أخبارحوادث

حكاية إعدام عاطل بتهمة القتل في كرداسة: ابنه أرشد عنه

بل 10 سنوات من اليوم، كان “حسام. م” و”صابر. ش” يجلسان داخل أحد المقاهي في مركز منشأة القناطر، يخططان لتنفيذ جريمة لكسب المال هربًا من الأزمة المالية التى ألمّت بهما، واقترح “حسام” حلا، وهو سرقة سيارة وبيعها “خردة”، لاقى ذلك قبولا لدى “صابر” ووافق على ذلك، لم يعلم الأول أن تلك نهايته وأن نجله هو من سيرشد عنه ليقوده إلى حبل المشنقة، وإن طال الزمن.

جاء يوم التنفيذ وتحديدا عصر يوم 9 مارس 2009، حيث توجه “صابر” إلى منطقة المريوطية نهاية شارع فيصل، وظلّ يراقب السيارات فى موقف سيارات ربع نقل، ووقع اختياره على سيارة حديثة موديل 2009، وكان يقف بجوارها مالكها وقائدها “عادل قدري السيد”، تحرك “صابر” ناحيته وتحدث إليه طالبا منه نقل أغراض من كرداسة مقابل مبلغ 70 جنيها.

“عادل” تحرك بالسيارة الحديثة التى يمتكلها، وبصحبته “صابر” الذي لم يكن سوى مندوبًا لشيطان أكبر، ينتظرهما في قطعة أرض خالية بكرداسة لتنفيذ مخطط كسب المال.

فور وصول السيارة إلى المكان المتفق عليه بكرداسة، طلب “صابر” من “عادل” الترجل ومساعدته فى نقل الأغراض من داخل الغرفة المبنية في قطعة الأرض، فوافق الأخير، وما أن دخل إلى الغرفة كان هناك “حسام” مختبئأ حيث انقض عليه بمطواه قرن غزال كانت معه وأعدها سلفا لذلك الغرض، وسدد له طعنات في البطن والرقبة، حاول “عادل” الهروب إلى الخارج، لكن لحقه “حسام” بطعنات في ظهره حتى سقط مضرجا في دمائه، ولفظ أنفاسه الأخيرة، واستولى “حسام وصابر” على مفاتيح السيارة والهاتف المحمول الخاص بـ”عادل”، وغادرا المكان.

وقفا الجانيان لعدة دقائق يتفقان على كيفية إخفاء الجثة حيث أدخلاها الغرفة، واستقلا السيارة وغادرا المكان، فأما السيارة فتركها “صابر” أمام منزله في منطقة إمبابة، والهاتف المحمول أخذه “حسام” وأعطاه لابنه “حمدي” طالبا منه بيعه، وكانت هنا أول خيوط الإيقاع بهما. 

مع غروب الشمس كان أحد السكان المقيمين بالقرب من الأرض الفضاء محل الجريمة، متوجها إلى منزله، حيث شاهد جثة ملقاه على الأرض وبها آثار طعنات، وتوجه إلى مركز شرطة كرداسة وأبلغ عن الواقعة.

وانتقلت قوة أمنية من المركز يقودها اللواء عبدالوهاب شعراوي، وكان رئيس مباحث كرداسة حينها، وحرر محضرا بالعثور على جثة المجني عليه وبمناظرتها تبين أنها مصابة بـ 7 طعنات أعلى الظهر و5 بالرقبة، وجرح غائر أسفل الرقبة وطعنة بالصدر، وأحاله للنيابة العامة والتى أمرت بندب الطب الشرعي لبيان سبب وكيفية الوفاة. 

تحريات العقيد أحمد الأزهري، وكيل المباحث الجنائية بالجيزة الأسبق، توصلت إلى أن المجني عليه سائق في واعتاد على التوقف في منطقة المريوطية بفيصل في انتظار زبائنه، كما أفاد شهود العيان أوصاف متهمين كانا يستقلان سيارة نصف نقل حديثة وأدلوا بأرقامها التي توافقت مع الرقم المثبت بترخيص السيارة في محفظة المجني عليه.

توصلت الأجهزة الأمنية إلى المتهمين، وتم تحديد أماكن تواجدهما، وهنا ظهرت المفاجأة لفريق البحث المكلف بالقبض على “حسام” حيث تقابلوا مع ابنه “حمدي” العامل بأحد المطاعم، والذي قال إن والده أعطاه هاتفا محمول، وطلب منه بيعه بمبلغ 400 جنيه، مؤكدا أنه باعه لأحد الأشخاص بمقابل 375 جنيها، وأنه شكّ فى والده الذي لا يمتلك أموالا لشراء هاتف محمول، وأرشد عن مكان والده.

وبمناقشة “أحمد” شقيق “حسام” قال إن شقيقه أحضر، قبل يومين، قطع غيار تخص سيارة نصف نقل، وطلب منه تخزينها بمحله.  وألقت الشرطة القبض على “حسام” والذي اعترف بجريمته بالاشتراك مع “صابر” الذي أقرّ بدوره تفصيليا، وأرشدا عن السيارة والهاتف.

فى ختام التحقيقات التى باشرتها النيابة العامة فى القضية 18054 لسنة 2009 جنايات كرداسة، أمرت بإحالة “حسام” و”صابر” للمحاكمة الجنائية، وعلى مدار 10 سنوات مضت ما بين تغيير دوائر جنائية، تسلمت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار فتحي البيومي وعضوية المستشارين وفيق مكاوي وعلي حسن، وسكرتارية رفاعي فهمي، القضية وقضت بإجماع الأراء بإعدام “حسام” شنقا، وبمعاقبة “صابر” بالسجن 10 سنوات، كونه يبلغ من العمر 17 سنة وقت ارتكاب الجريمة، لتكتب نهايتهما وتعيد حق “عادل” بعد 10 سنوات من قتله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights