
انتشرت في الآونة الأخيرة موضة “حمامات الثلج” كالنار في الهشيم، حيث يروج لها رياضيون ومشاهير كوسيلة سحرية لتسريع الاستشفاء العضلي وتقليل الالتهابات. لكن خلف هذه الصور الجذابة لأشخاص يغطسون في المياه الجليدية، تكمن حقيقة مقلقة ومخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى الموت المفاجئ. في تحقيق خاص لـ “الدليل نيوز”، نكشف عن الجانب المظلم لهذا التريند، ونوضح علميًا لماذا يمكن أن يكون هذا الحمام البارد هو الأخير في حياة البعض.
الصدمة الباردة: الخطر الأكبر الذي يهدد القلب
الخطر الأكثر فتكًا في حمامات الثلج يكمن في ظاهرة تُعرف بـ “الصدمة الباردة” (Cold Shock). يشرح الخبراء لـ “الدليل نيوز” ما يحدث للجسم عند غمره فجأة في الماء البارد:
-
انقباض الأوعية الدموية: تتسبب البرودة الشديدة في انقباض الأوعية الدموية السطحية في الجلد والأطراف بشكل عنيف وفوري.
-
ارتفاع ضغط الدم: نتيجة لهذا الانقباض، يُجبر القلب على ضخ الدم بقوة أكبر عبر أوعية دموية أضيق، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد ومفاجئ في ضغط الدم.
-
إجهاد القلب: هذا الارتفاع المفاجئ في العبء على القلب يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في نظم القلب (Arrhythmia) أو حتى نوبة قلبية حادة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب قد لا يكونون على علم بها.
يُضاف إلى ذلك أن الصدمة الأولية تدفع الشخص إلى اللهاث وأخذ أنفاس سريعة وغير طوعية، وإذا كان الرأس تحت الماء في تلك اللحظة، يزداد خطر الغرق بشكل كبير.
مخاطر أخرى لا يمكن تجاهلها
بعيدًا عن خطر الموت المفاجئ، تحمل حمامات الثلج في طياتها مجموعة أخرى من التهديدات الصحية التي يجب أخذها على محمل الجد:
-
انخفاض حرارة الجسم (Hypothermia): البقاء في الماء الجليدي لفترة أطول من اللازم يمكن أن يخفض درجة حرارة الجسم الأساسية إلى مستويات خطيرة، مما يؤثر على وظائف الدماغ والقلب ويؤدي إلى فقدان الوعي.
-
تلف الأعصاب وقضمة الصقيع: يمكن للبرودة الشديدة أن تلحق ضررًا دائمًا بالأعصاب الطرفية، خاصة في أصابع اليدين والقدمين، وقد تصل في الحالات القصوى إلى الإصابة بقضمة الصقيع وتلف الأنسجة.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟
يحذر الأطباء عبر “الدليل نيوز” من أن حمامات الثلج ليست للجميع على الإطلاق، وتزداد خطورتها بشكل كبير لدى الفئات التالية:
-
مرضى القلب: أي شخص لديه تاريخ مرضي مع أمراض القلب أو الشرايين التاجية.
-
أصحاب ضغط الدم المرتفع: لأن الصدمة الباردة تزيد من تفاقم حالتهم بشكل خطير.
-
مرضى السكري: خاصة أولئك الذين يعانون من اعتلال الأعصاب السكري، حيث قد لا يشعرون بالضرر الذي يلحق بأطرافهم.
-
من يعانون من ضعف الدورة الدموية: مثل المصابين بمرض رينود.
هل هناك بدائل آمنة؟ نصائح “الدليل نيوز”
إذا كنت تبحث عن فوائد التبريد للاستشفاء العضلي دون المخاطرة بحياتك، إليك بعض البدائل الآمنة والفعالة:
-
الكمادات الباردة الموضعية: تطبيق أكياس الثلج مباشرة على العضلات المجهدة لمدة 15-20 دقيقة هو خيار فعال وآمن.
-
الاستحمام بالماء البارد التدريجي: بدلاً من الغطس المفاجئ، يمكنك إنهاء حمامك المعتاد بـ 30-60 ثانية من الماء البارد، مما يمنح الجسم فرصة للتكيف.
-
استشر طبيبك أولاً: قبل التفكير في تجربة حمامات الثلج، تعد استشارة الطبيب خطوة إلزامية وغير قابلة للتفاوض لتقييم حالتك الصحية. يمكنك قراءة المزيد عن [أهمية الفحوصات الطبية الدورية].
-
لا تقم بذلك بمفردك: إذا قررت المضي قدمًا بعد أخذ المشورة الطبية، تأكد من وجود شخص آخر للمراقبة والتدخل في حالات الطوارئ.
لمزيد من المعلومات حول المخاطر والفوائد المحتملة، يمكن الرجوع إلى [عن منظمة صحية عالمية عن العلاج بالماء البارد].
الخاتمة
في “الدليل نيوز”، نؤمن بأن الوعي هو خط الدفاع الأول. إن حمامات الثلج ليست مجرد تجربة منعشة، بل هي تدخل فسيولوجي عنيف له مخاطر حقيقية. لا تدع تريند على وسائل التواصل الاجتماعي يحدد قراراتك الصحية. استمع إلى جسدك، والأهم من ذلك، استمع إلى نصيحة الأطباء قبل أن تخطو خطوتك نحو الماء الجليدي.