التشخيص السليم لإضطراب التوحد
كتب: الدكتور أحمد عبدالله
مع الثورة العلمية والمعلوماتية تعرف المجتمع العربي على اضطراب التوحد ، ومع قلة خبرة كثير من المختصين في مجال صحة الطفل النفسية فقد أصبح التوحد شماعة لكل سلوك غير طبيعي للطفل.
ومن مصائب عالمنا الثالث ان التشخيص يصدر من فئات غير متخصصة ، لينتهي المطاف بعائلة الطفل إلى الجري في حلقة مفرغة تنتهي إلى اليأس مع الإجهاد الفكري والنفسي لعائلة الطفل ، وعلى هذا فإنني أؤكد أن
المختص الوحيد بتشخيص اضطراب التوحد هو طبيب نفسية وعصبية أطفال ، حيث يعتمد في هذا على مقياس DSM5 الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي ويعاونه في ذلك فريق كامل من تخصصات مختلفة يضم مثلا أخصائي نفسي وأخصائي علاج أعصاب وطبيب أطفال متخصص في النمو … إلخ . كما أن عملية التشخيص تستغرق وقت طويل نظرا لما لعملية التشخيص من أهمية وصعوبة .
فاضطراب التوحد اضطراب معقد يصيب الأطفال ويؤثّر على الجهاز العصبيّ لديهم محدثاً مشاكل في نموّهم، وتطوّرهم، وتختلف أعراضه من طفل لآخر، ويكون ذلك مقروناً بالعمر الزمنيّ، والمستوى التطوّري للطفل، فيبدأ بالظهور في المراحل الأولى من الطفولة، ويستمرّ إلى مرحلة البلوغ، و لا يحدث نتيجة لسبب واضح ومحدد إلا أن هناك اتفاقا بين العلماء على حدوث خلل في كيمياء المخ ( خلل بيوكيميائي ) يحدث خلال فترة الحمل يؤثر على الطفل ويجعله مستعدا لاستقبال الاضطراب في أي وقت .
ومن أعراض اضطراب التوحد:
مشاكل في القدرة على التفاعل الاجتماعي:
حيث يصبح الطفل فاقدا لاستخدام لغة الجسد مثل: الحركات، والايماءات، وتعابير الوجه، كما يفقد أيضاً قدرته على التواصل الجسدي ّ، فيحاول تجنب النظر إلى والديه بشكل مباشر، ويفتقد قدرته على إنشاء علاقات مع أشخاص في عمر مماثل له، ويفضّل الانعزال، وعدم مشاركة الآخرين بما يقومون به من نشاطات
مثل: اللعب، والتنافس، وبذلك يكون بعيداً عن الاندماج والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويصبح غير قادر على تبادل الأحاسيس والمشاعر معهم.
مشاكل في التواصل اللغوي:
حيث يعاني من مشاكل في النمو اللغوي، فيقتصر كلامه على عدد قليل من الكلمات، ويستخدم في كثير من الأحيان بعض الكلمات والعبارات التي لا تناسب عمره، ولا تناسب الموقف المستخدمة فيه .
سلوك متكرر: حيث يعتمد على نمط معين في أمور حياته، ولا يغيره، ويصر على إبقائه بالشكل الذي وضعه فيه مثل: وضع اللعبة بشكل معين، أو ترتيب الأغراض على شكل صفوف، أوأكوام، أو اللعب بلعبة واحدة، أو خلع الملابس بطريقة معينة، أو مشاهدة برنامج تلفازي واحد، وقد يقوم بتكرار حركات جسدية معيّنة مثل: عضّ اليد، أو ضرب الرأس، أو اهتزار الجسد، أو رفرفة اليدين، أو تحريك الرأس .
ولذلك فإن الأطفال ذوي اضطراب التوحد يكونوا في أمس الحاجة إلى الرعاية والتأهيل الشامل في جميع الجوانب ، وذلك لأننا لا نستطيع أن نعزل هذه الفئة أو نتجاهل وجودها ؛ فهم جزء من المجتمع، و من ثم يعد واجبا على الدولة بجميع مؤسساتها وهيئاتها المختصة برعاية و تأهيل هذه الفئة و ذلك من خلال تقديم برامج التدريب والتربية التي تهدف إلى تحسين قدراتهم والارتقاء بها .