بقلم / عبدالله مهدى
لقد عرف المصريون شيئا – قل أو كثر – عن مصر القديمة ، من خلال ترجمة الدكتور / سليم حسن كتبا مهمة عن مصر القديمة ، لعلماء مصريات أجانب ، ولعل أبرز ترجماته كتاب ( فجر الضمير ) لعالم المصريات الأمركى ” جيمس هنرى برستيد ” ، وتأتى موسوعته الضخمة المتكاملة عن كل مفردات حياة المصرى القديم ، عتبة رئيسة لكل من يحب أن ينهل من علم المصريات ، ولد الدكتور / سليم حسن فى حضن الريف المصرى ( قرية ميت ناجى مركز ميت غمر محافظة الدقهلية ) عام ١٨٩٣ م ، وتوفى والده ، فأصرت والدته على أن يكمل تعليمه وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٩ م، والتحق بمدرسة المعلمين العليا ، ونظرا لتفوقه فى علم التاريخ ، أختير لاستكمال دراسته بقسم الٱثار الملحق بالمدرسة ، وتخرج فيها عام ١٩١٣ م ، وقد عمل الدكتور / سليم حسن مدرسا لتاريخ بالمدارس الأميرية.
ومع نمو الوعى القومى فى تلك الفترة التاريخية الثورية فى الحياة المصرية ، والاعتزاز بأمجاد الماضى التليد ، ضغطت الحكومة المصرية لتعيين سليم حسن بالمتحف المصرى ، الذى كان العمل به حكرا على الأجانب ، وفيه تتلمذ على يد العالم الروسي ” جولنسيف ” .
وفى عام ١٩٢٥ م توجه فى بعثة لفرنسا ، والتحق بجامعة السوربون التى حصل فيها على دبلومتين فى ( اللغة والديانة) المصرية القديمة ، ودبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية ، ودبلوم الٱثار من كلية اللوفر ، كما حصل على درجة الدكتوراه فى علم الٱثار من جامعة فيينا .
وقد كانت له اكتشافات أثريه مهمة إبان عمله بالتنقيب عام ١٩٢٩ م ، فى منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة ، وكانت أهم اكتشافاته مقبرة ( رع ور ) ، وقد وجد بتلك المقبرة العديد من الٱثار ، ومكث الدكتور / سليم حسن فى أعمال التنقيب حتى عام ١٩٣٩ م ، ليكشف خلال تلك الفترة حوالى مائتى مقبرة ومئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع.
وقد أدى خلافه مع الملك فاروق ، على مجموعة من القطع الأثرية التى أعادها الملك فؤاد لتعرض فى المتحف المصرى ، وطالب بها فاروق ، وأحيل للمعاش وهو فى السادسة والأربعين من عمره ، وقد كانت إحالته للمعاش مكسبا كبيرا للحضارة المصرية القديمة ، فقد تفرغ للكتابة عنها ومتابعة كتابات الأجانب من علماء المصريات و ترجمة من يرى فيها تفردا وتميزا.
وتعد موسوعته ( مصر القديمة ) من أهم الاجتهادات البحثية لعالم مصريات مصرى ، والتى تحوى شرحا دقيقا وتحليلا مستفيضا عن مراحل الحضارة المصرية ، منذ عصر ما قبل الأسرات إلى قرب نهاية العصر البطلمى ، فى ستة عشر جزءا، وأضيف لها جزءان هما ( كتاب الأدب المصرى القديم) ليصبح عدد مجلدات الموسوعة ثمانية عشر مجلدا.
ويعد المجلدان — السابع عشر ( الأدب المصرى القديم– الجزء الأول – فى القصة / الحكم / الأمثال / التأملات / الرسائل الأدبية ) .
والجزء الثامن عشر ( الأدب المصرى القديم – الجزء الثانى – فى الشعر وفنونه والمسرح ) — أروع ما كتب عن الأدب المصرى القديم .
والدكتور سليم حسن ثانى أثرى مصرى يبنى صرح علم المصريات باللغة العربية بعد أحمد كمال باشا …
أدعوكم أحبائى عشاق الحضارة المصرية القديمة للاطلاع على موسوعة عالمنا الجليل الدكتور سليم حسن .
