ثقافة وفن

ليه بنشرب قهوة سادة في العزاء؟!

أكمل النشار

اكتشف مشروب القهوة أحد متصوفي الیمن وهو “علي بن عمر بن إبراھیم الشاذلي” في العام 828 هجرية.

 

وتروي كتب التراث عن القهوة : اختلف العلماء في أوائل القرن العاشر في القھوة وفي أمرھا، حتى ذھب إلى تحریمھا جماعة ترجح عندھم أنھا مضرة،والبعض الاخر ذهب إلى أنھا مباحة.

وفي نهاية عام 1572 صدرت فتوى بالقاهرة تقضي بمنع المنكرات والمسكرات والمحرمات، وبغلق أبواب الحانات ، ومنع استعمال القهوة والتجاهر بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانيها.

فأرسل تجار البذور والبن و منتجي القهوة و البائعين وفدا الي الشيخ احمد السنباطي يطالبونه بالرجوع عن الفتوى ، فكان رده : ما دامت القهوة تؤثر في العقل ايجابا او سلبا فهي حرام !.

فقامت معركة كبيرة بين مؤيدي الشيخ و فتواه و بين التجار و مؤيديهم من البائعين ، و يموت احد مؤيدي التجار ، فهرب الشيخ ومؤيدوه الي مسجد ، فحاصر التجار المسجد من كل جانب ،وجائهم خبر وفاة شاب اخر منهم وخبر اخر يؤكد ان هناك شاب في حالة خطرة ، الى ان علموا بموته فكانت صدمة كبيرة عليهم ، و من ثم قرر التجار الاستمرار في محاصرة الشيخ ومؤيدي فتوى تحريم القهوة، واشترك أهالي القتلى في الحصار ، وبقدوم الليل ارسلوا احدهم لاحضار بطاطين و عمل صوان بأعمدة لتقيهم البرد، و نكاية في مؤيدي الفتوه قام التجار و وزعوا مشروب ساخن ، كان قهوة سادة بدون سكر !.

استمر الحصار ثلاثة ايام مع استمرار حالة الفوضى و الشغب حتي وصل امر الاضطرابات الى السلطان العثماني والذي قام بتعيين مفتي جديد والذي استصدر فتوى جديدة بعدم حرمة شرب القهوة . اعتبر التجار ومؤيدي شرعية شرب القهوة ان هذا التغيير انتصار لهم ولأرواح شهداء القهوة ،و سمي مشروب البن بالقهوه التركي ، ربما لان من افتى بجوازها مفتي السلطان العثماني .

و هكذا أصبحت القهوة من حادث جلل إلى عادة عند أهالي تجار البن في القاهرة ثم الي كبار الاعيان ثم الي جميع اقاليم مصر ، فكان و لا يزال أي ميت يقام له صوان .. يقدم للمعزيين القهوة السادة !

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights