مسجد أحمد بن طولون قصة أكبر جامع في مصر
كتب الباحث الاثري: شريف هاشم
مدرب ارشاد سياحي تطوعي
قال أحمد بن طولون
” اريد ان ابنى بناء إن احترقت مصر بقى وإن غرقت مصر بقى “
جامع بن طولون أو الجامع الطولوني أو جامع الخمسة جنيهات
جامع احمد بن طولون هو:
ثالث مسجد جامع انشأ بمصر بعد جامع عمرو بن العاص بالفسطاط وجامع العسكر بمدينة العسكر الذى اندثر هو والمدينة بأكملها ، ويعد هذا الجامع من أقدم الجوامع المحتفظة بتفاصيلها المعمارية والهيكل الاصلى ، تم بنائه على جبل يشكر و شرع فى بنائه سنة 263 هـ واستمر حتى 265 هـ ويعد اكبر جامع بمصر حيث تبلغ مساحته ما يقرب من ستة أفدنة ونصف وهو يأخد الشكل المربع و بعد الزيادات الثلاثة التى اضيفت له ، يحتوى على 42 باب وزعت توزيعاً متناسباً مع كبر مساحة الجامع كما يحتوى على 129 شباك ، ويتكون من صحن اوسط مكشوف يحيط به اربعة ظلات اكبرها ظلة القبلة التى تتكون من خمسة اروقة موازية لجدار القبلة بينما باقى الظلات تتكون كل منها من رواقين فقط بالإضافة الى ثلاثة زيادات خارجية تلتف حول الجامع عدا جهة القبلة
” انفراد الجامع “
ينفرد الجامع بإعتباره أول جامع استخدمت به الدعامات بدلاً من الأعمدة المغتصبة من الكنائس والأديرة عدا أعمدة المحراب الرئيسى ويأتى من بعده مشهد آل طباطبا وجامع الحاكم بأمر الله .
وصف الجامع
صحن الجامه ويتوسط الصحن فسقية. ” ميضأة ” يعلوها قبة تعتبر ثالث قبة اقيمت بوسط الصحن فالأولى من عمل ابن طولون وقد احترقت والثانية من عمل الخليفة الفاطمى العزيز بالله والبعض يقول من عمل أمه تغريد في النهاية انها قد هدمت ثم اقيمت الحالية وهى من عمل السلطان المملوكى السلطان لاجين وهو الملك الذى اوفى بنذره حيث أنه اختبأ بمنارة هذا الجامع وقت فتنة قتل الاشرف خليل بن قلاوون وكان نذره إن نجاه الله وملك حكم البلاد سيقوم بعمارة الجامع بأكمله وبالفعل بعد توليته قام بالعديد من الإصلاحات تعد أكبر اصلاحات شهدها الجامع حيث أعاد بناء القبة التى تعلو المحراب وأنشا منبر جميل يجاور المحراب الرئيسى أما المنبر الاصلى فقد نقل للجامع الظاهرى بالمنشأة على شاطئ النيل ولكنه للأسف قد تلاشى الجامع والمنبر ولم يبقى لهم أى اثر ، ولم يكتف بذلك بل قام بتعمير المنارة ايضاً التى توجد بالزيادة الغربية والتى اختلفت الآراء حولها هل هى المنارة الاصلية أم انه تم إعادة بنائها من جديدة أم ان جزء منها من عصر الإنشاء والجزء العلوى من تجديدات عصور اخرى وبعيداً عن هذا وذاك إلا أن السلطان لاجين قد اختبأ بها من قبل وهذا يعنى أنه شهد ولو جزء من عمارتها القديمة ، ومن تجديداته أيضاً بالجامع وجود محرابين له بظلة القبلة حيث تمتع هذا الجامع بتعدد المحاريب فهو يحتوى على ستة محاريب اقدمها المحراب الرئيسى الذى يتوجه شريط من الفسيفساء الزجاجية كانت من إضافات السلطان لاجين بخط النسخ يتضمن الشهادة ، ومحرابين للسلطان لاجين عرف احدهما بمحراب السيدة نفيسة يقع يسار المحراب الرئيسى ، كما يوجد بجانبى دكة المبلغ محرابان اخران الايمن منهما طولونى ، كما يوجد اخر من عمل وزير الخليفة المستنصر بالله { الافضل شاهنشاه} .
خلافات حول الجامع
لم يكن الخلاف على اصل المئذنة فقط بل كان هناك خلاف ايضاً على مهندس الجامع حيث يرى المقريزى انه النصرانى بينما يرى اخرون انه مهندس مقياس النيل “احمد بن محمد الحاسب” وسواء كان النصرانى ام الحاسب فكلاهما عراقى الاصل من محل ما أتى بن طولون ونقل لنا الفنون والثقافة العراقية .
و كان يوجد للجامع مئذنتان قام بإضافتهما السلطان الناصر محمد بن قلاوون بطرفى جدار القبلة هدمت الجنوبية فى القرن 13 هـ والشمالية سنة 1352 هـ .
مما يعني هذا ان الجامع قد تعرض للكثير من الاحداث على مر العصور أهمها تلك العمارة التى تمت على يد الوزير الفاطمى بدر الجمالى 480 هـ ،
مالا تعرفه عن هذا المسجد
من الناحية التاريخية نجد أن البناء كان موضع عناية من جانب الخلفاء الفاطميين لا سيما المستنصر .
علي أن عصر لاجين يعتبر العصر الذهبي للمسجد لما قام به من إصلاحات عديده .
تدهور المسجد:-
وان المسجد تدهور حاله في العصر العثماني .
تأثره بمسجد سامرا وخاصة في المئذنة الملويه .
ولكن مالا يعرفه الكثير أن هذا المسجد العريق كان له ثلاث مآذن في فترةٍ ما
واحده ونعرفها جميعاً وهي المئذنة الملوية
ولكن كان يوجد مئذنتين من الآجر أعلي المسجد واحده بالزاوية الجنوبية وأخري بالزاوية الشرقية علي طرفي جدار القبلة .
وقد تم بنائهم علي يد القاضي كريم الدين الكبير في عصر الناصر محمد بن قلاوون ،
سقطت المئذنة الشرقية في القرن الثالث عشر الهجري ، والمناره الأخري كان بها ميل ربما كان هو السبب في سقوطها .