالخطأ “5954” ليتناسب منطقياً مع تسعير عيار 21). ويشهد هذا العيار إقبالاً متزايداً من الشباب المقبلين على الزواج نظراً لأشكاله العصرية وتكلفته الأقل نسبياً.
- الجنيه الذهب (8 جرامات عيار 21): استقر عند 46240 جنيهاً، وهو الخيار المفضل لصغار المستثمرين الراغبين في حفظ قيمة أموالهم بعيداً عن تكاليف المصنعية المرتفعة.
كواليس التذبذب.. لماذا توقف قطار الصعود؟
يرى الخبراء والمحللون الاقتصاديون أن استقرار عيار 24 وباقي الأعيرة اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو انعكاس مباشر لحالة “الضبابية” التي تسيطر على الأسواق العالمية. فالمعدن الأصفر عالمياً يواجه ضغوطاً بيعية لجني الأرباح قبل إغلاق دفاتر عام 2025، مما حد من قدرة الأونصة على اختراق حواجز المقاومة التاريخية، وهو ما ألقى بظلاله فوراً على التسعير المحلي.
كما أن غياب المحفزات المحلية القوية، مثل القفزات المفاجئة في سعر صرف الدولار، جعل الذهب يتحرك وفقاً للإيقاع العالمي البحت. وللمزيد من التحليلات حول وضع العملة والاقتصاد، يمكنكم مراجعة قسم أخبار الاقتصاد في موقعنا، حيث نرصد تأثير قرارات البنك المركزي والسياسات النقدية على مدخرات المواطنين.
نصيحة للمستثمرين: هل نشتري الآن؟
مع اقتراب نهاية العام، يكثر السؤال: “هل الوقت مناسب للشراء أم البيع؟”. ينصح خبراء المشغولات الذهبية المواطنين بعدم الانجراف وراء المضاربات السريعة في هذا التوقيت تحديداً. فالأسبوع الأخير من ديسمبر غالباً ما يشهد تقلبات حادة وغير مبررة فنياً، بسبب تسويات صناديق الاستثمار العالمية.
لذا، يُفضل لمن يرغب في الاستثمار طويل الأجل (ادخار لمدة 6 أشهر فأكثر) الشراء على دفعات، مستغلاً أي تراجعات سعرية، أما المضارب اليومي فعليه توخي الحذر الشديد. ولمتابعة السعر العالمي للأونصة لحظة بلحظة لاتخاذ القرار المناسب، يُنصح بزيارة منصة Gold Price Live الموثوقة عالمياً.
ختاماً، يبقى الذهب هو الملاذ الآمن الأول للمصريين، وتظل التوقعات لعام 2026 إيجابية على المدى البعيد، رغم المطبات السعرية الحالية التي يمر بها السوق.
تأثير “الفيدرالي” وموسم الأعياد على حركة السوق
وفي سياق متصل، لا يمكن فصل استقرار الذهب محلياً عن التوقعات العالمية المرتبطة بالسياسة النقدية للعام المقبل 2026. إذ يترقب كبار المستثمرين أي إشارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، حيث تؤدي أي تلميحات بالخفض إلى زيادة جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائداً، مما قد يدفع الأسعار العالمية -وبالتبعية المحلية- إلى قفزات جنونية جديدة. لذا، فإن الهدوء الحالي يعتبره البعض “الهدوء الذي يسبق العاصفة”، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق حول العالم، والتي تعزز دائماً من مكانة الذهب كملاذ آمن وقت الأزمات.
وعلى صعيد حركة البيع والشراء في الشارع المصري، تسبب الارتفاع القياسي للأسعار في تغيير العادات الشرائية للمواطنين، خاصة المقبلين على الزواج. حيث رصدت الشعبة توجهاً ملحوظاً نحو شراء المشغولات الذهبية خفيفة الوزن (Light Weight) وعيار 18، كبديل للشبكة التقليدية الثقيلة، وذلك لمواجهة غلاء الجرام الذي بات يلتهم جزءاً كبيراً من ميزانية الزواج. وينصح التجار المواطنين عند الشراء بغرض الزينة والاستثمار معاً، بالابتعاد عن المشغولات المكلفة فنياً (ذات المصنعية العالية) لتقليل الخسائر عند إعادة البيع مستقبلاً.



