أخبار

عندما يصير التشويه والإفشال صنعة يحترفها البعض يكون الوطن هو الضحية

 

ضياء الدين اليماني

لم أتشرف بلقاء السيدة فريدة سلام ولا أعرفها معرفة شخصية ولكني كواحد من أهل مدينة طهطا لاحظت عملها ومجهودها الدءوب الذي شعر به رجل الشارع العادي وأصبح يتحدث عنه في مجالسه ويتغنى بنشاطها ويدها الثقيلة على الفساد والفاسدين ؛ تراها في الليل قبل النهار ؛ أعادت للشارع الطهطاوي سيرة رؤساء سابقين حفروا أسماءهم في قلوب الطهطاوية ؛ لا تعرف الجلوس وراء المكاتب ولا ترضى بسماع التقارير من أفواه الموظفين حتى تراها رأي العين ؛ تتابع كل صغيرة وكبيرة يعاني منها أهالي طهطا ؛ وترد مباشرة بلا توان ولا تأخير ؛ كم من أزمة قامت بحلها بمجرد عرضها ؛ تشهد لها أزمة نقص الأسمدة وأزمة سكان منطقة مسجد السلام وشكاوى قرى الغرب التي تراكمت عبر سنوات ؛ شعر الناس بكل هذا فوجدوا فيها المسؤول الذي يبادر لحل مشاكلهم ولا يغلق أبواب مكتبه دونهم وراحوا يقارنون بينها وبين من لا يرونهم إلا في المناسبات ولا يسمعون أصواتهم إلا في التهاني بالأعياد عن طريق تعليق اللافتات ؛ والمواطن البسيط ذكي يدرك من يخدمه ومن يمثل عليه فكانت المقارنة في صالحها فأحبها الأهالي وساندوها وظهرت هذه المحبة في تكاتف الناس وانتفاضتهم حين صدر أمر نقلها إلى حي غرب سوهاج فجأة وهنا اشتعلت صفحات التواصل بالدعوات التي تطالب ببقائها واستمرار عملها في مدينة طهطا

سنوات مرت على المواطن الطهطاوي ولم يكن يسمع عن الخطة الاستثمارية التي تضعها الوحدة المحلية ولا يدعى لذلك ينطبق عليه قول الشاعر القديم متحدثاً عن قبيلة تيم :

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود

هكذا كان المواطن الطهطاوي يقضى الأمر في غيابه ولا يستأذن حال وجوده بل أكاد أن أجزم أن الخطة الاستثمارية ما سمع بها أحد من مواطني طهطا قبل دعوة السيدة فريدة سلام لحضور المواطنين إلى مقر الوحدة المحلية لمناقشة هذه الخطة وبيان أوجه صرفها التي ما كان يسمع بها أحد ؛ هذه الخطوات السريعة في النجاح والوصول إلى قلوب أهل طهطا أثارت البعض فإذا بهم يقلبون الإيجابيات إلى سلبيات ويتباكون على الأموال التي تنفق على تجميل المدينة ؛ وعلى الحدائق التي أنفق عليها الآلاف ؛ والتي كانت مطلبا لكل أهالي طهطا الذين لا يجدون متنفساً حضارياً في طول المدينة وعرضها يتناسب مع امكاناتهم البسيطة ؛ وماذا تفعل لمن يرى حسناتك جرائم ؛ فإذا بهؤلاء الذين لم يتحدثوا يوماً عن الخطة الاستثمارية للمدينة ولم يظهروا لرجل الشارع يوماً أين تذهب ميزانيتها ؛ بل لم تسمع يوماً سؤالا عن ذلك ؛ إذا بهؤلاء يملأون صفحاتهم ضجيجاً عن الخطة الاستثمارية ؛ ويتساءلون ويشككون ؛ مع أن مظاهر الإنفاق واضحة ؛ وفرحة الناس ورضاهم بما سماه هؤلاء بذخا قد سجلته الكاميرات ورصدته أحاديث الصحف مع المواطنين بالإضافة لكونه جزءا مهما من حياة الناس لم يؤثر بالتقصير على سائر احتياجاتهم ؛ ثم منذ متى يهتم هؤلاء بالخطة الاستثمارية ويبحثون تفاصيلها على صفحات الجرائد ؛ أم أنها الرغبة المحمومة في إفشال كل مسؤول نشيط ظهر نجاحه في كل شارع وشهدت بذلك ألسنة الناس ؛ هل في مثل هذه المهاترات دليل على محبة الوطن ومصلحته التي أصبح يدعيها كل أحد ويتخذها ستارا لحرب كل مسؤول يعمل خشية أن يصل لقلوب الناس أو يظهر تقصير هؤلاء تجاه أهلهم

يحتاج هؤلاء أن ينشغلوا بواجباتهم تجاه الناس ويبحثون عن مواطن التقصير التي يشتكي منها أهالي بلدتهم بدلا من إشغالهم وإلهائهم حتى ينسوا حقوقهم على هؤلاء .

لماذا لا نعمل جميعاً ؟ لماذا لا نكون عونا للمخلصين بدلا من أن نكون معولا لهدمهم ؟

أليست خدمة الناس هدفنا جميعاً ؟ فما الفارق أن تكون عن طريقك أو طريق غيرك ؟ أما أن خدمة الناس بالنسبة لك طريق فقط لمصلحة خاصة بك …فلنكن صادقين مع أنفسنا حتى يصدقنا الناس والله دائماً من وراء كل قصد

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights