مسجد سادات قريش أول مسجد في مصر وأفريقيا
كتب : أحمد عثمان عوض
تعتبر محافظة الشرقية البوابة الشرقية لمصر, ومهبط العديد من الأنبياء والصحابة والزعماء والقادة التاريخيين, وتضم العديد من المدن التاريخية منها مدينة بلبيس التى من أقدم مدن مصر وكانت فى العصور الأولى لمصر مدخلا ومعبرا للوافدين على مصر. وهى أول مدينة بنى فيها مسجد فى أفريقيا وهو مسجد سادات قريش، وهى أيضا أول مدينة تستقبل الملك الصالح أيوب عندما حكم مصر وأحدث بها الكثير من التطويرات, كما أنه يوجد بها العديد من المساجد الدينية مثل مسجد “أمير الجيوش” ومسجد “شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود “.
ويعتبر مسجد سادات قريش هو الـ15 فى الترتيب على مستوى العالم، ومن أهم المعالم الإسلامية البارزة ويعتبر أقدم الجوامع بمصر. وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريما لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله فى معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر، ويذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بنى فى مصر وأفريقيا قبل مسجد عمرو بن العاص فى مدينة الفسطاط ومسجد الرحمة فى الإسكندرية.
والمسجد مستطيل الشكل يحتوى على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالى ثلاثة آلاف متر مربع. وسمى بذلك نسبة إلى قريش وهى القبيلة التى ينتسب اليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان يطلق عليه مسجد الشهداء لاستشهاد 250 صحابياً وتابعياً مكان المسجد أثناء معركة المسلمين بقيادة عمرو بن العاص مع الرومان، وقد تم ترميم المسجد فى العصر العباسى فى عهد الخليفة المأمون وأطلق عليه جامع المأمون.
وقبل الفتح الإسلامى كان يوجد 10 آلاف قبطى فى بلبيس وأرسل الأنبا بنيامين إلى عمرو بن العاص فى الشام يستنجد به بعد أن قتل الرومان 36 ألف قبطى فى الإسكندرية، وبالفعل حضر عمرو بن العاص لمصر، وكانت بداية الفتح هى مدينة بلبيس، ومر بقرية بنى عايد التى سميت «الكتيبة» الآن، ودارت بها معارك حربية، حتى وصل عمرو بن العاص لمكان مسجد السادات حاليا ودارت المعركة مع الرومان، وسميت معركة بلبيس، وعقب انتهاء هذه المعركة تم بناء المسجد فى السنة الـ18 من الهجرة فى العام الأول من الفتح الإسلامى؛ واشترك فى تحديد القبلة 25صحابيا، وتعتبر القبلة الرئيسية فى مصر وأقدم قبلة بعد المساجد الـ3 المسجد الحرام والأقصى وقباء ويعتبر مسجد السادات أول مسجد بنى فى قارة أفريقيا.
وكاد المسجد الأثر الإسلامى, أن ينهار بعد أن أهملته الدولة وقام الباعة الجائلون بتشويه جدرانه ذات الطراز المعمارى, إلى أن قام أحد رجال الأعمال بتطويره على نفقته الخاصة عندما كان عضو مجلس شعب عن دائرة بلبيس. ويتوافد عليه الآلاف من أبناء مركز بلبيس لتأدية الصلاة فيه فى شهر رمضان الكريم.