كان الفراق على العشيقين أشد من الموت، لقاءاتهما كانت بشكل شبه يومي، تحدثا مرات كثيرة في إزالة الحواجز التي تمنع زواجهما، فقررا أن يكون الدم هو الثمن حتى يتوجا عشقهما بالزواج والاستقرار أبد الدهر، ذهب العشيق واشترى أقراص كيماوية سامة مخصصة لحفظ الغلال وسلمها لعشيقته لتبدأ مهمة الخلاص من زوجها، فالفعل لم تتردد في تنفيذ الجريمة بعد أن جمعها بزوجها لقاءًا أسريًا هادئا، وضعت له السم في العصير لتنهي حياته داخل غرفة نومه في العمرانية ودفنت جثمانه بعدما أدعت أن الوفاة طبيعية، ومرت الأمور وكأن شيئًا لم يكن فأسرة الضحية لم تشك في رواية الزوجة.
«شنطة سفر» على جانب الطريق الدائري في الطالبية، لفتت انتباه أحد السائقين الذي نزل من سيارته ليلًَا وفتحها، فكانت المفاجأة بوجود جثة سيدة مقتولة وملفومة داخل كيس كبير من البلاستك، أسرع السائق بإبلاغ شرطة النجدة لتبدأ معها رحلة فريق البحث الجنائي عن هوية المجني عليها وفي دقائق، جرى كشف هويتها وبمناقشة زوجها على مدار يومين، انفرط عقد الجريمة لتتولى المفاجآت المدوية بأن زوج الضحية وعشيقته أعدها خطة الدم ليخلو لهما الجو للزواج.
صداقة وعلاقة ثم قتل
«هناء» هي المتهمة الرئيسية كانت تجمعها لقاءات حميمية بعشيقها منذ عدة سنوات دون علم زوجها أو زوجة عشيقها رغم أن الأسرتين تربطهما صداقة بسبب طبيعة عمل السيدتين فهما خادمتان، لكن نار العشق أعمت قلب المتهمين فاتفقا على أن يكون القتل هو الحل حتى يتزوجها ونفذت العشيقة وعدها وقتلت زوجها ثم دفنته وكأن شيئًا لم يكن، وبدأت في ملاحقة العشيق لتنفيذ وعده لها بقتل زوجته حتى يتزوجا لكن الأمور لم تسر بالطريقة التي رغبت العشيقة بها بعد أن تنصل الزوج وتهرب من قتل زوجته.
استخراج الجثمان
وبعدما انكشفت الجريمة والقبض على المتهمين قررت النيابة العامة حبس سيدة وعشيقها لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد لزوجيهما، وقررت النيابة العامة استخراج جثمان زوج المتهمة الرئيسية لتشريح جثمانه لبيان أسباب وفاته، بعد أن نجحت المتهمة في دفن جثمانه، مدعيًا أن الوفاة طبيعية بعد أن قتلته بالسم داخل منزل الزوجية في الجيزة.
خطة القتل
وبينت تحقيقات النيابة العامة التي استغرقت 7 ساعات في جلسة التحقيق الأولى أن المتهمين والمجني عليهما تجمعهم علاقة صداقة خاصة وأن الزوجتين خادمتين، لكن المتهمة الرئيسية ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع زوج المجني عليها، وأن تلك العلاقة تطورت إلى العشق فجمعتهما اللقاءات الحميمية باستمرار، واتفق العشيقان على إزاحة زوجيهما من الطريق حتى يتزوجا، وانتهى العشيقان إلى أن الحل الوحيد سيكون القتل.
علاقة محرمة عمرها 5 سنوات
كما أفادت تحقيقات النيابة العامة، بأن علاقة المحرمة بين العشيقين كان عمرها 5 سنوات، ومعها رأى العشيقان أن يتخلصا من زوجيهما، ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ أحضر العشيق أقراص كيماوية سامة مخصصة لحفظ الغلال وأعطاها لعشيقته لتبدأ في قتل زوجها «شيف» عمره 57 عامًا، وخلال جلسة أسرية تمكنت من وضع السم في العصير وقدمته لزوجها لتنتهي حياته في الحال وفي هدوء تام.
دفن المجني عليه بشكل طبيعي
وأوضحت أن المتهمة الرئيسية اتصلت بأقارب زوجها وأخبرتهم أنه مات إثر تعرضه لأزمة قلبية خلال النوم، وحضر مفتش الصحة ووقع الكشف الطبي عليه فلم يجد أي آثار عنف ظاهرة على الجسد من طعنات أو كدمات أو اختناق، فصرح بدفن المتوفى بعدما أقرت زوجته وأقاربها أن الوفاة طبيعية وليس فيها أي شبهة جنائية.
تغيير نبرة الصوت
وكشفت التحقيقات، عن أن المتهمة الرئيسية بدأت في ملاحقة عشيقها ليقتل زوجته وينفذ اتفاقه معها لكن تهرب منها ورفض القتل، فما كان من المتهمة إلا أن قررت الانتقام منه بقتل زوجته فاستدرجتها إلى شقتها الجديدة غير المعلومة لدى المجني عليها وادعت أنها ترغب في تنظيفها بعد أن أنكرت هويتها أمام صديقتها بتغيير نبرة صوتها وعندما وصلت المجني عليها إلى الشقة باغتتها المتهمة وهشمت رأسها بحجر.
