مقالات
ندا السيد تكتب “إحباط كل ناجح…مهمة كل ناقد فاشل”
“الناجحون هم من يدفعون ضريية نجاحهم”.. كلمات ربما تثير نوعا من الدهشة، ولكن يجب علينا أن ندركها، فالنجاح الذي نحققه في حياتنا الشخصية سواء على المستوى العلمي أو العملي، فإنه يثير غضب الحاسدين والحاقدين الذين تنهش الغيرة قلوبهم، ويكشف لنا في المقابل عن نفوس من يحيطون بنا.
أعداء النجاح كثيرون ولا حصر لهم، ويبغضون النجاح والإبداع، فالفاشل يحب أن يعمم فشله على الآخرين، والحاقد لا يفرح لنجاح الآخرين وإنجازاتهم، فهم يمثلون علة على المجتمع، فلا ينجزون ولا يتركون غيرهم ينجز، فقط مهمتهم هي محاولات إحباط الناجحين والتقليل من شأنهم وعدم الإعتراف بنجاحهم وإنجازاتهم وما يحققونه لنفسهم ولمجتمعهم.
وكم من إنسان ناجح تلقى شائعات غير صحيحة عنه؟
كم من إنسان ناجح ابتعد عنه أقرب الأشخاص إليه؟
كم من إنسان ناجح لا يحادثونه الناس ويتجاهلونه؟
إنها مشاعر الغيرة والحقد والحسد، هي التي دفعت أعداء النجاح للتصرف بتلك الطريقة، فهم لا يطيقون وجودك ولا نجاحك، يسعون فقط لمحاولات إحباطك والتثبيط من همتك ونشاطك، حتى لا تكون أعلى منهم في شئ بل مثلهم، فيحاولون أن ينقلوا عنك صورة مشوهة، أو ترويج شائعات غير صحيحة، ولا يحادثونك ويتجاهلونك عند التقرب منهم والتودد إليهم، وتجد الغدر والطعن، ويجب عليك أن تتذكر “الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى”.
نجد أن أصعب محاولات إعاقة النجاح تكمن في أقرب الأشخاص لدينا، ولكن تكتشف ذلك مؤخرًا، وتتأثر كثيرًا، فتجدهم يبتعدون مهلا وبدون سبب واضح، فتتألم لفقدهم وللفراغ الذي تركوه في نفسك، فلا تجد حلا سوى التخلي عن نجاحك وإنجازاتك وما فعلته لذاتك، فقط لتكسب ودهم ومحبتهم مرة أخرى وترضي غرورهم.
عندما تنجح في حياتك، فإنك تتوقع من حولك أن يشاركوك لحظات نجاحك وفرحك، ولكن تتفاجئ برد فعل عكسي تماما، فتجدهم يفارقوك ولا يهنئوك ولا يعترفون بنجاحك أو تميزك، ويحاولون إحباطك وكأنها الهدية المنتظرة منهم.
ومع ذلك قد تضطر للاعتذار لهؤلاء الحساد، كما اعتذر المتنبي:
وللحساد عذر أن يشحوا على نظري إليه وأن يذوبوا
فإني قد وصلت إلى مكان عليه تحسد الحدق القلوب.
أنسب وأفضل رد على هؤلاء الذين يطعنوك في ظهرك، ويحاولون إحباطك هو تجاهلهم وعدم الالتفات إليهم وعدم إعطائهم أي اهتمام، لا تلتفت لما يقال عنك من إشاعات كاذبة، ثق بالله ثم بنفسك، داعيا الله أن يرعاك، واستكمل حلقة نجاحك، ولا تنظر خلفك، واستمر في مواصلة الطريق الذي رسمته وأعدته لنفسك، الملئ بكثير من التحديات والنجاح.
وعلى الحاسد أن يُعالج من شر نفسه، بأن يدعو بالخير لأي شخص يشعر تجاهه بمشاعر الحقد والغيرة والحسد، والاستغفار والدعاء لنفسه بصدق وإخلاص، ويطلب من الله أن يرفع شأنه، وعدم الاعتراض على أقدار الله للناس،
حيث قال ابن سيرين:
“ما حسدت أحدا على شئ من أمر الدنيا، لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده وهي حفيرة في الجنة؟ وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار؟.
إلى متى نرى الناقد الفاشل يعترف بالحياة كما يعترف بها الناجحون؟