إنت فين يا قلب أمك.. إنت فين يا نور.. أم غريق بلطيم تنادى على ابنها خلال البحث عنه : “عاوزه قلبى يبرد برؤية جثمانه”
“أين أنت يا نور يا قلب أمك”.. بهذه الكلمات تنادى والدة الطالب نور سعد الذى غرق بشاطئ الأمل في بلطيم، وهى تجوب الشاطئ ذهابا وإيابا لعلها تقع عينيها على جثة نجلها.
ومازالت عمليات البحث جارية لليوم الخامس على التوالى، عن جثمان الطالب الجامعى نور سعد كلش الذى غرق فى مياه البحر المتوسط بشاطئ الأمل بمصيف بلطيم، وتم الاستعانة بعدد من الغواصين.
وتوجه اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، لمصيف بلطيم، وقدم التعازى لأسرة الغريق، وأطلعهم على الجهود التى تبذلها المحافظة خاصة اليوم الثلاثاء، بالاستعانة بمجموعة من الغواصين للبحث عن جثمان الشهيد، مؤكداً أنه يقدر مشاعرهم وحرقة قلوبهم على نجلهم رحمه الله، وأنه يتابع على مدار الساعة الموقف.
وقال الكابتن إيهاب المالحى، رئيس جمعية الإنقاذ البحرى بالإسكندرية، بعد مشاركته فى استخراج جثامين ضحايا شاطئ النخيل بالإسكندرية، قدم لشاطئ الأمل بمصيف بلطيم للمشاركة فى استخراج جثمان نور سعد، طالب كلية الهندسة، ابن قرية الرغامة التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، استجابة للنداءات التى تلقاها للعثور على جثمان الغريق، وترك هناك فى الإسكندرية غواصين للبحث عن الجثة المتبقية فى شاطئ النخيل، ورافقه الكابتن أشرف زيتون للمشاركة فى البحث عن جثمان نور.
وأضاف الكابتن إيهاب المالحى، رئيس جمعية الإنقاذ البحرى بالإسكندرية، لـ”اليوم السابع”، أنه شارك فى البحث عن جثمان نور لوقت قليل، ولم يكمل عمله نتيجة ارتفاع الأمواج، ويستأنف عملية البحث غداً، متمنياً أن تهدأ الأمواج العاتية، مشيراً إلى أن هناك غواصين ومنقذين شاركوا فى البحث عن جثمان نور، رحمه الله، خلال الأيام الماضية، منهم الكابتن هشام والكابتن محمد وهما من كفر الشيخ، كما أنه لاحظ تلاحم أهالى بلطيم وشبابها فى عملية البحث ومواساة أهالى الشهيد.
وأضاف “المالحى”، أنه بالرغم من مشاركته فى استخراج جثامين شاطئ النخيل إلا أنه كان يتابع من يوم الجمعة أعمال البحث عن الجثمان مع الكابتن هشام ومحمد، وعندما قدم لشاطئ الأمل بمصيف بلطيم، عرف أن الغريق لا يجيد السباحة، وأن شقيقه إبراهيم كان معه بالبحر، وعرف موقع الغرق، وهذه معلومات لها حسابات بالنسبة له، وأنه يتوقع بنسبة 90% ظهور جثمان نور، اليوم الثلاثاء، على مسافة من 3 لـ 5 كيلو، وبنسبة 10% يكون جثمانه أسفل الحواجز، ولن يستطع البحث أسفل الحواجز إلا بعد هدوء الأمواج، مؤكداً أنه يُحيى الجهود المكثفة للضابط ياسر الشربينى، رئيس نقطة المصيف، وعصام القصيف، نائب رئيس مجلس المدينة، وعدد من الشباب يبحثون على سطح البحر
وقال سامى هنداوى، ابن خال الطالب الجامعى: لم نجد من يرشدنا خلال الأيام الماضية، وكانت عملية البحث عشوائية، ومن خلال نشر البوستات، وجدنا استجابة ولم نجد يد العون إلا من رئيس نقطة بلطيم، وعصام القصيف، نائب رئيس مدينة المدينة، وتم مناقشة المحافظة، وأرسل اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، نائباً عنه وتابع الموقف، ولكننا فى حاجة لمتخصصين، وأنه يشيد بالكابتن إيهاب المالحى وأسامة زيتون على جهودهما.
وأضاف هنداوى، أن نور رحمه الله كان يشعر بأن هناك شيئا سيحدث له من بداية اليوم، وعندما كان مع شقيقه فى مياه البحر قال لإبراهيم إنه يشعر بأنه سيغرق وما هى إلا لحظات فأتت موجة عالية دفعت إبراهيم للشاطئ وارتطمت رأسه بصخرة، وعادت فجذبت نور لداخل البحر فغرق .
وأكد الكابتن أسامة زيتون، غواص: نتوقع ظهور جثمان الغريق على سطح البحر غداً، لأن الغريق يظهر غالباً بعد اليوم الثالث، والغريق له 3 أيام 15 ساعة، وسوف نبحث مع اتجاه التيار على مسافة 5 كيلو، ولن نستطيع البحث أسفل الحواجز إلا بعد هدوء الأمواج.
وبكلمات يملأها الحزن والألم ناشدت والدة نور سعد إبراهيم كلش، الطالب الغريق فى مياه البحر المتوسط بشاطئ الأمل، كل المسئولين بمساعدتها للعثور على جثمان نجلها الغريق، رحمه الله، مؤكدة أنها تتواجد من قبل الفجر بشاطئ الأمل تنتظر نجلها حتى بعد العشاء، لعله جثمانه يطفو أو يعثر عليه الغواصين .
وأكدت والدة الشهيد نور سعد كلش، أنها كانت تتمنى أن تكون جهود البحث عن نجلها مكثفة، وأنها تعلم أن أمواج البحر الشديدة قد تكون عائقاً، ولكن هناك أجهزة بالدولة قادرة على استخراج جثمان نجلها، مشيرة إلى أنها لن تمل من المناشدة.
وقالت والدة الطالب الجامعى، إنها محتاجة للاطمئنان على نجلها بالعثور على جثته، وأنها تحمد الله على ابتلائه، داعية الله أن يكون من الشهداء، وتتمنى أن يرتاح قلبها برؤيته، مؤكدة أن آخر كلمة قالها قبل مجيئه لبلطيم “أنتى حبيبتى يا ماما”
وأضافت، أن نجلها طيب ومؤدب وسيرته عطرة، وحنين، وتتمنى أن تكرمه بدفن جثمانه، مؤكدة أن أسرتها ونجلها وزوجها ، وأشقائها القادمين من دمياط يحاولون التخفيف عنها، والبحث عن جثمان نجلها، ولكن كل الجهود لم تفلح فى الوصول له.
وأكد سعد كلش، والد “نور” الطالب الجامعى الغريق فى مياه البحر المتوسط بشاطئ الأمل بمصيف بلطيم، أنه راض بقضاء الله وقدره، وأن كل ما يتمناه من كل القيادات مساعدته فى العثور على جثمان نجله، خاصة أن الجثمان فى مياه البحر المتوسط منذ يوم الجمعة الماضى .
وأضاف كلش، أنه فى حالة يرثى لها هو ووالدته، ونريد أن يبرد قلبنا بالعثور على نجلنا، بتكثيف عملية البحث، مؤكداً أن نجله غادر قريته يوم الجمعة الماضى الساعة 12 بعد منتصف الليل، متجها لمصيف بلطيم لإحضار شقيقه وزملائه المتواجدين بالمصيف .
وأكد كلش، فى حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا، نزل نور وشقيقه إبراهيم البحر، وكان شقيقه إبراهيم على وشك الغرق ولكن أنقذه الله وغرق نور ، وأنه تلقى اتصال هاتفى من شقيقه الساعة السادسة صباحا يخبره بغرق نجله ، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة خاصة وتبرعات شخصية، وأنه محتاج فنيين على مستوى عال.
وقال كلش، كل ما يريده استخراج جثمان نجله من خلال فنيين متخصصين، وأن هناك العديد من الأهالى تبرعوا سواء بالسكن أو بالطعام ، وأنه يقدر كل المسئولين فى الدولة، وأن الدولة لن تقصر فى أبنائها، وأنه يوجه الشكر لكل المتطوعين من كافة المحافظات، وأن اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ تواصل مع شقيقه ووعد بإرسال متخصصين، اليوم الثلاثاء ، مؤكداً أنه لا يريد مساعدات ولكن يستغيث بسرعة استخراج جثمان نجله .
وقال اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، إنه يتابع على مدار الساعة عملية البحث عن الشهيد رحمه الله، وأنه زار أسرة الشهيد، واطلعهم على ما تقوم به المحافظة لاستخراج الجثمان، وقدم لهم التعازى، مؤكداً أنه تم الاستعانة بعدد من الغواصين للبحث عن الجثمان، متمنياً أن تتم عملية استخراج الجثمان خلال الساعات المقبلة .
