لم تهنأ تلك العجوز بالتجهيزات الجديدة لشقتها التي مكثت بها في مدينة نصر، حيث غافلها أحد العاملين لديها، وخنقها حتى لفظت أنفاسها، وسرق متعلقاتها.
المجني عليها تبلغ من العمر 70 عاما، وتعيش بمفردها في شقة بمصر الجديدة، بعد بلوغها سن المعاش، ووفاة زوجها، وهجرة ابنتها إلى دولة أجنبية مع زوجها، بينما كانت تسافر إليها من حين لآخر للاطمئنان عليها.
قبل أشهر قليلة من الواقعة، قررت المجني عليها الانتقال إلى شقتها الثانية الكائنة في مدينة نصر للعيش فيها، فتواصلت مع بعض العاملين لتجهيز مسكنها الجديد وإنهاء أعمال النقاشة بها، ولجأت إلى الجاني؛ لإحضار احتياجاتها كافة، حسب تصريحات حارس العقار .
شيئا فشيئا اطمأنت العجوز للقاتل، واصطحبته ذات يوم إلى محل الشقة ليجلب لها بعض المستلزمات، لكن الأخير قفزت إلى ذهنه فكرة التخلص منها وسرقتها بعد علمه بثرائها وبقائها بمفردها كثيرا.
صباح الثلاثاء قبل الماضي، صعد الجاني رفقة السيدة- صاحبة جنسية دولة أجنبية- إلى الدور الثالث في أحد عقارات شارع إبراهيم الدسوقي، وما إن أدارت له ظهرها بعد غلق باب الشقة، حتى أمسك بحبل ولفه حول رقبتها قاطعا أنفاسها حتى الموت.
مدد جثتها على الأرض تاركا الحبل حول رقبتها، دون رغبة في إخفاء آثار حريمته، وسرق هاتفها المحمول و400 جنيه، وأخذ مفاتيح شقتها في مصر الجديدة، وذهب إليها، واستولى على خاتم ذهب، و”لاب توب”، وشاحن، وفيزا كارد، و”فلاشتين”، وكمية من الإكسسوارات، وشمعدان كريستال.
فر القاتل إلى مسكنه في منطقة الخصوص، وظلت العجوز في شقتها لم يشعر بها أي من الجيران، أو زائر يتردد عليها؛ كونها تعيش “وحيدة”. صباح الأحد الماضي، شرع حارس العقار الذي تقطن به السيدة ينظف السلالم كعادته الأسبوعية، ولدى وصوله الطابق الثالث شم رائحة كريهة منبعثة من شقة المجني عليه، فلم يحاول اكتشاف الأمر بنفسه، وأبلغ الشرطة مباشرة.
حضرت قوة من قسم شرطة مدينة نصر، ووجدوا القتيل مُسجاة على وجهها بصالة الشقة- تحت التشطيب- في حالة متحللة، وحول عنقها حبل، وآثار دماء بأرضية الصالة، وسلامة جميع منافذ الشقة.
أجرت قوات الأمن التحريات اللازمة، وفحصوا كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة، وتوصلوا لهوية القاتل: مقيم بالخصوص، وأصل منشئه أسيوط، فتوجهت قوة أمنية إلى الأماكن التي يتردد عليها القاتل، وأمسكوا به في غضون ساعات. اعترف بجريمته كاملة مبررا إياها بحاجته إلى المال.
عرض المتهم على النيابة العامة، وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بينما قدمت ابنة المجني عليها من الخارج، وأنهت إجراءات دفنها، بعد تصريح النيابة بذلك، وسافرت من جديد.
