تعرف علي قصه سيدنا عمربن الخطاب
كتبت الباحثه: نور العناني
هو ابو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي،
المُلقب بالفاروق
اسمه :
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاخ بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر هو قرشي من بني كنانه بن خزيمه بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العدوي القرشي .
نشأته :
ولد” عمر” بعد عام الفيل بثلاثه عشر سنه ، وبما أن رسولنا الكريم قد ولد في عام الفيل فمن البديهي أن يصل الى الازهان أن عمر يصغر الرسول بثلاثه عشر سنه.
كان منزله في الجاهليه في اصل الجبل ، اطلق علي هذا الجبل فيما بعد باسم جبل عمر ، وكان يطلق عليه في الجاهليه جبل العاقر ، ويوجد في هذا الجبل منازل بني عدي بن كعب ، نشاء “عمر” في قريش وامتاز عن كثير منهم ب تعلمه للقراءه ، تربي علي النجده وقول الحق، وكان والده غليظا في معاملته وهذا يتضح من ملامح شخصيته ، عمل عمر في الجاهليه في رعي الابل فكان يرعي لوالده ولخالاته من بني مخزوم ، تعلم عمر الفروسيه والشعر وركوب الخيل والمصارعه ايضا ، وكان يحضر الاسواق المشهوره لدي العرب ((سوق عكاظ – مجنه – زي المجاز )) اكسبه حضور الاسواق تعلم التجاره التي ربح منها الكثير وأصبح من اغنياء مكه ، من خلال دخوله في التجاره فانه شارك في رحلات الشتاء والصيف المشهوره لدي قريش ، لم يقتصر عمل عمر في الجاهليه علي رعي الابل ومن بعدها التجاره فقط فقد كان سفيرا لقريش ، فان وقعت حرب بين قريش وغيرها بعثوه سفيرا وان نافرهم منافر او فاخرهم مفاخر بعثو عمر منافرا ومفاخرا لهم ، نشأ عمر في البيئه الوثنيه علي دين قومه وكان مغرما بالخمر والنساء
، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر رجال قريش ، واحد العشره المبشرين بالجنه .
“” عمر بن الخطاب” من الشخصيات البارزه في التاريخ الاسلامي وغيره ، من الشخصيات التي تندم اذا مرت حياتك وانت لا تعلم عنه غير القليل ليست مبالغه كيف لا تندم وهو الملقب بالفاروق من قبل نبينا الكريم ، كيف لا وقد جاء الاسلام موافق ل آراؤه في اكثر من موقف ، كان عمر يتسم بالحكمه والعدل. “وان سالوك عن العدل فقل لهم مات عمر ” من اشهر ما يقال في زمننا هذا ، مات عمر ولاكنه حي بعدله وما زكر عنه في التاريخ من موافق واراء مشرفه ، اشتغل عمر قبل الاسلام في رعي الابل والتجاره ، وهو من علماء الصحابه .
هيئته الخارجيه :
كان عمر ابيض البشره تعلوه حمره ، وكان حسن الخدين اصلع الراس ، كثير شعر البدن ، له لحيه مقدمتها طويله وخفيفه عند العارضين ، وكان يخضبها بالحناء ، وبه شارب طويل ، وكان في وجهه خطان اسودان من البكاء لشده خشيته من الله اما الشارب فقد كان طويل من اطرافه ، وكان اذا غضب فتل شاربه ونفخ ، وكان طويلا جسميا تصل قدماه اللي الارض اذا ركب الفرس يظهر كانه واقف ، وكان اعسرا يسرا :- اي ” هو الذي يعمل بيديه جميعا ” ، وكان ايضا سريع المشي
معاداته للمسلمين :
علي الرغم من أن عمر تربي الشهامه والنجده والجرئه الي انه غابت عنه حقيقه الاسلام فحارب المسلمين بشده وعنف وتعنت مع من اسلم من اقاربه ونال المسلمون منه الكثير.
اتفق المؤرخون وعلماء الشريعه أن النبي محمد بعث سنه ٦١٠/م وبعد البعثه بثلاث سنوات امر بالجهر بالدعوه ، فلقي من قومه عداء شديد ورفضت قريش الدعوه خاصه بعد أن بدا النبي يحقر من الهتهم ، وكان موقف عمر شديدا مع المسلمين بل كان الد اعداء الاسلام واكثر اهل قريش ازي للمسلمين، فقد كان يعزب جاريه له علم باسلامها من اول النهار حتي اخره ثم يتركها ويقول “والله ما تركتك الا ملاله ” ، كما جند نفسه خلف النبي اينما ذهب فكلما دعي احد الي الاسلام اخافه عمر وجعله يعدل عن الدخول في تلك الدعوه ، حتي انه عزم علي قتل الرسول مقابل ان يقدم نفسه لبني هاشم ، وذلك بعد أن امر النبي المسلمين بالهجره الي الحبشه .
إسلامه:
ظل عمر علي هذا العداء للمسلمين حتي كانت الهجره الاولي الي الحبشه ، كان عمر يخفي وراء هذه القسوه رقه نادره فقد روي ذلك عن زوجه عامر بن ربيعه العنزي وذلك عندما رآها عمر وهي تعد نفسها للهجره قال لها عمر “صحبكم الله ” احست في قلبها انه من الممكن أن يسلم عمر لم تتراجع عن اخبار زوجها بما حدث من عمر رد عليها بقوله ” اطمعت في اسلامه ” فقالت ” نعم ” فقال جمله مشهور في التاريخ” فلا يسلم ما رايت حتي يسلم حمار الخطاب ” ، شعر عمر بالحزن والاسي لفراق قومه وما اصاب قريش من تفرقه لوحدتها التي مزقها هذا الدين الجديد فعزم علي الخلاص من النبي محمد .
في الحقيقه أن “عمر” كان يعيش في صراع مع نفسه . حدثه قلبه بان هؤلاء الناس قد يكونو علي صواب فيكيف يتحملون هذا الازي ويتمسكون بدينهم ومفارقه الوطن ، ويقراون كلاما عجيبا لم تسمع العرب بمثله من قبل ، اضافه اللي أن رئيسهم هو محمد الصادق الامين كمان عرف بذلك عند اعدائه، اما عقله حدثه بانه سفير قريش وقائد من قاداتها ودخوله في الاسلام سيضيع كل هذا .
وفي هذا الصراع قرر” عمر ” أن ينتهي كل هذا بقتله لمحمد وليخلص نفسه مما يؤرقه ويخلص مكه كلها ممن احدث فيها البدع وتلك المشاكل ، وكان مما دفعه ايضا لهذا القرار هو ما حدث من حمزه عم الرسول بضربه وسبه لابي جهل في مكه والذي اصبح علي الاسلام ، وهذا الدافع تابع لان ابا جهل كان خالا لعمر راي عمر انه قد اصيب في كرامته ورد الاعتبار عاده يكون بالسيف .
سن عمر سيفه وخرج من داره قاصدا النبي محمد ، ولاكن ماذا حدث.؟
شائت الاقدار أن يقابل في طريقه (نعيم بن عبدالله العدوي ) ، وكان من المسلمين الذين اخفو اسلامهم فقال له ” اين تريد يا عمر ” فرد عمر ” اريد محمد هذا الصابي الذي فرق امر قريش وسفه احلامها وعاب دينها وسب الهتها فاقتله ” رد عليه نعم قالاً ” والله لقد غرتك نفسك ياعمر اتري بني عبد مناف تاركيك تمشي علي الارض وقد قتلت محمدا . ؟ افلا ترجع الي اهل بيتك فتقيم امرهم .؟ فان ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو واختك فاطمه بنت الخطاب قد اسلما . فعليك بهما .
انطلق “عمر” مسرعا اليهما وكان عندهما الصحابي ( الخباب بن الارت ) يعلمهما القران ، فضرب عمر سعيداً ثم فاطمه ضربه شقت وجهها فسقطت منها صحيفه كانت تحملها ، وابت أن تعطيها لعمر الا أن يتوضي اولا ، فتوضئ عمر قراء الصحيفه واذ فيها :- قوله تعالي “صه مَا أَنزَلنَا عَلَيكَ القُرءَانَ لِتَشقَيٰ إِلا تَذكِرَهً لِمَن يخَشَيٰ تَنزِيلاً مِمن خَلَقَ الارضَ وَالسَمَٰوٰت العُلَي الَرحمَٰن عَلَي العَرشِ استَوَيٰ لَهُ مَافِي السَمَٰوٰتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَمَا بَينَهُمَا وَمَا تَحتَ الثَرَيٰ ” اهتز عمر بعد قراته لهذه الايات وقال ” ما هذا بكلام البشر ” واسلم ، وكان ذالك في اليوم مش شهر زي الحجه من السنه الخامسه من البعثه وكان ذلك بعد اسلام حمزه بن عبدالمطلب بثلاثه ايام ، وخرج عمر الي النبي ومعه اصحابه في دار الارقم بن ابي الارقم فلما دخل عليهم وجل القوم، فخرج إليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائل السيف،
وقال له: أما أنت منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال، ما نزل بالوليد بن المغيرة؟ فقال عمر: يا رسول الله، جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله، فكبَّر رسول الله والمسلمون، كانت هذه قصه اسلام عمر الشهيره ، قيل أن عمر اسلم في الثلاثين من عمره سبقه في الاسلام تسعه وثلاثون رجلا وكان عمر الاربعين .
استجاب لدعاء نبيه فيروي عن بعض المؤرخين المسلمين أن النبي قال ” اللهم اعز الاسلام باحد العمرين عمر بن الخطاب او عمر بن هشام ” قال ” وكان احبهما الي الله عمر بن الخطاب” .
اعز الله الاسلام بعمر فبعد اسلام عمر وحمزه من قبله اصبح المسلمين في منعه من ايزاء قريش فأصبح للمسلمين من يدافع عنهم ويحميهم ، كان اسلام عمر حدثا بارزا في التاريخ الاسلامي ويلاحظ فرحه المسلمون بإسلام عمر في عده اقوال منسوبه الي عدد من الصحابه .
منها ما قاله ( صهيب الرومي) ..
” لما اسلم عمر ظهر الاسلام ، ودعي اليه علانيه ، وجلسنا حول البيت حلقا وطفنا بالبيت ، وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما ياتي به ” .
وما قاله ايضا( عبدالله بن مسعود ) .
” وما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبه حتي اسلم عمر وما ازلنا اعزه منذ اسلم عمر ” .
لقبه بالفاروق :
يرجع سبب اطلاق الفاروق علي عمر انه فرق بين الحق والباطل واظهر الاسلام في مكه وكانت قريش تخشاه فعندما اسلم قال للرسول في دار الارقم بن ابي الارقم ” السنا علي حق ” قال بلي فقال عمر ” والذي بعثك بالحق لنخرجن ” وخرج المسلمين في صفين صف يتقدمه ( حمزه بن عبدالمطلب) وصف بتقدمه ( الفاروق عمر ) فيعتبرون أن الله فرق به بين الحق والباطل اي بين الكفر والايمان .
زوجاته وزريته :
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدًا، أما نسائه فهن .
قبل السلام فهن .
قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم المخزومية القرشية، أخت أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، وذلك بعد صلح الحديبية فطلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
أم كلثوم مليكة بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدًا، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول الآية: ﴿ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركًا.
زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحية القرشية: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معًا إلى المدينة المنورة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة وعبد الرحمن وعبد الله.
بعد الإسلام :
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأوسية الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها النبي محمد جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له ولدًا واحدًا في العهد النبوي هو عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي العدوية القرشية. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، زوجة عبد الله بن أبي بكر من قبله، ولدت له ولدًا واحدًا هو عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاة عمر.
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم المخزومية القرشية: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل، فقتل عنها في معركة اليرموك، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر.
أم كثلوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية:(1). تزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشرة للهجرة، وبقيت عنده إلى أن قتل، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد، ورقية.
نزول القران علي رايه:
جاء القرآن الكريم، موافقًا لرأيه في مواقف عديدة من أبرزها: قوله للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلت الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]، وقوله يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: (وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53]. وقوله لنساء النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد اجتمعن عليه في الغيرة: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك. ولعل نزول الوحي موافقًا لرأي “عمر” في هذه المواقف هو الذي جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: “جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه”. وروي عن ابن عمر: “ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه”.
موقف عمر عند وفاه الرسول :
عندما توفي الرسول قام عمر وقال ” من قال ان محمد قد مات قطعت يديه ورجليه ” ، واقبل ابو بكر حين بالغه الخبر ، ودخل علي الرسول في بيت عائشه ورسول الله كان مسجي في ناحيه البيت كشف عن راسه وقال بابي انت وامي اما الموته التي كتبها الله عليك فقد زقتها ثم لن تصيبك بعدها موته ابدا ، وخرج علي الناس وقراء قوله تعالى ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيء وسيجزي الله الشاكرين ) ، وكان الناس بعد قرات ابو بكر لم يعلموا أن هذه الاياه نزلت حتي تلاها ابو بكر .
وهنا ازعن عمر لوفاه الرسول .
هذا الفاروق عمر في حيات رسول الله لم تنتهي رحلتنا مع عمر فله من المواقف ما له بعد وفاه الرسول من خلافه وفتوحات .