سلايدرمنوعات

اختراق وكالة نووية أمريكية: كيف تسلل القراصنة الصينيون عبر مايكروسوفت؟

قراصنة “فولت تايفون” يضربون مجددًا






يمثل اختراق وكالة نووية أمريكية تطورًا خطيرًا في حرب الظل السيبرانية الدائرة بين القوى العظمى. في هجوم كشفت عنه شبكة “سي إن إن” الإخبارية، تمكن قراصنة صينيون، يُعتقد أنهم مدعومون من الدولة، من التسلل إلى شبكات وكالة فدرالية أمريكية حساسة للطاقة النووية، مستغلين ثغرة في أنظمة مايكروسوفت السحابية. هذا الهجوم لا يثير القلق بسبب طبيعة الهدف فحسب، بل أيضًا بسبب الأسلوب المتبع والهدف الاستراتيجي طويل الأمد الذي يسعى إليه المهاجمون.

تفاصيل الاختراق: كيف تمكن القراصنة من الدخول؟ 💻

وفقًا للتحقيقات الأولية، فإن عملية اختراق وكالة نووية تمت بأسلوب متطور يُعرف بـ”العيش على الأرض” (Living off the Land). هذا الأسلوب يعتمد على استخدام أدوات النظام المدمجة والشرعية لتنفيذ الهجوم، مما يجعل اكتشافهم صعبًا للغاية، حيث تبدو أنشطتهم كأنها أنشطة عادية لمسؤولي النظام. وكشفت المصادر أن القراصنة استغلوا بيانات اعتماد (اسم مستخدم وكلمة مرور) خاصة بموظف تم فصله مؤخرًا للوصول إلى الشبكة. هذا يؤكد على أهمية الإدارة السريعة والصارمة لصلاحيات الوصول للموظفين السابقين. الثغرة الرئيسية كانت عبر خدمات مايكروسوفت السحابية، التي تعتمد عليها العديد من المؤسسات الحكومية، وهو ما يضع ضغطًا كبيرًا على الشركة لتأمين أنظمتها.

من هي مجموعة “فولت تايفون”؟ 🇨🇳

تُنسب هذه الهجمات إلى مجموعة قراصنة تُعرف باسم “فولت تايفون” (Volt Typhoon)، والتي يعتقد خبراء الأمن السيبراني أنها مرتبطة بالحكومة الصينية. هذه المجموعة ليست جديدة على الساحة، فقد حذرت منها وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأمريكية (CISA) في عدة مناسبات. تتخصص “فولت تايفون” في استهداف البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، مثل شبكات الكهرباء، وأنظمة المياه، وشبكات النقل والاتصالات. هدفهم ليس السرقة المالية، بل التجسس وجمع المعلومات الحساسة.

مفهوم توضيحي لعملية اختراق وكالة نووية أمريكية من قبل قراصنة صينيين

الهدف الحقيقي وراء الهجوم: تجسس أم تمهيد للصراع؟ 🤔

يشير الخبراء إلى أن الهدف الأساسي من عملية اختراق وكالة نووية وعمليات “فولت تايفون” الأخرى ليس التخريب الفوري، بل ما يُعرف بـ”التموضع المسبق” (Pre-positioning). هذا يعني أنهم يهدفون إلى زرع أنفسهم داخل الشبكات الحيوية والحساسة، والبقاء هناك في حالة خمول، بحيث يكونون جاهزين لشن هجمات تخريبية واسعة النطاق في حالة نشوب صراع عسكري أو سياسي مستقبلي بين الصين والولايات المتحدة. إنه أشبه بزرع قنابل موقوتة رقمية في قلب البنية التحتية للخصم، وهو ما يعتبره البنتاغون تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا.

رد فعل مايكروسوفت والحكومة الأمريكية 🏛️

أكدت شركة مايكروسوفت أنها تعمل عن كثب مع الحكومة الفدرالية للتحقيق في الحادث ومواجهة هذا التهديد. وقالت الشركة إنها تواصل تزويد العملاء بالمعلومات اللازمة لحماية أنفسهم من هذه المجموعة المتطورة. من جانبها، شددت وكالة CISA على ضرورة أن تأخذ جميع مؤسسات البنية التحتية الحيوية هذه التهديدات على محمل الجد، وتطبق إجراءات أمنية مشددة، مثل المصادقة متعددة العوامل ومراقبة الشبكة بشكل مستمر. هذا الحادث يسلط الضوء على الضعف الذي قد تواجهه حتى أكثر المؤسسات تحصينًا في العالم.

أسئلة شائعة حول اختراق وكالة نووية أمريكية

من هي الجهة التي تم اختراقها بالضبط؟

التقارير تشير إلى أنها “وكالة فدرالية أمريكية للطاقة النووية”، ولكن لم يتم الكشف عن اسمها المحدد لدواعٍ أمنية.

هل تمت سرقة أي معلومات نووية حساسة؟

التحقيقات لا تزال جارية، لكن الهدف الرئيسي لمثل هذه الهجمات هو التجسس والحصول على وصول طويل الأمد، وليس بالضرورة سرقة البيانات فورًا.

هل هناك خطر نووي فوري؟

لا، لا يوجد أي دليل على وجود خطر فوري. الهدف من الهجوم هو استراتيجي طويل الأمد، وليس التسبب في حادث نووي.

الخاتمة:
يُعد اختراق وكالة نووية أمريكية من قبل قراصنة صينيين جرس إنذار مدوٍ للعالم بأسره. إنه يوضح أن ساحة المعركة في القرن الحادي والعشرين لم تعد تقتصر على الأرض والجو والبحر، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي، وأن البنية التحتية التي نعتمد عليها جميعًا أصبحت في مرمى نيران حرب سيبرانية باردة ومستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights