كتبت : هاجر عبدالله
من النعم التي اكرم الله بها عباده واقر أعين المؤمنين بها أن بلغهم شهر رمضان، هذا الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن العظيم على” محمد صلى الله عليه وسلم” هو من خصائص الدين الاسلامي التي جمعت كل العبادات من صلاه وصيام وذكر وصدقه وعمره اضافه الى تبني مكارم الاخلاق واعفها وانبلها.
فكان هناك محنه طائفه من المسلمين عاشت دهرا طويلا في أرض كانت اسلاميه تدعي الأندلس .
محنة الأندلسيين لصيام رمضان
لتسهيل الوشاية بالمسلمين من طرف النصارى ولمنعهم من أداء شعائرهم الاسلامية ، نشرت السلطات الكنيسية التابعة لحاكم التفتيش لائحه طويله من 36 مظهرا من المظاهر الاسلامية والتي وجب الأخبار عنها ومنها :-
” (١). إذا قاموا لصيام رمضان وراعوا ذلك أثناء عيد الفصح وسلموا بعض الصدقات وأنهم لم يأكلوا ولم يشربوا حتي يلاحظوا النجمه الاولي .
(٢) إذا قاموا بالسحور. واستفاقوا ليأكلو قبل طلوع النهار أغلقوا أفواههم ورجعو الي فراشهم ”
_ هكذا عاش الاندلسيون في حاله خوف وحذر من الوشاه واخفوا عقيدتهم والتمسوا الخلوات والأماكن المنعزله لأداء فرائضهم ومنها الصيام .
كان النصاري إذا حل رمضان يمتحنوهم لمعرفه ما اذا كانوا ممسكين عن الأكل والشرب ، ورغم اعتذار الأندلس باعذار مختلفه لتبرير عدم اكلهم فإنهم كانوا يتابعون من طرف محاكم التفتيش .
وهذا ما جعل عدد المورسكين المدانين في شهر رمضان أكثر من الشهور الآخري فهذا الأندلس فرانسيسكو… القرطبي ( Francisco cordoba)
” الذي كان يصوم رمضان من طلوع الفجر إلي غروب الشمس في خلال شهر كامل ولم تفرض له دعوات كبيره من جيرانه قبل تللك التي جاءت خلال شهر رمضان، وقد كان حريصا على احترام الصيام , وانه إذا دعي للغداء فإنه كان يرفض بحجه أنه فاقد الشهيه , وإذا دعي أثناء الأكل فإنه كان يرد أنه أكل قبل ذلك في مكان آخر ”
– وقد سجلت محاضر محاكم التفتيش الاندلسيه ( اسبانيا حاليا) اعداد كبيرة من حالات ضبط منها الاندلسيون في حاله صيام ” عندما يصبح الصيام جريمه ولاحول ولاقوة الا بالله ”
وكانت أشهر قضيه عرفتها محاكم التفتيش هي ضد عائله
ابن عامر المسلمه سنه 1567 لاصرارهم علي صيام رمضان والظهور بمبادئ الاسلام رغم أنهم منعوا من ذلك
رمضان في الأندلس
_ تعتبر الأندلس من أكبر البلاد التي تحتوي على مهاجرين مسلمين حيث وصل عددهم إلى “مليون مسلم ” ؛ ولذلك فليس من الغريب أن تعطي الحكومه الاندلسيه بعض الإمتيازات الي المسلمين العاملين. وذلك لتحقيق توازن بين حياتهم الغربيه الجديده والاحتفاظ بايمانهم وفروضهم . وبموجب الاتفاقية التي عقدت الي حدوث اجازه المسلمين العاملين يوم الجمعه من كل أسبوع . كي يتمكنوا من أداء فريضة صلاة الجمعة. ويقدموا بطلب الإنتهاء من العمل في شهر قبل الغروب بساعه .
يكتسب الشهر الكريم شهر رمضان اهميه خاصه في المدن العربيه في اسبانيا مثل ( مدريد ، وبرشلونه، وجزر الكناري) .
أعتاد المسلمون في خلال هذه الأيام وجود اجتماعات يوميا في المساجد . وايضا في المراكز العربيه التي يتم فيها تبادل الخبرات والأنشطة ، اضافه الى ذلك اجتماع في المغرب للافطار الجماعي.
هناك العديد من المؤسسات والمراكز في اسبانيا الي تشجيع على الإحتفال بشهر رمضان مثل ” المركز الاسباني _ المغربي ” ، ومن مظاهر هذه الاحتفالات وجود محاضرات عن ألفن الاسلامي والعادات والتقاليد التي تخص الدين الاسلامي والصوم .
_ علي الرغم من أن المسلمين يحتفلون برمضان في توقيت واحد تقريبا بأداء نفس الفروض،الا أن مظاهر الاحتفال نفسها تختلف من بلد إلى آخري .
(١) في المملكه المغربيه ؛ حيث يبدأ المغاربة أفطارهم بالتمر والحليب .
(٢) في السينغال يفضلون البدء بطعام مكمل العناصر الغذائية .
وقد قامت الدار العربية في الأندلس تنظيم ” الليالي الرمضانيه” التي تحتفل بها العديد من المدن الاسبانيه ، مثل” مدريد ولاس بالماس وجزر الكناري” والتي يعرض فيها جميع مظاهر الاحتفال بشهر رمضان؛ لذلك فتعتبر إسبانيا بوابه الاسلام في أوروبا ومستقبل التعايش والتعاون .
بعد الانتهاء عن شهر رمضان المبارك الذي ارتبط بالاندلس ارتباطا كبير ، شهر الخير والكرم والجود شهر الفرح وترك الحزن شهر الغفران والتوبه شهر رمضان في بلاد الخير والسلام بلاد الفردوس المفقود .
