“أخلاقنا الجميلة ..تجمل بالأخلاق .. لا للتنمر” .. كيف تعامل المصريون القدماء مع ظاهرة التنمر ؟
كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت
مصطلح “التنمر” جديد بعض الشىء، إلا أن الظاهرة التى تمثله آفة ليست بالجديدة عانت منها المجتمعات حول العالم، وأصبحت من الأفعال المتكررة، حتى وجب التدخل بسن القوانين الأخلاقية التى تجرم هذا الفعل السيئ، ويعرف التنمر على أنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (فى الغالب جسديا) وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن.
هذه الظاهرة القديمة الحديثة منافية للتعاليم الأخلاقية والدينية التي تسبب النبذ الاجتماعى والرحمانى فإن: “المصريون القدماء نبذوا التنمر ونهوا عنه، وكانت من حكم “ آمن “
لا تسخر من أعمى ولا تهـزأ من قزم، ولا تحتقر الرجل الأعرج، ولا تعبس فى وجوههم، فالرب هو خالقهم، وهو قدير يحيى ويميت”
وهذا ما فعله المصرى القديم هو تطبيق العدل فكان لا يفرق بين حاكم ومحكوم، بين فقير وغنى، بين ذو حسب ووضيع، فالكل كان أمامه سواسيه لأنه نظر للعدل على أنه غذاء الروح، وأنه ميزان الله في كونه، حتى مثل الملك وهو ممسك معبود العدالة (ماعت) ويقدمها للمعبود، كأنه يقول (أرد إليك أمانتك لي على أرضك)، فنرى الوزير رخميرع (الدولة حديثة – عصر الملك تحتمس الثالث) يقول له الملك (احكم بالعدل فالوزارة (المنصب) مرة، واستمع لشكوى من أمامك، ولا تقاطعه حتى يفرغ من حديثه، فسوف ينقل لى الهواء كل شىء.
وفى مجتمعنا المصرى أصبحنا نجد تلك الظاهرة متكررة بشكل منافى للتعاليم الأخلاقية والدينية، مما دعا الحكومة المصرية لمواجهة تلك الظاهرة التى تسبب زيادة النبذ المجتمعى، ويأتى ذلك فى ضوء تزايد ظاهرة التنمر وتناميها بصورة تشكل خطراً على المجتمع المصرى ما استدعى التعديل لتحقيق العدالة الاجتماعي.
.