منوعات

تصعيد خطير بين الهند وباكستان.. المياه تتحول إلى سلاح!

تتواصل حالة التوتر الشديد بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، وسط تبادل للاتهامات، وتصعيد غير مسبوق على الأرض وفي الأجواء. وفي تطور مقلق جديد، بدأت الأزمة تأخذ بعدًا مائيًا خطيرًا، بعد فتح الهند لسدود مائية أثارت مخاوف من فيضانات كارثية في باكستان.

في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، أعلنت البحرية الهندية انطلاق عملية “انتقامية” ردًا على ما وصفته بـ”تصعيد كبير” من الجانب الباكستاني. هذا الإعلان جاء بالتزامن مع تصعيد ميداني على الحدود، حيث أعلن الجيش الهندي عن تصديه لهجمات متعددة باستخدام طائرات مسيّرة وذخائر أُطلقت من داخل الأراضي الباكستانية.

وعلى صعيد مائي بالغ الخطورة، قامت السلطات الهندية بفتح بوابات سد “سالال” على نهر تشيناب في منطقة جامو وكشمير، وسط أمطار غزيرة متواصلة. هذه الخطوة، التي أثارت ذعر باكستاني واسع، تُهدد بإغراق مناطق كاملة على طول مجرى النهر، خصوصًا مع تدفق كميات هائلة من المياه.

ووفق تقارير، كانت الهند قد أطلقت بشكل مفاجئ كميات ضخمة من المياه من سدي باغليهار وسالال خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في منسوب نهر تشيناب.

في المقابل، نفت باكستان بشدة مسؤوليتها عن الهجمات الجوية التي اتهمتها بها نيودلهي، ووصفتها بأنها “ادعاءات لا أساس لها وتفتقر للمسؤولية”. وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن ما يُنشر في الإعلام الهندي هدفه التحريض والتصعيد.

لكن الأمور لم تتوقف عند التراشق الإعلامي. فقد أعلنت السلطات الباكستانية عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة أكثر من عشرة في قصف نفذه الجيش الهندي على مواقع باكستانية في إقليم كشمير. ووفق قناة “سما تي في”، استهدف القصف عدة قطاعات أبرزها “راوالاكوت” و”هاجيرا” و”وادي نيلوم” و”كوتلي”، مما دفع الجيش الباكستاني للرد بقوة.

وفيما تتبادل العاصمتان الاتهامات، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن بلاده ترحب بوساطة أمريكية، مشددًا على أن باكستان لن تتخذ خطوات تصعيدية إذا التزمت الهند بوقف الهجمات، ووافقت على تحقيق مستقل في حادث “باهالجام”.

وفي سياق متصل، قال وزير الإعلام الباكستاني إن باكستان لم تستهدف أي منشآت هندية، لا في كشمير ولا على الحدود الدولية، داعيًا لخفض التوتر. من جانبه، كشف الوزير عن إسقاط الجيش الباكستاني خمس طائرات هندية وطائرتين مسيرتين خلال الأيام الماضية.

أما على الساحة الدولية، فدعا نائب الرئيس الأمريكي السابق جاي دي فانس إلى خفض التصعيد، لكنه أكد أن الأزمة “لا تعني الولايات المتحدة بشكل مباشر”، مشيرًا إلى أن واشنطن ستكتفي بتشجيع الطرفين على التهدئة دون التدخل المباشر.

جدير بالذكر أن التوتر بين الجانبين تصاعد بشكل حاد منذ هجوم 22 أبريل في الشطر الهندي من كشمير، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا، وتحوّل هذا التوتر إلى مواجهة عسكرية مفتوحة في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس، مما دفع دولًا عدة إلى دعوة الطرفين إلى ضبط النفس.

تحذير الخبراء واضح: الوضع الحالي قد يؤدي إلى انفجار جديد بين دولتين تملكان أسلحة نووية، خاصة مع بقاء ملف كشمير نقطة اشتعال مستمرة بينهما، والتوترات الحدودية التي لم تهدأ منذ عقود.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights