عربي وعالميأخبار

3 سيناريوهات محتملة لوقف البرنامج النووي الإيراني.. تعرف عليها

يشكّل البرنامج النووي الإيراني محور التوتر الأساسي بين طهران وتل أبيب، حيث تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا لمصالحها وأمنها القومي، في المقابل ترى فيه إيران ركيزة أساسية لضمان قوتها الاستراتيجية ومكانتها الإقليمية.

ويأتي هذا التصعيد في سياق معقد تغذيه عدة عوامل، أبرزها السعي نحو الهيمنة الإقليمية، والخلافات الأيديولوجية والدينية، بالإضافة إلى البعد السياسي المرتبط بكسب النفوذ الداخلي والخارجي.

على الرغم من أن جذور العداء بين إيران وإسرائيل تعود لعقود، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح اليوم العامل الأهم في تعقيد هذا الصراع، خاصة بعد التراجع التدريجي في نقاط الاحتكاك الأخرى مثل ضعف حزب الله في لبنان، وانسحاب إيران العسكري من سوريا، وتراجع الدعم لنظام بشار الأسد.

ويرى مراقبون أن غياب المواجهات المباشرة بين البلدين مؤخرًا يعود إلى التغيرات في السياسة الأمريكية، لا سيما بعد قدوم إدارة أكثر تركيزًا على ضبط التوترات في الشرق الأوسط.

وفي ظل هذه المعطيات، لا يتمحور النقاش حول ما إذا كان يجب منع إيران من امتلاك السلاح النووي، بل حول كيفية تحقيق ذلك.

سيناريوهات وقف البرنامج النووي الإيراني

السيناريو الأقرب في الوقت الحالي يشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاقيات جزئية أو مؤقتة تفرض قيودًا محدودة على البرنامج النووي الإيراني دون أن تصل إلى مستوى الاتفاق الشامل لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الولاية الأولى لـ دونالد ترامب.

إيران، من جهتها، تبدو مستعدة لخوض مفاوضات محسوبة تستند إلى مزيج من التهديدات والعروض الدبلوماسية، في محاولة لتقليل الضغوط الدولية واحتواء التحديات الداخلية، خاصة مع دعم المرشد الأعلى علي خامنئي لبعض أشكال التفاهم مع الغرب.

في المقابل، تراقب إسرائيل التطورات عن كثب، وتعتبر أي تقدم نووي إيراني خطوة نحو تهديد مباشر قد يتطلب ردًا عسكريًا.

وتستند المخاوف الإسرائيلية إلى تجارب سابقة، مثل تدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981، والضربة ضد سوريا عام 2007، ما يعكس استعداد تل أبيب لتحركات عسكرية استباقية عالية الخطورة.

ومع اقتراب موعد انتهاء صلاحية الآلية الدولية لإعادة فرض العقوبات على إيران في أكتوبر من عام 2025، تتزايد الضغوط الغربية لدفع طهران نحو اتفاق قبل فوات الأوان.

كما أن التغيرات العالمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، تضيف أبعادًا جديدة لتعقيد الملف النووي الإيراني.

الاتفاق الشامل، رغم أنه أقل احتمالًا، يبقى الخيار الأفضل لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومنع الانتشار النووي، إلا أن الفجوة الكبيرة بين مطالب واشنطن ومواقف طهران لا تزال تشكل عائقًا حقيقيًا.

البرنامج النووي الإيراني

ويبقى احتمال تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية قائمًا في حال فشلت المفاوضات، خصوصًا في ظل تركيبة الحكومة اليمينية المتشددة في إسرائيل، والتي قد تستغل التصعيد لتثبيت سلطتها داخليًا، رغم وجود اعتبارات دولية وإقليمية قد تحد من توقيت هذه العملية، بما في ذلك التغيرات السياسية الأمريكية والمخاوف من ردود الفعل الدولية.

في نهاية المطاف، يظل مستقبل الملف النووي الإيراني رهين التفاعلات الدولية والخيارات السياسية المطروحة على الطاولة، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات استراتيجية حساسة قد تحدد شكل التوازنات لعقود قادمة.

نرشح لك:

محلل إسرائيلي: ترامب “باع إسرائيل” حفاظًا على مستقبله السياسي

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights