“بيت لحم” تستعيد الحياة.. احتفالات عيد الميلاد تعود بعد عامين من الحرب (صور)

عادت أجواء عيد الميلاد لتنبض بالحياة في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، مع انطلاق الاحتفالات التي غابت لعامين متتاليين بسبب تداعيات الحرب المدمرة في قطاع غزة.

المدينة، التي تُعد مهد السيد المسيح وفق المعتقد المسيحي، حاولت هذا العام أن تستعيد شيئًا من بهجتها، رغم أن آثار الحرب ما زالت حاضرة في الوجدان والمشهد الإنساني المحيط.

مسيرات الكشافة تعيد الفرح إلى شوارع بيت لحم

مع بداية الاحتفالات، جابت فرق الكشافة شوارع بيت لحم، يتقدمها قرع الطبول وأنغام مزامير القِرَب التي عزفت تراتيل ميلادية شهيرة، وسط مشاركة واسعة من الأهالي والمسيحيين من مختلف الأعمار.

واتجهت المسيرات عبر شارع النجمة التاريخي وصولًا إلى ساحة المهد وكنيسة المهد، حيث تجمّع المئات في مشهد أعاد للمدينة روحها الغائبة.

وفي قلب الساحة، ارتفعت شجرة الميلاد الكبيرة المزينة بالكرات الحمراء والذهبية، لتضفي أجواء احتفالية رغم بساطتها مقارنة بسنوات ما قبل الحرب.

وقالت ميلاغروس إنسطاس، إحدى عضوات كشافة الساليزيان، إن عودة الاحتفالات تمثل فرحة حقيقية بعد فترة طويلة من الحزن والغياب القسري للاحتفال بسبب الحرب.

غزة الحاضرة في الذاكرة ورسائل السلام من الفاتيكان

رغم عودة مظاهر الفرح، ظل قطاع غزة حاضرًا في وجدان المحتفلين، حيث يعيش مئات الآلاف ظروفًا إنسانية قاسية عقب الحرب، بين خيام متهالكة ومنازل مدمرة.

وأكدت مشاركات في الاحتفالات أن عودة الميلاد تمثل رسالة أمل لأهالي غزة بأن الحياة يمكن أن تعود يومًا ما.

وفي السياق ذاته، يترأس البابا ليو الرابع عشر قداس عيد الميلاد في الفاتيكان، داعيًا إلى “24 ساعة من السلام في العالم”، في رسالة تتقاطع مع تطلعات سكان بيت لحم والمنطقة بأكملها لوقف دائم للعنف وتعزيز قيم السلام والتعايش.

السياحة والاقتصاد.. آمال بانتعاش جديد في المدينة المقدسة

يعوّل سكان بيت لحم على عودة احتفالات عيد الميلاد في تنشيط الحركة السياحية، التي تُعد ركيزة أساسية لاقتصاد المدينة. فقد تسببت الحرب في تراجع حاد بأعداد الزوار وارتفاع معدلات البطالة، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت عودة تدريجية للسياح المسيحيين.

ويأمل الأهالي أن تسهم هذه العودة في إعادة الحياة للمدينة، مؤكدين أن الاحتفال بالعيد ليس مجرد طقس ديني، بل رسالة إنسانية للعالم بأن بيت لحم، رغم كل الصعاب، ما زالت متمسكة بالحياة والفرح والتقاليد.

تابعنا علي واتس اب

تابعنا علي يوتيوب

تابعنا علي فيسبوك