أخبار

الأزمة في أوكرانيا : توترات جسيمة في العلاقة التاريخية التي تجمع بين روسيا و أوكرانيا

ترجمة : مريم أبو الضراير .

منذ خريف ٢٠٢١ ، اشتدت التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا ، مما أثار مخاوف 《 الأقتراب 》 من صراع مسلح فى أوكرانيا . تأتي هذة الأزمة ضمن الأزمات التى تظهر التوترات في تلك المنطقة منذ العصور القديمة. كما تعود تداعياتها إلي زمن بعيد .

– هل هي وسيلة للضغط أم مؤامرة ؟
منذ نهاية أكتوبر ٢٠٢١ ، حشد الرئيس الروسي اكثر من مئه الف جندي في روسيا ، و في بيلا روسيا ، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي تم ضمها ، بالقرب من حدود أوكرانيا ؛ حيث بدأت هذه القوات سلسلة من المناورات . و منذ ذلك الحين ، الدولة التي تبلغ مساحتها ٦٠٣ آلاف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها ٤٤ مليون نسمة ، ممزقة بالفعل بسبب ضم الموسكو شبه جزيرة القرم في عام ٢٠١٤ ، وحدوث غزو من قبل الموالون لروسيا في منطقة دونباس ، التي تعيش في خوف من غزو روسي ، صرحت واشنطن بأنه “وشيك”.
ردا على ذلك ، أرسلت كل من منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) -أوكرانيا ليست عضوا فيها – وكذلك الولايات المتحدة ، قواتها في حالة تأهب قصوى ونشرت سفنا وطائرات مقاتلة إضافية لتعزيز القوى في أوروبا الشرقية. وقالت البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية ‏) إنه يتواجد نحو ٨٥٠٠ جندي أمريكي في حالة تأهب قصوى ،في انتظار انتشار محتمل في المنطقة في حال هجوم روسيا على أوكرانيا.

أثناء التهديدات الدبلوماسية والتصعيد العسكري وتطور المحادثات ، تدافع روسيا عن حقها في نشر جنود على أراضيها بالشكل الذي تراه مناسبًا ، كما فعلت بالفعل في الماضي ، وتنفي أي نية قتالية. و تؤكد ، على العكس من ذلك ، إنها ترى في رد فعل حزب شمال الأطلسي (الناتو) دليلاً على العدوان .

– كيف نفسر هذة الأزمة المحتدمة في منطقة شهدت بالفعل العديد من الأزمات في الماضي ؟ ومن لديه الإمكانية لتهدئة الوضع هناك ؟
– أوكرانيا ، جزء من الهوية الروسية التي يطالب بها بوتين .
بوتين و أوكرانيا ، إنها قصة طويلة . حيث أن موقفه يلخص بكل بساطة : أن الروس والأوكرانيون ، كلاهما ورثة روس كييف في العصور الوسطى – سلف الدول السلافية الحديثة – أي أنهم “نفس الشعب”.
و في عام ٢٠٠٨، يتساءل قائلا : “ولكن ما هي أوكرانيا؟ ليست حتى دولة! كمان أن جزء من أراضيها هو وسط أوروبا ، والجزء الآخر ، الجزء الأهم ، أعطيناه إياه ! “، تم نشر ذلك في صحيفة كوميرسانت اليومية. وفي عام ٢٠٢١ ، أعيد طرح تلك المسألة في مقال نظري طويل نُشر في يوليو على موقع الكرملين على الإنترنت ، كتب: “الروس والأوكرانيون أمة واحدة” تنتمي إلى “نفس الأصل التاريخي والروحي”.
هذا ليس كل شئ . في الواقع ، تتهم الموسكو السلطات الأوكرانية دائما بالسعي إلى “القضاء علي قومية” بلادهم من خلال الترويج للغة الأوكرانية. وترد أوكرانيا على ذلك بقولها إنها تصحح فقط الترويس (  اي التخلي عن ثقافتهم ولغتهم في صالح الثقافة الروسية) القسري في ظل الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي. الأوكرانية والروسية ، اللتان تنتميان إلى نفس عائلة اللغة السلافية الشرقية ، لديهما العديد من أوجه التشابه ، ولكن أيضًا بعض الاختلافات الواضحة. الأول يسود في الغرب والوسط ، والثاني في الشرق والجنوب.
بعد الاستقلال الأوكراني وانهيار الاتحاد السوفياتي في عام ١٩٩١ ، أصبحت الأوكرانية لغة الدولة الوحيدة. في حين أن الأوكرانيين ثنائيو اللغة في الغالب ،ووفقا لدراسة استقصائية أجريت مؤخرا فإن الأوكرانية تعتبر لغتهم الأم بنسبة ٧٨% من السكان والروسية بنسبة ١٨٪ .
كما تراجع استخدام اللغة الروسية كرد فعل على ضم شبه جزيرة القرم من قبل موسكو ، ويفرض قانون صدر في عام ٢٠١٩ إضفاء الطابع الأوكراني على العديد من القطاعات ، مثل التجارة أو الخدمات.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights