أخبار

سبوبة التبرعات والتحويلات : عندما تتحول المدارس الحكومية إلى تكية

كتب / ضياء الدين اليماني

ظاهرة قبيحة تضاف إلى سجل المعاناة في حياة الأسر المصرية ؛ تطفو هذه الظاهرة على السطح في بداية كل عام دراسي ؛ لتحمل معها شكاوى واستغاثات أولياء الأمور من هذه المعاناة التي باتت تؤرق كل بيت من بيوت المصريين .

عند بداية التقديم لمرحلة رياض الأطفال في المدارس الحكومية ؛ وفي الوقت المحدد لتحويل الطلاب من مدرسة لأخرى ؛ تظهر هذه الظاهرة التي يمكن أن نطلق عليها ” سبوبة التبرعات والتحويلات ” فلا تكتفي المدرسة الحكومية بالمصروفات الرسمية التي حددتها وزارة التربية والتعليم ؛ بل تطلب مصروفات إضافية تحت مسميات كثيرة منها تبرعات ؛ راتب لعاملة في الحضانة المدرسية ؛ ثمن مقاعد داخل الفصل ؛ خامات وألعاب تحتاجها الحضانات داخل المدرسة الحكومية ؛ وهكذا تتعدد الأسباب والمعاناة لولي الأمر واحدة ؛ رصدنا هذه الظاهرة في محافظة سوهاج ومراكزها الكبيرة في بداية هذا العام الدراسي لتفاجيء أنه في بعض المدارس قد تبلغ المصروفات الإضافية ضعف المصروفات الرسمية ؛ بالإضافة إلى أن المدارس لا ترحم يتيماً ولا فقيراً كل دخله الشهري معاش تكافل وكرامة فبينما تخفف الدولة عن كاهل هؤلاء المواطنين ؛ لا ترحمهم المدارس الحكومية وتفرض عليهم أضعاف ما تأخذه الدولة من مصروفات وإلا فابحث لطفلك عن حضانة أو مدرسة أخرى .

وتختلف المصروفات الإضافية لهذه المدارس الحكومية حسب شهرة المدرسة ؛ فبعض المدارس تفرض رسوماً تبلغ 200 وبعضها تفرض 300 وفي بعض مدارس المحافظة قد تبلغ هذه المصروفات 500 أو 600 جنيه .

قمنا بإرفاق صورة لورقة علقتها إحدى المدارس الحكومية بمركز من مراكز محافظة سوهاج ؛ يظهر فيها المبلغ الإضافي الذي تتقاضاه المدرسة عند تسليم ملف طفل في رياض الأطفال ؛ فبينما وصلت منشورات المصروفات المقررة للمدارس وهي 125 جنيه تورد للإدارة بعد سداد الرسوم البريدية ؛ تجد أن هذه المدرسة تتقاضى من أولياء الأمور 250 جنيه تحت مسميات لا يقرها قانون ولا تعرفها الدولة ؛ هذه مدرسة واحدة في مركز واحد وما خفي كان أعظم .

معاناة أكلت قلوب أولياء الأمور في كل بداية عام دراسي ؛ تتفاقم كلما سكت عليها الناس فبينما بدأت بجنيهات قليلة على استحياء منذ سنوات ؛ فإذا بها تصبح مئات الجنيهات بلا حياء ولا رحمة

والسؤال هل يعقل أن تخفف الوزارة على الأيتام والفقراء الذين يتقاضون معاش تكافل وكرامة ؛ ثم تفرض بعض المدارس على جميع المتقدمين للمرحلة التعليمية بما فيهم هذه الفئات التي راعتها الوزارة مبلغاً إضافياً يكاد أن يصل إلى كامل المبلغ الذي حددته الوزارة للقادرين من المواطنين ؟! ؛ وبأي حق تتقاضى المدارس هذه الرسوم …هل أضحت مدارسنا الحكومية مدارس خاصة ؟ هل أصبحت مصدراً للعبء وإثقال كاهل المواطنين ؟
سؤال أصبح يطرحه أولياء الأمور يحتاج لإجابة قبل أن يصبح التعليم ترفيها لا يحصله إلا الأثرياء .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights