الفوائد الأقتصادية والسياسية والسياحية لمؤتمر المناخ (COP27) .. طفرة سياحية وانتعاشة غير مسبوقة في مدينة السلام شرم الشيخ
كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت
يترقب العديد حول العالم انطلاق مؤتمر المناخ فى نسخته الـ 27 الذى ينطلق في نوفمبر الحالى، حيث يرأسه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مع عدد من رؤساء دول العالم، وبهذا تكون مصر وجهةً تسلط عليها الأضواء من جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية على السواء من خلال إقامة مؤتمر المناخ فى بقعة من أجمل بقاع العالم وهى مدينة شرم الشيخ، حيث يُمثل المؤتمر أهم دعاية سياحية وأثرية لمصر.
مؤتمر التغيرات المناخية يُعدُ حدثًا بالغ الأهمية واستثنائيًا على جميع المستويات، إذ يمثل دعاية ضخمة للدولة المصرية.
ومن المتوقع أن يكون هناك مكاسب كثيرة لمصر من وراء استضافة المؤتمر وأيضًا لدول العالم في مجالات الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأصفر والاقتصاد الأزرق وحلول مجابهة التغيرات المناخية، وكذلك تطمح مصر أيضًا إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كالتسويق لمشروعاتها القومية الخضراء، خاصةً فيما يتعلق بالزراعة وتوطين الصناعة الخضراء والنقل والطاقة وإعادة التدوير حيث تُمثل فرصة مثالية لجذب قدرات أجنبية للاستثمار في المجالات والقطاعات الوطنية المختلفة.
أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ حدثًا هامًا نظرًا لما له من أثر بالغ الأهمية على المستويين المحلي والعالمى، كما أنه سيكون له مردود إيجابي في العديد من المجالات داخل مصر مثل:
“الاقتصاد والبيئة والسياحة والإعلام”، إذ يسلط المؤتمر الضوء على أرض الكنانة مصر التى تتمتع بمختلف الأنواع من السياحة المختلفة خاصةً فى ظل إقامة المؤتمر بمدينة السلام التى يتم العمل بها على قدمٍ وساق وتستعد لتصبح مدينة من المدن الخضراء المستدامة.
وتأتي استضافة المؤتمر لتضيف إلى قوة التأثير السياسي لمصر ودول أفريقيا في هذه القضية البالغة الأهمية، حيث تُعدُ القارة السمراء من أقل القارات تلوثا حيث لا تتجاوز نسبة التلوث بها ال 2% وبرغم ذلك من أكثر قارات العالم تأثرًا بالتغيرات المناخية، وحتى لا تترك القارة الإفريقية مصيرها مرهونًا بقرارات الآخرين، علاوةً على أن مصر تسعى إلى إبرام العديد من الشراكات المختلفة مع دول الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى لتحسين معدلات تصديرها لمنتجاتها ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة، وكذلك توفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل مشروعات التكيف المناخي بهدف التصدي لأضرار التغيرات المناخية.
كما تم عمل تطوير شامل لمدينة شرم الشيخ على مختلف الأصعدة حيث هناك 717 تاكسى به نظام تتبع وبداخل كل تاكسى هناك كاميرا داخلية للتأكد من أن كل سائح في أقصى درجات الأمن والأمان وهناك 18 محطة شحن كهرباء للسيارات الملاكى وكافة السيارات التى ستكون متاحة بالمؤتمر جميعها سيارات بالكهرباء وهناك 260 أتوبيس جديد يعملون بالغاز والكهرباء وتتبع المعايير البيئة في السير والحركة.
وأنه من المنتظر أن تحدث طفرة سياحية وانتعاشة غير مسبوقة في مدينة شرم الشيخ وأن تكتمل حجوزات جميع فنادقها خلال الفترة القادمة مثلما حدث في القمة السابقة بجلاسكو التي حضرها 34 ألف مشارك وهو ما أضطر الوفد المصرى حينها للإقامة بمدينة أخرى قريبة من جلاسكو بسبب عدم وجود أماكن متبقية بها، علاوةً على ذلك نجد أن هناك تزايدًا واضحًا في قيمة الإعلانات بسبب تهافت الشركات العالمية على استغلال وسائل الدعاية داخل شوارع شرم الشيخ تزامنًا مع المؤتمر، خاصةً بالقرب من المزارات وفنادق الوفود القادمة من دول العالم المختلفة.