بقلم / ضياء الدين اليماني
اليتيم هو ذلك الطفل الذي فقد السند ؛ فلا أب يرعى ولا أم ترحم ؛ أوصت به الأديان السماوية والمواثيق الدولية وضمير كل إنسان يدرك معنى الإنسانية ؛ المسح على رأسه يرقق القلوب ؛ وكفالته تقودك إلى رضوان الله ؛ انكساره يؤلم القلب ويدمع العين ويؤرق مضجع كل صاحب قلب .
وإن فقد الينيم أمه وأباه ؛ فالمجتمع كله برجاله ونسائه يمثل الأب الأم البديل ؛ يوفر له حاجته المادية والمعنوية والروحية ؛ وإن قصر المجتمع في ذلك ؛ نال العقاب كل أفراده ؛ عندما يتحول الأيتام لقنابل موقوتة تنفجر في جسم المجتمع لتحوله لأشلاء يصعب جمعها .
إن لم يشعر اليتيم الذي فقد عطف ورعاية الأب والأم ؛ برعاية المجتمع وعطفه ؛ سينشأ حاقدا على مجتمعه كارها له ؛ لا يحمل مقومات المواطن الصالح النافع لمجتمعه ؛ وقد جفاه هذا المجتمع وقسى عليه .
والصورة التي ننقلها لكم بلا رتوش ولا تجميل ؛ صورة مؤسسة البنين للأيتام في حي الكوثر بسوهاج ؛ ذلك المكان الذي يضم بين جنباته أطفال حرموا نعمة الرعاية والعطف ؛ فزادت طينتهم بلة بإقامتهم في مثل هذا المكان ؛ الذي تنفر منه الطبائع السوية ولا يرضاه أحد ليكون مأوى لأطفاله ؛ بالفوضى القبيحة ؛ والأثاث المتهالك ؛ والغرف القذرة ؛ فمن يرضى لطفل من أطفاله هذه المعيشة .
المسؤولون عن المؤسسة منعوا الزوار من التجول فيها والصعود لأعلاها ؛ يأتي المحسنون ليأخذوا الأطفال من أمام الباب لنزهة أو رحلة يتقربون بها إلى الله ويدخلون بها السعادة على قلوب أولئك الأطفال البؤساء ؛ ولو أحسن هؤلاء لصعدوا إلى أماكن نومهم ومعيشتهم ليروا كم المعاناة التي يعيشها الأيتام
رسالة موجهة لمؤسسات الأمومة والطفولة بمصر كلها ؛ لكل صاحب قلب وضمير ؛ لكل مسؤول بمحافظة سوهاج وكل نائب فيها … هؤلاء الأطفال سيخاصموا المجتمع كله أمام الذي لا يغفل ولا ينام .
