العنف في القدس الشرقية:لماذا يتصاعد الصراع بين الإسرائيلين والفلسطينيين؟
ترجمة وصياغة :آية محمد محمود
احتجاجات في القدس واشتباكات عنيفة وصواريخ من قطاع غزة:تصاعد الخلاف نع الفلسطينين في إسرائيل. وسنعرض الآن أهم الأسئلة الأجوبة حول النزاع الحالي.
ما سبب إشعال العنف في القدس؟
في هذا الخطاب،تخطط اليهود لطرد ست عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في ظل الإحتجاجات الفلسطينية. وكان يسكن هذه المنازل سكان يهود،الذين هربوا في الحرب قبل قيام إسرائيل عام 1948.حيث انتقلت العائلات الفلسطينية إلى منازلها عندما أحتلت الأردن الأرض. وكان بعضهم لاجئين. وينسحب القانون الإسرائيلي يحق لأصحاب هذه المنازل اليهود استعادة منازلهم. وعلى النقيض لا ينطبق هذا الحق على الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم عام 1948.
وعلى هذا المنوال،حسب تصريحات القانون الدولي لا يجوز نقل الأشخاص قسرا من الأراضي المحتلة. وفي السابق هاجم أفراد فلسطينيون اليهود الأرثوذوكس في القدس،عندما سار مجموعة من اليمنيين الإسرائيليين المتطرفين عبر القدس الشرقية وهم يهتفون “الموت للعرب”.كما ساهمت القيود المفروضة على الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان في إثارة غضب الفلسطينيين. بالإضافة إلى العواقب الاقتصادية لوباء فيروس كورونا وإلغاء الانتخابات للرئيس،محمود عباس،الذي ظل في منصبه لمدة 15عاما مزيدا من الاستياء.
وفي نهاية المطاف ،أجلت محكمة إسرائيلية أمر إخلاء الشيخ جراح في مواجهة التوترات المتصاعدة،لكن قد تأخر الوقت،حيث أصيب مئات الفلسطينيين وعشرات من رجال الشرطة بجروح في مداهمة للشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى. نتيجة لذلك فقد بدأت حركة حماس الفلسطينية بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ،فقامت إسرائيل بشن القوات الجوية هجمات في قطاع غزة،مما أدي إلى مقتل 24فلسطينيين على الأقل.
لماذا تعتبر القدس مهمة للفلسطينيين ؟
يعد مسجد الأقصى ثالث أهم ملاذ في الإسلام في القدس،فما يحدث هناك له طابع رمزي قوي ليس فقط للفلسطينيين ولكن أيضاً للعديد من المسلمين حول العالم. علي سبيل المثال،فيعتبر الفلسطينيون المسيحيون القدس مع كنيسة القيامة وطريق الآلام مكانا رمزيا.
ويأتي في المقام الأول الصراع مع إسرائيل في كل البلاد. فإسرائيل تزعم في السيطرة على القدس وحدها. بينما يطالب الفلسطينيون بالجزء الشرقي كعاصمة لدولتهم المستقبلية،حيث يعيش الفلسطينيون المقيمون في القدس الشرقية في ظل القيود المضايقة والقيود المفروضة على الوصول المصممة لتشجيعهم على الهجرة. وبسبب الرمزية الدينية للقدس، اختلطت النضالات من أجل الوجود والمطالب القومية والمطالبات الدينية،كما يساعد الدين على التعاطف الدولي وخاصة الأوساط الإسلامية. فأصبح المسجد الأقصى وقبة الصخرة ذات القبة الذهبية محور الهوية الوطنية الفلسطينية.
ما هي أهمية القدس بالنسبة للإسرائيليين ؟
تطالب إسرائيل بأن تكون القدس عاصمة لها. حيث يحتل جبل الهيكل والقدس أهمية قصوي في قلب البلدة القديمة في اليهود. ووفقا للتقاليد اليهودية،كان المعبدان القديمان لهم دور مهم في الموقع،حيث يقع فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة. فحائط المبكي ليس فقط أهم مكان مقدس لليهودية،ولكنه أصبح أيضاً رمزا وطنياً لإسرائيل.
وبالرغم من ذلك ،انقسام المجتمع الإسرائيلي من وجهة نظره إلى القدس :حيث يري العديد من العلمانيين أن المدينة المقدسة ملجأ للمتدنيين،فلجأوا إلى تقاسم السيطرة على الأماكن المقدسة.
ومن ناحية أخرى ،طور الأرثوذكس المتطرفون مفهوما للقدس كفكرة ومكان للإشتياق لعدة قرون-فهي بالنسبة لهم أكثر أهمية من السيطرة السياسية على المدينة الأرضية.
بالإضافة إلى ذلك،كان ما يسمي بالدينيين الوطنيين في تقدم في إسرائيل لسنوات،الذين تنتمي إليهم أجزاء كبيرة من حركة الاستيطان-وبالنسبة لهم ،فإن السيطرة السياسية على الأرض المقدسة بأكملها تعد نوع من الوعد الوطني بالخلاص.
من يسيطر على القدس ؟
تقوم إسرائيل بالسيطرة على شرق وغرب القدس. حيث قسمت إسرائيل المدينة إلي قسمين في حرب التأسيس عام 1948،مع احتلال الأردن للجزء الشرقس. فقامت إسرائيل باحتلال القدس الشرقية عام 1967.التي تضم أيضاً البلدة القديمة مع الأماكن المقدسة. وبالرغم من ذلك، فما زالت المؤسسة الإسلامية التي تدير المسجد الأقصى خاضعة للإشراق الأردني حتي اليوم. ففي عان 1980أعلن الكنيست القدس”الموحدة “عاصمة لإسرائيل.
وعلى هذا الصدد،فقد أدي بناء الجدار العازل الإسرائيلي إلى فصل القدس على الضفة الغربية،ولم يكن للسلطة الفلسطينية سوى وصول محدود للغاية. ولكن بحسب تصريحات القانون الدولي المأخوذ به ،فلا تزال القدس الشرقية محتلة اليوم. وفي الواقع تصورت المبادرات الدبلوماسية القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية مع إدارة دولية تتم مناقشتها للمدينة القديمة مع الأماكن المقدسة.ومع ذلك ،لم يكن هناك انفراج في مفاوضات السلاك،فلم يلتزم الرئيس الأمريكي ،دونالد ترامب،بالإجتماع الدولي عام 2017واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقليل من الدول الأخرى قامت بفعل الشئ نفسه.
لماذا تهاجم حركة حماس الآن إسرائيل بالصواريخ ؟
فالوضع في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس محفوف بالمخاطر. فهناك العديد من الأسباب التي تجعل حياتهم اكثر صعوبة المتمثلة في،الحصار الإسرائيلي ،القيود المفروضة على الوصول المصري،زيادة البؤس الاقتصادي ،وأخيرا جائحة كورونا. فتكون قيادة حماس متفائلة بالانتخابات الفلسطينية المعلنة. فمع الشرعية الديمقراطية كان من المرجح أن تصبح جزءاً من حكومة جديدة وكانت مستعدة للتفاوض مسبقا. وهذا يعتبر أمل حركة حماس في الخروج من عزلتها الدولية. حيث تعتبر إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة حماس منظمة إرهابية.
وفي هذا السياق ،قد تم تأجيل الانتخابات الآن إلى أجل غير مسمي ويتحول الغضب الفلسطيني من السياسة الإسرائيلية إلى احتجاجات واشتباكات عنيفة في القدس ومناطق أخرى. فتتظاهر حماس بالدفاع عن الفلسطينيين ،فتقوم بإطلاق الصواريخ ردا على تصاعد العنف في القدس،بينما يبدو الرئيس الفلسطيني ،محمود عباس،عاجزا لا يستطيع فعل شيء.
وقد قامت حماس بعمل نفس الشيء في الماضي ،عندما تصاعد العنف في القدس ولكن هذه المرة أصدرت إنذارا في البداية لإسرائيل ،تطالب بسحب جميع قوات الشرطة من الحرم القدسي وحي الشيخ جراح وأيضا سراح المعتقلين خلال الاشتباكات الأخيرة.
ما دور رئيس الوزراء الإسرائيلي ،نتنياهو،؟
لم يقم،نتنياهو،بفعل أي شيء لوقف استفزازات المتطرفين اليهود أو الحد من الأعمال العدوانية لقوات الأمن. فأنه يستفيد من التصعيد الاخير للعنف،خاصة أنه سيكون من الصعب علي منافسيه ،يائير لبيد،و نفتالي بينيت، تشكيل ائتلاف حكومي في ظل هذه الظروف. على وجه الخصوص ،لا يمكنهم الاعتماد على دعم الأحزاب العربية بعد أن تحدثوا لصالح مسار عسكري قاسي. لكنهم كانوا بحاجة إلى ذلك لتشكيل حكومة بعد فشل ،نتنياهو،في القيام بذلك.
هل هناك جهود سلمية؟
فقد توقفت المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ سنوات.وفي غضون ذلك،تتقدم عملية بناء المستوطنات الاسراع. وهذا يجعل حل الدولتين غير واقعي. حيث وعدن مبادرة سلام جامعة الدول العربية عام 2002بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل إنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.وفي غضون ذلك،قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وتخلت عن المبدأ العربي المتمثل في “السلام على الأرض “.
كيف يتفاعل العالم؟
في هذا الصدد،دعا وزير الخارجية الأمريكي ،أنتوني بلينكين،جميع الأطراف لوقف التصعيد. فقي ظل الرئيس الأمريكي ،جو بايدن،لم تعد العلاقة مع إسرائيل ونتنياهو قوية كما كانت في عهد ،دونالد ترامب،.ومع ذلك لا يوجد تغيير حقيقي في المسار ،على الرغم من أن بعض الديمقراطيين دعوا إلى موقف أكثر صرامة للرئيس بايدن.
وتأتي الكلمات الواضحة من العالم العربي الإسلامي. فقامت الأردن والإمارات والمملكة العربية السعودية وعمان بدعوة إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي والحق في الصلاة السلمية ،بما في ذلك القيود المفروضة على الوصول إلى المسجد الأقصى على جبل الهيكل والأعمال التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية في المكان المقدس. حيث استخدمت تركيا وإيران الفولتية عن الخطاب الشعبوي. وتحدث الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان،عن الإسرائيلين “الإرهاب “واتهم وزير الخارجية الإيراني إسرائيل من “الأبرياء الصلاة”في المسجد الأقصى لإطلاق النار.