نجيب ساويرس يثير الجدل بتصريحاته عن الجيش المصري، ومصطفى بكري يرد بقوة: “تطابق مع ادعاءات الإخوان”

في وقت يشهد فيه المجتمع المصري تحولات اقتصادية وأمنية كبيرة، أثار رجل الأعمال نجيب ساويرس جدلاً واسعًا بعد تصريحاته المثيرة حول دور الجيش المصري، حيث وصف أنشطة القوات المسلحة بأنها “بيع الجمبري والبسكويت”. هذه التصريحات أثارت موجة من الغضب والاستنكار، حيث قوبلت بردود فعل حادة من سياسيين وإعلاميين بارزين، في مقدمتهم الإعلامي والنائب مصطفى بكري، الذي اتهم ساويرس بمحاكاة خطاب جماعة الإخوان الإرهابية.
رد مصطفى بكري على تصريحات ساويرس
في منشور له عبر موقع فيسبوك، استنكر مصطفى بكري بشدة تصريحات ساويرس، مؤكدًا أنها تعد خروجًا عن آداب الوطنية والأخلاق، مشيرًا إلى أنه من غير المقبول أن يتحدث رجل أعمال عن جيش بلاده بهذه الطريقة، لا سيما أن الجيش المصري كان له دور حاسم في إنقاذ البلاد من الانهيار وحماية الأمن القومي.
وأشار بكري إلى أن دور الجيش المصري لم يقتصر على الدفاع عن حدود البلاد فقط، بل كان له إسهام بارز في التنمية الاقتصادية، من خلال مشاركته في بناء البنية التحتية وتنفيذ المشروعات القومية التي ساعدت في جذب الاستثمارات وتعزيز الاقتصاد الوطني.
دور الجيش في دفع عجلة الاقتصاد المصري
وأضاف بكري أن الجيش المصري قام بمساهمات كبيرة في تحفيز الاقتصاد الوطني، حيث عمل جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص في تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى. وأكد أن شعار “يد تبني ويد تحمل السلاح” لم يكن مجرد كلمات، بل أصبح واقعًا عمليًا خلال السنوات الأخيرة. كما أوضح أن أكثر من 4500 شركة خاصة تعمل في شراكة مع الجيش في تنفيذ مشروعات هامة، ما يثبت أن التعاون بين الجيش والقطاع الخاص ليس منافسة، بل تكاملًا يحقق مصلحة الوطن.
كما أشار بكري إلى أن شركات مثل “أوراسكوم” التابعة لعائلة ساويرس قد حققت أرباحًا ضخمة بفضل هذه الشراكات، حيث تم الحصول على مشروعات ضخمة تصل قيمتها إلى 75 مليار جنيه.
اتهام ساويرس بمحاكاة خطاب جماعة الإخوان
لم يتوقف مصطفى بكري عند هذا الحد، بل اتهم ساويرس بمحاكاة خطاب جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن تصريحاته تتماشى مع الادعاءات التي تروجها الجماعة ضد الجيش المصري. وأضاف أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تتعرض المؤسسة العسكرية المصرية لحملات إعلامية معادية، لافتًا إلى الهجمات الإعلامية التي تقودها زوجة المرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، التي تحمل الجنسية البريطانية.
وفي ختام منشوره، تساءل بكري: “إلى متى سيُترك هذا الشخص يسيء إلى جيش الوطن، درعه وسيفه؟”، مطالبًا الجهات المعنية بالتحرك لوقف ما وصفه بـ”التطاول المستمر” على المؤسسة العسكرية، التي تتمتع بمكانة عالية في قلوب المصريين.
هل تصريح ساويرس عن الجيش المصري يعتبر حرية الرأي أم تخطي حدود الوطنية؟
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها نجيب ساويرس انتقادات لسياسات الدولة المصرية، لكن تصريحاته الأخيرة عن الجيش المصري أثارت الجدل بشكل خاص، حيث تجاوزت حدود النقد إلى الاستهانة بالمؤسسة العسكرية. هذا ما أثار تساؤلات عديدة حول مدى حدود حرية التعبير وضرورة احترام رموز الدولة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالقوات المسلحة التي تُعد من الركائز الأساسية لحماية الدولة المصرية وأمنها.