صديق الشهيد: “كان طالع عمرة الجمعة الجاية مع أمه”
“أبواليزيد استشهد”، وقف الشاب الثلاثيني، وسط المتجمهرين في موقع الحادث الإرهابي بحارة الدرديري في منطقة الدرب الأحمر، وهو في حالة من الذهول والصدمة من وقع الكلمات التي تتردد على ألسنة الأهالي، وغير قادر على تصديقها، وكلما سمعها عينيه تذرف دموعًا.
أحمد سلَام، الذي يقيم في حارة الدرديري منذ ولادته، جمعته علاقة صداقة بأمين الشرطة الشاب محمود أبو اليزيد، والذي كان يخدم بقسم الدرب الأحمر، “مصدقتش إن محمود مات، كان أجدع وأحسن أمين شرطة في المنطقة كلها، لو مشيت دلوقت في وسط الناس، مش هتسمع كلمة واحدة وحشة في حقه، كله بيترحم عليه”.
يروي “سلام”، أن أمين الشرطة، الشهيد، الذي قدم روحه دفاعا عن أهالي الحي، كان لديه 4 أطفال، ويعيش في حي إمبابة مع عائلته والدته وزوجته، مشيرًا إلى أن أهالي المنطقة كانوا يحبون الحديث معه، لوقوفه بجانبهم في كل وقت، “كان إيده نضيفة، وعمره ما افترى على حد”.
مواقف كثيرة جمعت “سلام” بالشهيد، ورأى من “جدعنته” على حد تعبيره، الكثير أيضا أمام عينه، “كان بيقف جنب الناس في ضيقتهم، وساعات كان يطلع فلوس من جيبه يساعد الناس، في ناس كانوا هيتحبسوا بسبب ديون عليهم، هو دفعها لهم وأنقذهم من السجن”.
مفاجأة أخرى، فجرها “سلام” عن الشهيد، أبواليزيد، الذي لا تجد أحد في محيط المنطقة، إلا ويترحم عليه، وهي إنه استشهد قبل أن يؤدي العمرة، “كان طالع مع والدته السعودية الجمعة الجاية، علشان يعمل عمرة”، مشيرًا إلى أن أصدقائه بقسم الدرب الأحمر في قمة الحزن على فقدانه: “حرفيًا أمناء الشرطة زمايله في قسم الدرب الأحمر بيبكوا عليه بدل الدموع دم”.
أصدرت وزارة الداخلية بيانًا، مساء الاثنين، أعلنت فيه تفاصيل الحادث الذي وقع في منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة.
وذكرت الوزارة في البيان: «في إطار جهود وزارة الداخلية للبحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف قول أمني أمام مسجد الاستقامة في محافظة الجيزة عقب صلاة الجمعة الموافق 15 فبراير الجاري، فقد أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري في الدرب الأحمر، إذ حاصرته قوات الأمن وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته مما أسفر عن مصرع الإرهابي واستشهاد ضابط من الأمن الوطني برتبة مقدم، وأمين شرطة من الأمن الوطني وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة ضابطين اثنين أحدهما من الأمن الوطني والآخر من مباحث القاهرة، وأحد ضباط الأمن العام».