تحقيقات

ما بين غلو «الاستركنين» ومطالب الرفق بالحيوان.. الكلاب «المسعورة» تُهدد الحياة في العاشر من رمضان


كتبت : بسنت الراعي

باتت الكلاب الضالة «المسعورة» بمثابة ظاهرة تُهدد أهالي مدينة العاشر من رمضان، وسط غياب تام لأي وجود مسئول لردع الظاهرة من قِبل الأجهزة المعنية، فيما عللت إدارة الطب البيطري ذلك بارتفاع ثمن المادة القاتلة التي تُستخدم في مكافحة الكلاب والقضاء ليها، حيث تحتاج إلى 13 ألف جنيهًا لقتل 500 كلب فقط، على حد وصف أحد المسئولين.

يقول محمد إبراهيم، أحد أهالي العاشر من رمضان، إن الطريقة التي تستخدمها فرق الوقاية في التخلص من الكلاب رميًا بالرصاص، شيء بشع وغير مقبول، مطالبًا بأن يتم إعدام تلك الكلاب بحقن أو سم، أو على الأقل بأي طريقة بعيدًا عن أعين الناس كما كان يحدث قديمًا، حيث أن معظم من يشاهدون عملية إعدام الكلاب بالشارع أطفال صغار، ما قد يًشكل صدمة لديهم.

واتفقت معه في الرأي سامية سمير، ربة منزل، موضحةً أن أضرار قتل الكلاب في الشارع كبيرة جدًا وتفوق «خيال الجميع» _على حد قولها_ حيث تتسبب في إحداث منظر دموي بشع لا يتحمله كبير أو صغير، فضلًا عما تسببه من إزعاج للمواطنين.

وأشار إسماعيل محمد، مهندس كمبيوتر، إلى أنه يحل الأزمة بنفسه دون أن ينتظر مجهودات المكافحة التي لا تفيد، حيث يقوم بمحاولة إبعاد الكلاب عن طريق مطاردتها مهما كلفه الأمر.

فيما أوضح محمد خلف، أحد الأهالي، أنه بمساعدة بعض جيرانه أطلقوا حملة لتسميم كلاب الشوارع، لافتًا إلى أن الحملة لم يتم إطلاقها إلا بعد أن طفح الكيل بأهل المجاورات المختلفة، حيث سأموا نباح الكلاب التي تؤرق نومهم، فضلًا عن تواجد الكلاب في الشوارع بصورة كبيرة ومخيفة تسبب حالة من الذعر بين الأطفال والنساء وتمنعهم من النزول لأشغالهم ومدارسهم صباحًا.

وشدد إسماعيل رزق، على أن هناك مضايقات من جمعيات الرفق بالحيوان الذين يطالبون بمنع مكافحة الكلاب الضالة بالتخلص منها بالسم، رغم أنها الطريقة الأنسب لمكافحة الكلاب الضالة في مصر من حيث السعر والأمان، منوهًا بأن جمعيات الرفق بالحيوان تريد تعقيم الكلاب ومنعها من التكاثر، وهي عمليات مكلفة وتحتاج إلى فرق لعمل العمليات الجراحية، بالإضافة إلى غرف مجهزة وأماكن لإيوائها وإعاشتها ومتابعتها حتى يتم شفائها.

من جانبه، استنكر هاني عادل، أحد الأهالي، رد فعل المسئولين تجاه الظاهرة، قائلًا: «اللي بيحصل بعد ما بنتصل بالمسئولين يقوموا باعتين لنا نفرين معاهم بندقية لعبة يضربوا على كلب واحد والعشرين كلب الباقيين يجروا كلهم، وبعد كده النفرين دول ياخدوا بعضهم ويروحوا، ده غير إنهم بيسيبوا الكلب ده يواجه مصيره يا إما يموت أو يتسعر».

في سياق متصل، أفاد مصدر بإدارة الطب البيطري بالعاشر من رمضان، بأن إحصائية حديثة كشفت عن ارتفاع ثمن الكيلو الواحد من مادة «الاستركنين» المُخصص لمكافحة الكلاب إلى 13 ألف جنيه، فيما يكفي منها جرامين فقط لقتل الكلب الواحد، أي أن الكيلو يكفي لمكافحة 500 كلب فقط.

وأضاف المصدر، والذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الدليل» أن سعر الكيلو ارتفع تدريجيًا من 3 آلاف جنيه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، موضحًا أنه لا توجد إحصائية بعدد الكلاب الضالة الموجودة بالشوارع، فضلًا عن أن إدارة الصحة العامة هي المُكلفة بمكافحة الكلاب الضالة، وهي بالطبع لا تستهدف جميع الكلاب، ولكن «العقور» فقط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights