سوهاج : عندما تتحول الأزهار إلى نباشين للقمامة ..ندق أجراس الخطر
متابعة / ضياء الدين اليماني
ظاهرة محزنة يدمى لها القلب وتدمع لها العين ؛ عندما ترى أطفالاً في عمر الزهور يعملون في نبش القمامة ؛ أينما تلتفت في مدن محافظة سوهاج تراهم من حولك ؛ قد حفرت البؤس علاماته على وجوههم ؛ يتجولون على ” عربات الكارو ” ؛ المئات من الأطفال تؤذي العيون مناظرهم وهم غارقون بين أكوام القمامة ؛ ليجمعوا الزجاجات وعلب المياه الغازية الفارغة وما شابهها ؛ أطفال ما بين سن 8 و 16 من العمر يمثلون نواة لتدمير جيل بأكمله ؛ رائحة الدخان تنبعث من أفواههم ؛ ورائحة ثيابهم الرثة تنافس رائحة الدخان النتنة ؛ يغطسون داخل صناديق القمامة بحثاً عما يريدون ؛ مما يعرضهم للأوبئة والأمراض الخطيرة في وقت انتشرت فيه الفيروسات وتفاقم خطرها ؛ كما أنهم يتركون خلفهم المخلفات وقد تناثرت في كل مكان يصلون إليه ؛ فيتعدي خطرهم أنفسهم إلى مجتمعهم الذي يعيشون فيه .
ونحن بدورنا نتساءل أين القائمين على حماية الطفل من هذه الظاهرة ؟ أين منظمات المجتمع المدني من هذا الخطر الداهم الذي يطارد أجيالنا ؟ ندق أجراس الخطر قبل أن يتحول هؤلاء الأطفال إلى قنابل موقوتة تنفجر يوماً بين جنبات المجتمع ؛ في وقت انتشرت فيه الجرائم بأشكالها وألوانها ؛ وتنامت فيه ظاهرة البلطجة ؛ فهل من مجيب ؟! كي ننقذ أطفالنا ومن ورائهم المجتمع بأسره أم تأخذنا الغفلة حتى نفيق على ما لا تحمد عقباه .