الصحةسلايدر

100 مليون صحة: إنجازات المبادرة الرئاسية في القضاء على فيروس سي ورعاية صحة المصريين

100 مليون صحة”: ملحمة مصرية أعادت تعريف الرعاية الصحية وأنقذت الملايين

في خطوة تاريخية أعادت رسم ملامح المشهد الصحي في مصر، انطلقت الملحمة الوطنية “100 مليون صحة” في أكتوبر 2018 بتوجيه مباشر من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاملةً على عاتقها هدفاً طموحاً تمثل في القضاء التام على فيروس سي، الذي ظل يشكل تهديداً كامناً لعقود، إلى جانب التصدي الاستباقي للأمراض غير السارية التي تثقل كاهل المواطنين والميزانية العامة للدولة. لم تكن مجرد حملة، بل كانت عملية مسح ميداني شاملة وغير مسبوقة، حيث نجحت في الوصول إلى أكثر من 90 مليون مواطن، مقدمةً حزمة متكاملة من الفحوصات المجانية للكشف عن فيروس سي، السكري، ارتفاع ضغط الدم، والسمنة. هذا الإنجاز الضخم لم يتوقف عند حدود تحقيق انخفاض هائل في معدلات الإصابة الجديدة بالفيروس تجاوز 92%.

بل توّج بالحصول على إشهاد دولي مرموق من منظمة الصحة العالمية، معتبرةً التجربة المصرية نموذجاً عالمياً يحتذى به في حشد الموارد الوطنية لمواجهة التحديات الصحية الكبرى. وعلى أساس هذا النجاح الساحق، توسعت المظلة لتشمل مبادرات نوعية متخصصة لامست كل بيت مصري؛ من مبادرة دعم صحة المرأة التي قدمت الكشف والعلاج لأورام الثدي، إلى مبادرات الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية وضعف السمع لحديثي الولادة، مروراً برعاية طلاب المدارس من أمراض سوء التغذية، وصولاً إلى توفير العلاج الأغلى في العالم لأطفال الضمور العضلي، لتتحول “100 مليون صحة” من حملة للقضاء على مرض بعينه إلى منظومة رعاية صحية متكاملة ومستدامة.

انطلقت الشرارة الأولى لهذه المبادرة العملاقة في أكتوبر 2018، بهدف رئيسي تمثل في القضاء على فيروس سي، الذي كان يمثل أحد أعلى المعدلات عالمياً في مصر، والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة.[وزارة الصحة والسكان المصرية] وسرعان ما أثبتت الحملة نجاحاً فاق كل التوقعات، حيث تمكنت من فحص أكثر من 90 مليون مواطن في جميع أنحاء الجمهورية. هذا الإنجاز الهائل لم يساهم فقط في خفض معدلات الإصابة الجديدة بالفيروس بنسبة تجاوزت 92% سنوياً، بل مهد الطريق لحصول مصر على الإشهاد الدولي بخلوها من فيروس سي، وهو ما اعتبرته منظمة الصحة العالمية إنجازاً غير مسبوق.

مظلة واسعة من الخدمات الصحية المتكاملة

لم تتوقف إنجازات “100 مليون صحة” عند هذا الحد، بل توسعت لتشمل مظلة واسعة من المبادرات الرئاسية المتخصصة التي لامست حياة كل أسرة مصرية. فمن مبادرة دعم صحة المرأة المصرية التي انطلقت في يوليو 2019، والتي قدمت الكشف المبكر عن أورام الثدي والأمراض غير السارية والصحة الإنجابية لملايين السيدات، ووفرت العلاج بأحدث البروتوكولات العالمية بالمجان، بتكلفة تجاوزت 600 مليون جنيه. إلى مبادرة متابعة وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، التي شجعت أصحاب الأمراض المزمنة على مواصلة علاجهم ومتابعة حالتهم الصحية بشكل آمن، خاصة خلال جائحة كورونا.مبادرة السيد رئيس الجمهورية لمتابعة وعلاج الامراض المزمنة

وامتدت أيادي المبادرة البيضاء لتشمل فلذات أكبادنا، عبر مبادرات نوعية مثل الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس الابتدائية، والكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة، وعلاج أطفال مرضى الضمور العضلي الشوكي، والكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة.[1] كل هذه المبادرات ساهمت في بناء جيل جديد يتمتع بصحة أفضل، وقادرة على بناء مستقبل الوطن.

ولم تغفل المبادرة عن المقبلين على الزواج، حيث أطلقت مبادرة فحص المقبلين على الزواج لضمان صحة الأسرة المصرية والحد من انتقال الأمراض الوراثية، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي. كما أولت اهتماماً خاصاً بكبار السن من خلال مبادرة العناية بصحة كبار السن.

تأثير عميق وبصمة خالدة

تركت مبادرة “100 مليون صحة” بصمة خالدة على المنظومة الصحية في مصر، حيث لم يقتصر تأثيرها على تقديم العلاج والفحوصات المجانية لملايين المواطنين، بل امتد ليشمل:

  • إنشاء خريطة صحية لمصر: ساهمت المبادرة في توفير قاعدة بيانات ضخمة ودقيقة حول الحالة الصحية للمصريين، مما يساعد متخذي القرار على وضع خطط مستقبلية أكثر فاعلية.

  • رفع الوعي الصحي: نجحت الحملات التوعوية المصاحبة للمبادرة في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بأهمية الكشف المبكر، واتباع أنماط حياة صحية، وتجنب عوامل الخطورة المسببة للأمراض.

  • تطوير البنية التحتية الصحية: شهد قطاع الصحة تطوراً ملحوظاً بالتزامن مع المبادرة، من خلال تطوير المستشفيات والوحدات الصحية وتجهيزها بأحدث المعدات.

  • القضاء على قوائم الانتظار: ساهمت مبادرة “100 مليون صحة” بشكل كبير في دعم المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الحرجة، حيث تم تسجيل وعلاج ملايين المواطنين.

  • لم تكتفِ مبادرة “100 مليون صحة” بتحقيق أهدافها المرحلية، بل أسست لمنظومة عمل مستدامة تضمن استمرارية تقديم الرعاية الصحية بنفس الكفاءة. ويأتي التحول الرقمي في قلب هذه المنظومة، حيث تم إنشاء واحدة من أضخم قواعد البيانات الصحية في العالم، والتي لا تقتصر فقط على تسجيل نتائج الفحوصات، بل تتيح متابعة المواطنين بشكل دوري وتذكيرهم بمواعيد المتابعة والعلاج. هذا النظام الرقمي المتطور يضمن ربط الوحدات الصحية بالمستشفيات المركزية، مما يسهل تحويل الحالات التي تحتاج إلى رعاية متقدمة، ويضمن وصول الدعم الطبي للمريض في الوقت المناسب وبأقل مجهود، مما يمثل نقلة نوعية في مفهوم إدارة الملف الصحي للمواطن ويضع حجر الأساس لمستقبل صحي رقمي ومستدام.

نحو مستقبل صحي مستدام

تستمر مسيرة عطاء “100 مليون صحة” لتؤكد على أن الاستثمار في صحة الإنسان هو حجر الزاوية في بناء الجمهورية الجديدة. فمن خلال توفير حياة صحية كريمة لكل المصريين، تضمن الدولة المصرية بناء مجتمع قوي ومنتج قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة. إنها بحق ملحمة وطنية ستظل الأجيال القادمة تذكرها بكل فخر واعتزاز، كدليل على إرادة دولة وإصرار شعب على بناء مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights