إيه حكاية اليمن اللى كان سعيد وأصبح تعيس ؟
صراع النفوذ في اليمن: الأطماع والتقسيم ومصير باب المندب
بقلم/ د. يوسف سلام
من خلال سرد الحكاية نبين من يطمع ومن يحافظ على وحدة اليمن وإستقراره .
▪︎بداية الأطراف التى تسعى لتخريب وتدمير وتقسيم اليمن هى ذاتها التى خربت ودمرت وسعت لتقسيم كل من ليبيا والسودان والصومال .. حيث تجتاح مليشيات المجلس الإنتقالي الجنوبى المدعومة من الإمارات مالياً ولوجستياً ومن إسرائيل عسكرياً عدة محافظات شرق وجنوب اليمن للسيطرة على حقول النفط والغاز .. وبعد الدعم الإماراتى الإسرائيلي لميلشيات الزبيدى .
ولأن الأحداث كثيرة وشرحها يطول .. فهيا بنا نقفز على الأحداث لنصل سريعاً لما قبل النهاية الذى لايعلمها إلا الله .
-المهم – منذ شهر تقريباً بدأت تحركات خطيرة باليمن حيث حصلت عملية إنزال لقوات مرتزقة قادمة من كولومبيا ، ولاحقتها عملية إنزال أخرى لمعدات عسكرية قادمة من أفريقيا على سواحل جنوب اليمن .. وتبين أن الإنزالين للإمارات ، وبعدها قام المجلس الإنتقالي الجنوبى برئاسة اللواء/ عيداروس الزبيدى المدعوم بشدة من الإمارات وإسرائيل بنشر قواته وحشد مليشيات إضافية وأعلن أن اليمن الجنوبى من حقة يقرر مصيره وإنه لا ينتمى لليمن الحالى تمهيداً لإعلان دولة مستقلة .
من هى الأطراف المتنازعة والمتصارعة المتواجدة بالأراضى اليمنية .. ومن لهم نفوذ دون أطماع ، ومن لهم أطماع ؟
– السعودية والإمارات وسلطنة عمان و” إيران “
▪︎ بداية شاركت الإمارات السعودية فى حربها ضد الحوثين ثم تحولت الإمارات من الشراكة الى أطماع ثم الى الصراع بينهما على النفوذ ” لنا عودة لتوضيح أطماع الإمارات ونفوذ السعودية “
▪︎سلطنة عمان – يقتصر نفوذها فى غرب اليمن وتحديداً فى ” المهرة ” حيث حدودها ، مع العلم أن سلطنة عمان تدعم توحيد اليمن وعدم تقسيمها ، وتشترك فى هذا مع كل من مصر والسعودية وقطر وباقى الدول العربية .
▪︎إيران- لها نفوذها فى الشمال وتحديداً صنعاء وما حولها ، داعمة مالياً وعسكرياً للحوثيين .أعلن الزبيدى إنه ينوى إعلان مايسميها ” دولة الجنوب العربي ” وهذا يعنى إنه يتجاوز تقسيم اليمن ويشرع فى إنشاء دولة جديدة على الشواطئ الجنوبية لبحر عدن وجزيرة ” سوقطرى” وجنوب الحديدة بموازاة باب المندب والبحر الأحمر .
#إذاً بات واضحاً سعى إسرائيل الوصول الى باب المندب بالشراكة مع الإمارات بأى طريقة وبأى ثمن ، فبعد أن أحبطت مصر مخططها مع إثيوبيا للسيطرة على باب المندب إنطلاقاً من ” أرض الصومال ” عادت تسعى لنفس الغرض بالشراكة مع الإمارات إنطلاقاً من اليمن .
إيه حكاية المجلس الإنتقالي الجنوبى :
-منذ عام ٢٠١٧ هو متواجد فى مقره بمحافظة عدن ” عاصمة الجنوب ” برئاسة اللواء / عيداروس الزبيدى ، هو عضو المجلس الرئاسى لليمن ، ونائب الرئيس الشرعى لليمن الدكتور / رشاد العليمى ، يضم حالياً كافة أحزاب وحركات جنوب اليمن الساعية لإعادة تأسيس جمهورية اليمن الجنوبية .
-هذا المجلس حالياً يسيطر على ثلثى مساحة اليمن تقريباً .
-يُعد المجلس هو الحاكم الفعلى لجنوب وغرب اليمن إنطلاقاً من عدن ، ويسعى حالياً لضم محافظات جنوب غرب اليمن .
ماهو موقف القوى الوطنية اليمنية :
-القوى الوطنية موزعة بين متحاربين :
▪︎الحوثين : المدعومين مالياً وعسكرياً من إيران ويسيطرون على أغلب محافظات الشمال .
▪︎المجلس الإنتقالي الجنوبى : المدعوم مالياً من الإمارات وعسكرياً من إسرائيل والإمارات ، ويسيطر على ثلثى مساحة اليمن جنوباً ، ويعلن إنكاره للهوية اليمنية.
▪︎أما المجلس الرئاسى وحكومته المعترف بهم دولياً وعربياً ، فقد أدى التدخل الفج والدعم اللامحدود من الإمارات وإسرائيل الى ” الزبيدى ” ومليشياته الى تمزيق القوى الوطنية وعدم أستقرار اليمن دون وازع ضمير أو دين أو رابطة قومية عربية .
-وعلى الجانب العربى فهناك من يبحث عن وساطات لدى من لايهتم ولا يُعنى بمصير اليمن ولا بمشاكله ( أمريكا والغرب )
ماذا تريد أطراف الصراع من اليمن :
-نعلم جميعاً أن مصر أبت ورفضت أن تشارك السعودية فى الحرب باليمن ” بدون تفاصيل ” وشاركت الإمارات السعودية فى حربها ضد الحوثين ، إذاً من هى الأطراف العربية المتواجدة بالأراضى اليمنية( السعودية والإمارات ) والدولتين عضوين بمجلس التعاون الخليجي ، ثم تحول الشركاء الى متنافسين لكن لكل متنافس أغراضه فما هى أغراض كل منهم:
▪︎السعودية :
-تهدف الى المحافظة على وحدة اليمن وتأمين باب المندب لمنع اى تهديد إيرانى أو حوثى لحركة صادراتها النفطية مروراً بقناة السويس .
-منع انفصال الجنوب عن الشمال حيث هذا يؤدى الى إقامة دولة ضعيفة ومؤثرة أقتصادية على حدودها تخدم مصالح أبو ظبى وتهدد إستقرار دولة اليمن من الجنوب .
-عدم سيطرة الإمارات على الميناء حتى لاتتحكم فى حركة التجارة العالمية لأن ذلك يهدد ريادة السعودية بالمنطقة وخاصة ” مشروع نيوم ”
-مؤخراً أتهمت السعودية الإمارات بأنها تدعم قوات حوثية للسيطرة على مناطق غنية بالنفط والغاز ( الجوف ، مأرب ) بهدف إضعاف الحكومة الشرعية التابعة للسعودية ، مما يزيد الضغط على الرياض للقبول بوجود واقع إنفصالى جنوبى .
▪︎الإمارات :
– بعد شراكتها مع السعودية نحو هدف المحافظة على وحدة وأستقرار اليمن ، أختلفت الأهداف وطمعت فى الموارد اليمنية وأتفقت أهدافها مع أهداف إسرائيل ، وبدأ التعاون بينهما فاسرائيل تريد موطئ قدم نحو باب المندب ” والهدف بالتأكيد معروف للجميع ” ولا يحتاج لتوضيح ، والإمارات تريد حقول النفط والغاز والموانئ ، ومن هنا تحولت الشراكة التى كانت مع السعودية الى صراع ومنافسة شرسة وعلنية بين دولتين بمجلس التعاون الخليجي ، واضح إنه صراع إستراتيجى أقتصادي على الموانئ والممرات المائية والنفط وكل دولة تسعى لتأمين مستقبل أقتصادي لنفسها ، فالسعودية ليس لديها أدوات لتستخدمها ، أما الإمارات عبر أدواتها ( المجلس الإنتقالي الجنوبى ، قوات مرتزقة “العمالقة ” سيطرت على ميناء عدن وعلى جزيرة سوقطرى ، وبعض مناطق فى محافظة حضرموت ) .
-تهدف الإمارات الى بناء إمبراطورية موانئ بالقرن الأفريقى والبحر العربى ، لتصبح مركزاً للتحكم فى حركة التجارة العالمية .
-مؤخراً وعندما أرتفع حجم الدعم الإماراتى بمشاركة الدعم الإسرائيلي ” للزبيدى ” بالإضافة لتدعيم مليشياته بقوات مرتزقة وأسلحة ومعدات عسكرية ، وسيطر المجلس الإنتقالي الجنوبى على أكثر من ثلثى اليمن ، ومنها مناطق كانت تحت سيطرت الحوثى بعد قتال دار بين قوات الزبيدى وقوات الحوثى ..إلخ . أنسحبت السعودية من جزيرة ” بريم ” عند باب المندب ومن محيط القصر الرئاسى فى عدن ” المقر المؤقت للمجلس الرئاسى وحكومته ” .. وتتردد أنباء عن مغادرة الدكتور / رشاد العليمى وحكومته من مقرهم المؤقتة فى عدن الى الإقامة فى احدى فنادق الرياض .
-أصبح الوضح الحالى باليمن واقعياً ان بها ثلاث رؤساء :
١- رئيس فى الشمال ( حوثى )
٢- رئيس شرعى ومعترف به دولياً وعربياً خارج اليمن ( بالسعودية )
٣- اللواء / عيداروس الزبيدى- رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبى .
#أعلن ” الزبيدى” إنه بعدما أستعادنا مناطق مهمة من الحوثى ، سنبدأ الحشد والتحرك وهدفنا صنعاء .
#كما أعلن إنه سينضم للإتفاقية ” الإبراهيميه ” والأعتراف بدولة إسرائيل . وأن اليمن سيظل وفياً للمشروع العربى لقطع ذراع إيران من المنطقة وإنهاء تهديدات الحوثى للملاحة الدولية ودول الجوار .
أين مصر من هذه الأحداث:
اولاً – حسناً ما فعلته مصر مستخدمه دبلوماسيتها الذكية أن أخرجت السعودية من مستنقع الصراع مع الإمارات وإسرائيل باليمن واصطحبتها فى صفها ضد المخطط الإماراتى والاسرائيلي داخل القرن الأفريقى بدءً من السودان .. وقام البرهان بزيارة للملكة ثم لمصر لوضع الترتيبات القادمة بالسودان ” الخطوط الحمراء” بمشاركة السعودية مع مصر .. وأرجأت مصر والسعودية موضوع اليمن لترتيبات أخرى. وللمزيد من التحليلات حول هذا الشأن، يمكنكم متابعة قسم أخبار عربية وعالمية في الدليل نيوز، أو الاطلاع على تقارير مكتب المبعوث الأممي لليمن لمتابعة الموقف الدولي.



