سلايدرعربي وعالمي

قرار ترامب الجديد: فرض رسوم جمركية على 14 دولة

زلزال ترامب يضرب التجارة العالمية.. قائمة الرسوم الجمركية على 14 دولة وتأثيرها على الأسواق

في خطوة مفاجئة أعادت رسم خريطة التجارة العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض حزمة جديدة من **الرسوم الجمركية** على واردات من 14 دولة، في قرار من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 أغسطس 2025. هذا القرار، الذي يشمل حلفاء اقتصاديين رئيسيين للولايات المتحدة، لم يكن مجرد إجراء اقتصادي، بل كان بمثابة “زلزال سياسي” أرسل موجات من القلق عبر الأسواق العالمية وأعاد إشعال الجدل حول مستقبل العولمة في مواجهة السياسات الحمائية.

تأتي هذه الخطوة في توقيت حساس، حيث يسعى ترامب لتعزيز أجندته “أمريكا أولاً” قبيل الانتخابات الرئاسية، مما يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل نحن على أعتاب حرب تجارية جديدة، أم أن هذه الرسوم هي مجرد ورقة تفاوضية في لعبة سياسية معقدة؟ في هذا التقرير، نحلل أبعاد القرار، قائمة الدول المتأثرة، والانعكاسات المحتملة على الاقتصاد العالمي.


قائمة الرسوم الجديدة: من طوكيو إلى جوهانسبرغ 🌍

نسب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند

لم تفرق قائمة ترامب الجديدة بين حليف وصديق، حيث شملت دولًا من آسيا وأفريقيا وأوروبا، بنسب متفاوتة تعكس، من وجهة نظر إدارته، حجم “الإغراق التجاري” الذي تمارسه كل دولة. المفاجأة الكبرى كانت في استهداف حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة:

  • اليابان وكوريا الجنوبية: تم فرض رسوم بنسبة **25%** على وارداتهما، في خطوة قد تؤثر بشكل كبير على صناعات السيارات والإلكترونيات.
  • دول جنوب شرق آسيا: كانت الحصة الأكبر من نصيب هذه الدول، حيث بلغت الرسوم **40%** على ميانمار ولاوس، و36%** على تايلاند وكمبوديا، و32%** على إندونيسيا.
  • دول أخرى حول العالم: شملت القائمة أيضًا صربيا وبنغلاديش بنسبة **35%**، وجنوب أفريقيا بنسبة **30%**، بالإضافة إلى ماليزيا وتونس بنسبة **25%**.

كان من المقرر بدء تطبيق هذه الرسوم في 9 يوليو، لكن تم تأجيلها إلى **1 أغسطس 2025**، في خطوة يراها المحللون بأنها تهدف إلى إعطاء فرصة أخيرة للمفاوضات الدبلوماسية خلف الكواليس.

“هاتف الرئيس لا يتوقف عن الرنين… قادة العالم يحاولون إقناعه بالعدول عن القرار، لكنه مصمم على حماية الصناعات الأمريكية.” – كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض

لماذا الآن؟ قراءة في توقيت وأهداف رسوم ترامب الجمركية

يأتي إعلان **رسوم ترامب الجمركية** في سياق سياسي واقتصادي معقد. الهدف المعلن هو “حماية المنتج الأمريكي” ومواجهة ما وصفه ترامب بـ”الدعم الحكومي غير العادل” الذي تقدمه هذه الدول لصادراتها، مما يضر بالعمال والمصانع الأمريكية. هذا الخطاب يجد صدى واسعًا لدى قاعدة ترامب الانتخابية، خاصة في الولايات الصناعية التي عانت من تراجع الصناعات التقليدية.

لكن العديد من المحللين يرون أن الأهداف أبعد من ذلك:

  1. ورقة ضغط انتخابية: يمثل التصعيد التجاري أداة قوية يستخدمها ترامب لإظهار “قوته” وقدرته على اتخاذ قرارات حاسمة، وهو ما يعزز من صورته كقائد قوي قبيل الانتخابات.
  2. إعادة تشكيل التحالفات: قد تكون هذه الرسوم وسيلة لإجبار الحلفاء على تقديم تنازلات في ملفات أخرى، سواء كانت سياسية أو عسكرية.
  3. استباق أي تحركات مضادة: بإعلانه عن قائمة واسعة من الرسوم، يضع ترامب العالم في موقف رد الفعل، ويجعل أي إجراءات انتقامية تبدو وكأنها رد على خطوة أمريكية.


ردود الفعل والانعكاسات المتوقعة على الاقتصاد العالمي 📉

أثار القرار حالة من القلق في الأسواق العالمية. عندما لوّح ترامب بهذه الفكرة لأول مرة في أبريل 2025، شهدت البورصات العالمية اضطرابات حادة، مما دفعه للتراجع مؤقتًا. الآن، مع تأكيد القرار، يتوقع الخبراء الاقتصاديون عدة انعكاسات سلبية:

  • زيادة التضخم: فرض رسوم جمركية على الواردات يعني ارتفاع أسعار هذه السلع على المستهلك الأمريكي، مما قد يؤدي إلى موجة تضخمية جديدة.
  • اضطراب سلاسل الإمداد: تعتمد العديد من الصناعات الأمريكية، خاصة التكنولوجيا والسيارات، على مكونات وقطع غيار مستوردة من الدول المدرجة في القائمة. هذه الرسوم ستؤدي إلى اضطراب كبير في سلاسل الإمداد العالمية.
  • إجراءات انتقامية: من المرجح أن ترد الدول المتضررة بفرض رسوم جمركية مماثلة على المنتجات الأمريكية، مما قد يشعل حربًا تجارية شاملة تضر بالجميع.

أشارت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض إلى أن المزيد من التحذيرات قد تصدر في الأيام المقبلة، مما يعني أننا قد نكون في بداية موجة من التصعيد التجاري، وليس نهايتها.

خاتمة: العالم على حافة حرب تجارية جديدة

بينما يرى فريق ترامب أن هذه **الرسوم الجمركية** هي خطوة ضرورية لتصحيح مسار التجارة العالمية، يراها الكثيرون مغامرة خطيرة قد تعيد العالم إلى عصر الحمائية والحروب التجارية المدمرة. الأيام القادمة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت هذه الخطوة ستفتح الباب أمام مفاوضات جديدة تعيد التوازن، أم أنها ستكون الشرارة التي تشعل حربًا تجارية لا يمكن التنبؤ بعواقبها. المؤكد أن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة جديدة من عدم اليقين، وأن قرارات واشنطن ستحدد ملامح النظام التجاري العالمي لسنوات قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights