الوباء الأسود في مصر
كتب : محمود السيد
الوباء الأسود في مصر..أكتوبر 1347 م – يناير 1349 م
ناس كتير اتكلموا عن الشدة المستنصرية بكل تفاصيلها لدرجة ان معظم الناس فاكرين انها أعنف الكوارث اللي حلت علي مصر
لكن الحقيقة انه في عام 1347م في عصر أولاد الناصر محمد بن قلاوون شهدت مصر و الشام كارثة لا مثيل لها
الذي حدث ظهور وباء ظهورمرعب في آسيا بالتحديد في ( الهند ) و انتقل الي مصر عن طريق القوافل التجارية و اجتاح المنطقة العربية و آسيا الصغري ثم انتقل الي اوروبا
كانت أعراض المرض ان يصرخ المصاب من شدة الألم ثم يبصق دم ثم يستمر في الصراخ حتي الموت
المؤرخين المسلمين وصفوا الوباء ده بالفناء الكبير
استمر انتشار الوباء لمدة عامين وصل مصر و الشام في خريف 1347 م و كانت ذروته في العام الثاني
و قد ذكر البعض ان عدد ضحايا الوباء كان يتراوح بين عشرة آلاف و عشرون ألف نسمة يوميا
لدرجة ان الدكك و التوابيت لتغسيل الموتي عملت بلا أجر
و كان يتم دفن ضحايا الوباء جملة في حفرة واحدة
الوباء أصاب جميع الكائنات الحية ( الكائنات البحرية و الحيوانات البرية )
و فسدت الزراعات و توقفت أعمال الصيد و انكمشت الاسواق و اختفت البضائع و توقف الناس عن مقاضاة بعضهم البعض و خلت المؤسسات التجارية ( الخانات ، الوكالات ) و فنادق التجار و لم تجد من يسكنها
كما قضي الوباء علي عدد كبير من أجناد “الحلقة “أشبه بالحرس الوطني أو جنود الاحتياط كمان الطباق ( الثكنات العسكرية ) أصبحت خالية من المماليك.
الوباء قضي علي حوالي ثلثى عدد سكان مصر و هرب السلطان و أبناء الطبقة الحاكمة و الاعيان الي “سرياقوس”.
و لك أن تتخيل حجم الكارثة لما تعرف ان الأملاك كانت بتنتقل عن طريق الوراثة بين اكثر من خمسة او ستة أشخاص في اليوم الواحد ،و استولي عدد كبير من العامة علي اقطاعيات مخصصة للجيش المملوكي
في سنة 1349م بدأت حدة الوباء تتراجع الي ان انتهي تماما لكن آثاره و نتائجه استمرت لفترة طويلة.
و في السنه نفسها حاولت الدولة حصر الاملاك التي مات اصحابها في الوباء فوجدوا اعداد كبيرة من المنازل و الخانات التي مات اصحابها و وارثوها و لم يعد يملكها أحد.
لدرجة ان المقريزي قال أنه كانت توجد في الحارة الواحدة أكثر من 20 منزل خالية لا يعرف أصحابها.
كان للوباء الأسود نتائج سلبية من النواحي الاقتصادية و العسكرية و الاجتماعية بدولة المماليك.
لدرجة ان المؤرخين وصفوا الوباء بأنه أحد أهم أسباب زيادة تدهور دولة المماليك.