محمد البقري يكتب ..”كورونا” يكشف الوجه الحقيقي للمسؤولين والأحزاب فى العاشر من رمضان
شاهدت اليوم مشهدا جعلنى القى العديد من التساؤلات ، فها هو المئات من الأفراد يجتمعون ويكتظون فى مكان واحد فى احد الأسواق بمدينة العاشر من رمضان من أجل الحصول على أبسط حقوقهم وهو الغذاء ، بالرغم من صدور قرار بمنع التجمعات والأسواق العشوائية و فى ظل الأوضاع الراهنة وتفشى وباء فيروس كورونا الذي أدى الى ذعر العديد من فئات المجتمع ودفعم للقلق من الغد .
المئات يكتظون فى السوق للحصول على حقوقهم ، وبدلا من أن يجعل هذا الموقف العصيب الذى نحياه جميعا الى التكاتف لمواجهة هذه الأزمة ، نجد مع الأسف بعض التجار افترشوا الأسواق العشوائية وقاموا برفع الأسعار بطريقة غير إنسانية تحاكي جشعهم وطمعهم وسط غياب تام من الرقابة ودور المسؤولين لمواجهة هذه الازمات .
في كل الأوقات والأزمات، يختبر الناس والتجار ومن لهم مصالح مباشرة من خلال مختبر الأزمات.. وفي حالنا هذا، توقعنا من المسؤولين المتمثلين فى مجلس الأمناء وجهاز مدينة العاشر من رمضان والأحزاب السياسة أن يكونوا هم أول من يقف بجانب المواطن ومعه على الأرض فعلا لا قولا ، ويعملون على توفير كافة احتيجاته بصورة انسانية وحضارية ولكن لم نجد منهم سوى الغياب التام عكس مما دعى اليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والقيادة السياسية بضرورة العمل جميعا من أجل تجاوز هذه الأزمة ، ويجعلنا هذا نتساءل أكثر لماذا لا نجد المسؤولين و قيادات الأحزاب سوي فى أوقات النجاح فقط من أجل الظهور الأعلامى وتصدر القنوات والأخبار .
وهنا يمكننا القول بأن “كورونا” ليس مجرد أزمة صحية، وإنما اختبار حقيقى سواء لقدرة المسؤولين والأحزاب السياسية على التعامل السريع والفورى مع الأزمات التي تواجهها، وكذلك للشعب الذى يمكنه التجاوب مع الإجراءات الرسمية، بشكل حضارى وانسانى ما يمكننا تسميته بـ”روح القرار”، ليحمى المواطن نفسه وأسرته ومجتمعه بشكل عام.
واخيرا احب أن انوه الى خطر تداول الاشاعات ، حيث أصبحت بمثابة حرب نفسية تتخلل جميع فئات الشعب وتسيطر عليهم وتوجههم أينما شاءت؛ فمن يديرها.. ولصالح من.. ؟! ، ولذلك يجب علينا التصدي لذلك الأمر ووضع حد له لحماية المجتمع المصري وتوجيهه في الطريق الذي فيه صالح البلاد والعباد بدلا من تشتيته أو بث الاحباط في نفسه الذى يؤدي حتمًا إلى مزيد من الخسائر ،كما ادعو المواطنين لعدم الانسياق وراء الاشاعات والتى تدفعهم الى الخوف والفزع وتخزين البضائع والتهافت على الأسواق مما يساهم فى زيادة جشع التجار ، وأخيرا وأيا كان الأمر أو البلاء ، “فالله لا ينزل عليك بلاء إلا لخير”، وكل صعب سيمر ولكن بمزيد من التكاتف والوعي والالتزام.