
صداع يوقظك من النوم وقيء مفاجئ.. حسام موافي يحذر من 3 علامات خطيرة تنذر بمشكلة في المخ
ليس كل صداع مجرد ألم عابر يمكن التغلب عليه بمسكن بسيط. فهناك نوع آخر، نوع “خبيث” يرسل به الجسم إشارات تحذيرية خطيرة بأن هناك مشكلة أكبر قد تكون كامنة في المخ. هذا ما حذر منه الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، مؤكدًا أن تجاهل بعض الأعراض المصاحبة للصداع قد تكون له عواقب وخيمة، وأن الوعي بهذه العلامات هو خط الدفاع الأول لحماية صحتك.
في هذا الدليل الصحي، نستعرض بالتفصيل العلامات الثلاث الخطيرة التي ذكرها الدكتور حسام موافي، والتي إذا ظهرت، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب دون أي تأخير، ونشرح الإجراءات الطبية اللازمة لتشخيص السبب الحقيقي وراء هذا **الصداع الخطير**.
العلامة الأولى: صفات الصداع نفسه.. متى يكون الألم غير عادي؟ 🤕
أوضح الدكتور حسام موافي، خلال برنامجه الشهير “ربي زدني علما” على قناة “صدى البلد”، أن أول علامة يجب الانتباه إليها هي طبيعة الألم نفسه. يجب أن تقلق وتستشير الطبيب فورًا إذا كان الصداع يتميز بصفتين رئيسيتين:
- صداع عنيف وغير مسبوق: إذا كان الألم شديدًا لدرجة أنك تصفه بأنه “أسوأ صداع شعرت به في حياتي”. هذا النوع من الألم الحاد والمفاجئ ليس طبيعيًا على الإطلاق.
- يزداد حدة في الصباح الباكر: إذا كان الصداع يوقظك من النوم في الصباح أو يكون في ذروته عند الاستيقاظ، فهذه علامة مقلقة جدًا. يفسر الدكتور موافي ذلك بأن الضغط داخل الجمجمة يزداد بشكل طبيعي أثناء النوم في وضع أفقي، وإذا كانت هناك مشكلة في المخ، فإن هذا الضغط الزائد يسبب ألمًا حادًا في الصباح.
العلامة الثانية: القيء المصاحب للصداع.. ليس كل قيء متشابه! 🤢
يعتبر القيء الذي يصاحب الصداع علامة تحذيرية بالغة الأهمية، خاصة إذا كان يتميز بصفات معينة تميزه عن القيء العادي المرتبط بمشاكل المعدة. وأشار “موافي” إلى أن **القيء المرتبط بمشاكل المخ** يتصف بالآتي:
- قيء مفاجئ (Projectile Vomiting): يحدث القيء فجأة وبقوة “كالقذيفة”، دون أن يسبقه شعور بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ.
- غير مرتبط بالطعام: قد يحدث القيء حتى على معدة فارغة، مما يؤكد أن سببه ليس هضميًا.
- يتزامن مع ذروة الصداع: غالبًا ما يحدث القيء عندما يكون الصداع في أقصى درجاته، وعادة ما يكون ذلك في الصباح الباكر أيضًا.
العلامة الثالثة: الفحص الطبي يكشف المستور.. ماذا يفعل الطبيب؟ 🩺
شدد الدكتور حسام موافي على أنه عند ظهور هذه الأعراض مجتمعة، يصبح التوجه الفوري للطبيب ضرورة لا تقبل التأجيل. الطبيب المختص سيقوم بإجراء فحصين أساسيين لتشخيص الحالة بدقة:
- فحص قاع العين: يعتبر هذا الفحص هو الإجراء الأولي والأهم. من خلال النظر في قاع العين، يمكن للطبيب رؤية رأس العصب البصري. إذا كان هناك تورم أو ارتشاح في هذا العصب، فهذا مؤشر قوي على وجود **زيادة في ضغط المخ**، وهي الحالة التي تسبب كل الأعراض السابقة.
- الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: إذا أظهر فحص قاع العين وجود مشكلة، يتم اللجوء فورًا إلى إجراء أشعة مقطعية (CT) أو رنين مغناطيسي (MRI) على المخ. هذه الأشعة تقدم صورة تفصيلية للدماغ وتساعد في استبعاد أو تأكيد وجود أسباب خطيرة مثل الأورام أو الالتهابات.
الأسباب المحتملة.. من الحميد إلى الخطير
في معظم الحالات، قد يكون سبب هذه الأعراض حالة تُعرف بـ **”الارتفاع الحميد في ضغط المخ”**، وهي حالة يرتفع فيها ضغط السائل المحيط بالمخ لسبب غير معروف، وتكون قابلة للعلاج بشكل فعال. لكن في حالات نادرة، قد تكون هذه الأعراض مؤشرًا على وجود ورم في المخ أو التهاب في الأغشية السحائية المحيطة به، وهو ما يتطلب تدخلًا طبيًا وجراحيًا عاجلاً. لمعرفة المزيد عن صحة الدماغ، يمكنك زيارة صفحة صحة الدماغ بمنظمة الصحة العالمية.
لذلك، تظل رسالة الدكتور حسام موافي واضحة: استمع جيدًا لجسدك، ولا تتجاهل أبدًا الأعراض غير المألوفة، فالوعي هو خطوتك الأولى نحو الشفاء. يمكنك أيضًا متابعة آخر الأخبار والنصائح الصحية على موقعنا.