التعليم الخاص.. ومملكة الفساد
بقلم : د.أحمدعبدالعزيزالشيخ
لم أعرف كثيراً عن التعليم الخاص(الجامعى)، ولكن كل ما لدى من معلومات أن النعليم الخاص يمتلك الكثير من الامكانيات التى لا يستطيع التعليمى الحكومى أن يتملكها-إلا أن الطلاب المنتسبين للتعليم الخاص لهم شأن آخر فهم الذين لم يوفقوا فى الإنتساب للتعليم الحكومى أى (المجانى).
ولكن حينما أقتربت من التعليم الخاص، ظهر لى ما كنت لا أتوقعه، مملكه من الفساد، وجدت فساد جميع المراحل التعليمية من (إبتدائى ..إلخ) أمام عينى وحينها أيقنت أننا نخضع لمؤمره كبرى، وهى تعمد إخراج أجيالاً لا تعرف عن العلم شئ إلا اسمه، وكل ما لديهم من فكر ينحصر فى الكرة والغناء.. إلخ، وعلى الرغم أيضاً من اهتمام الحكومات والمجتمع بتلك الأمور والإنفاق عليها الكثير من الأموال إلا أننا ليس لنا فيها أى تقدم أو تواجد يُذكر على الساحه الدولية إلا قليلاً ونادراً ما يحدث.
فلا نجد للعلم ولا للعلماء مثل هذا الأهتمام. وهذا الجيل أكبر دليل على فشل التعليم والمنظومة العلمية والرقابة أيضاً والأكثر بشاعه فيما رأيتهُ أن هذه الأجيال الصاعده التى تقوم عليها أعناقهم الدوله لديهم من السطحيه واللامبالاه ما لا يتوقعه أحد، والمشكله تكمن فى أنهم لا يعرفون أسلوب الإبداع أو الإبتكار أو استخلاص النتيجة بل الأكثر من ذلك أنهم لا يعرفون القراءة والكتابة، بالفعل لقد أذهلنى ذلك وكنت فى صدمه من واقع مرير شاهدته من خلال تدريسى بإحدى المعاهد الخاصة، وفكرت كثيراً كم لدينا مثل هذه المعاهد أو الأكاديميات التى تخرج لنا أجيالاً لا تعلم شئ، كل ما فى الأمر أنهم يحصلون على رخصه مقابل المال(الفلوس). رخصه بأنهً حامل بكالوريوس أو ليسانس..إلخ، فالموضوع كله يتلخص فى (الاستثمار ولعبة الفلوس) وكم أدخل لنا هذا الاستثمار فساداً لن نستطيع علاجه بأضعاف ما تم استثماره من أموال “والكل يغد الطرف”. والعجيب فى ذلك أن تجد بعد مرور السنين أن هؤلاء نتاج “التعليم الخاص والفلوس” هم أصحاب اليد العليا بالدوله وهم أنفسهم من يخططوا ويضعوا استراتيجيات الدوله.
كل ما أُريد الإشارة إليه أننا يجب أن ننتبه لهذا الفساد فساد إدارات تعلمية تخضع بالقول بأن سمعة (الأكاديمية) سوف تهتز ولا نجد من ينتسب للأكاديمية بسبب رسوب الطلاب، وأيضاً فساد الحركة التعليمة مناهج مفرغه لا يحصل الطلاب منها على شئ بل يريد الطلاب أسئلة الامتحان وأجوبتها فقط دون الفهم أو المعرفه.
فلا نجعل الأمر يمر مرور الكرام، ولانخضع لذلك الإبتزاز بل يجب علينا أن نتكاتف من أجل الحل.
وما يثير اهتمامى هو إدراك المصيبه التى نحن فيها وعليها وهى إفشال العملية التعلمية وتدمير المجتمع بهذه الأجيال من خلال تعمد تجهيلهُ، وتخريج أجيال جاهله ومجهله.
وأقول ما علينا فعله هو الاسراع فى وضع حلول عملية وعلمية موضوعية. وإيقاف ما يسمى بــ بزنس التعليم الخاص لحين النظر فى أمره، وتفعيل الرقابة الموضوعية وتولية الكفاءات، وتفعيل المعاير التى ترقى بالتعليم الخاص، وليس المعيار هو المال مقابل النجاح ولكن الفيصل فى النجاح أو الفشل هو التفوق.
وإن أردنا الحل والعلاج لهذه المصيبة والكارثه هو النظر بعين الإعتبار إلى مستقبل المجتمع وتجنب ما يسمى بنظام المصلحه.