دنيا ودينسلايدر

وزير الأوقاف المصري يفتتح سلسلة دروس حديثية عالمية بالهند

السنة النبوية من القاهرة إلى كيرلا: وزير الأوقاف المصري يفتتح سلسلة دروس حديثية عالمية من جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند

 

في خطوة تعزز مكانة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية كمنارة للعلم والفكر الوسطي المستنير، يفتتح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الأربعاء الموافق 9 يوليو 2025م، سلسلة دروس حديثية نوعية تنظمها جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بجمهورية الهند. هذا الحدث العلمي الهام يؤكد على عمق الروابط العلمية والثقافية بين المؤسسات الدينية الكبرى، ويسلط الضوء على الدور المحوري لمصر في نشر الفهم الصحيح للسنة النبوية ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

محاضرة افتتاحية محورية: “السنة النبوية… بين الرواية والدراية”

يشارك معالي الدكتور أسامة الأزهري في هذه السلسلة المباركة بصفته المتحدث الرئيسي، حيث يلقي المحاضرة الافتتاحية عن بُعد تحت عنوان: “السنة النبوية… بين الرواية والدراية“. هذه المحاضرة المرتقبة تُعقد في تمام الساعة 7:15 مساءً بتوقيت الهند، والذي يوافق 4:30 مساءً بتوقيت القاهرة، مما يتيح الفرصة لجمهور واسع من العلماء وطلاب العلم في كلا البلدين للاستفادة من هذا الطرح العلمي العميق.

يُعد اختيار هذا العنوان دليلاً على الأهمية الكبيرة التي توليها وزارة الأوقاف المصرية لتعميق الفهم الصحيح للسنة النبوية المطهرة. فالجمع بين “الرواية” و”الدراية” يمثل منهجاً علمياً أصيلاً في دراسة الحديث الشريف، يجمع بين دقة نقل الأحاديث وتوثيقها (الرواية)، وبين فقه الحديث واستنباط الأحكام والمعاني منه (الدراية). هذا المنهج الشامل هو ما يمكّن المسلمين من التفاعل بوعي مع السنة النبوية، بعيداً عن الفهم السطحي أو المغالطات التي قد تشوب بعض التفسيرات المعاصرة.

جلسة علمية رفيعة المستوى بحضور قامات علمية

يُعقد اللقاء الافتتاحي لهذه السلسلة في جلسة علمية متكاملة داخل مجلس الجامعة، بحضور نخبة من كبار العلماء والأساتذة وطلاب العلم. يفتتح الجلسة فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن الفيضي، رئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية، الذي أعرب عن بالغ تقديره لهذه المشاركة المصرية الرفيعة. كما يتولى رئاسة الجلسة فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي الديار الهندية، مما يضفي على هذا الحدث ثقلاً علمياً ودينياً كبيراً.

محاضرة افتتاحية لوزير الأوقاف المصري: “السنة النبوية.. بين الرواية والدراية”

تقدير هندي لمكانة الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية

عبّر رئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية، فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن الفيضي، عن تقدير مجتمعه الأكاديمي الكبير لمشاركة الدكتور أسامة الأزهري. وأكد أن هذه المشاركة لا تمثل مجرد حضور أكاديمي، بل “تُجسِّد مكانة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية في دعم الحراك العلمي والدعوي في العالم الإسلامي، وتعزيز روابط الأخوة والتعاون بين المؤسسات الدينية“.

هذا التقدير يعكس الفهم العميق للدور التاريخي والريادي الذي تلعبه مصر، ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في نشر العلم الشرعي والفكر الوسطي في مختلف بقاع العالم. فالأزهر لطالما كان قبلة لطلاب العلم من كل حدب وصوب، ومصدراً للإشعاع الفكري الذي يعزز من قيم التسامح والاعتدال والوسطية في الإسلام. هذه المراكز العلمية، مثل جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند، تستلهم من التجربة المصرية وتستفيد من خبراتها في بناء جيل واع ومثقف وملتزم بالمنهج النبوي الصحيح.

أهداف استراتيجية: ترسيخ المنهج الوسطي ومواجهة الشبهات

تأتي هذه الدروس الحديثية في إطار رؤية أوسع ترمي إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية بالغة الأهمية:

  • التواصل العلمي بين العلماء والمؤسسات الدينية الكبرى: تعزيز شبكات التواصل بين العلماء والمؤسسات يسهم في تبادل المعرفة والخبرات، وتطوير المناهج التعليمية والدعوية بما يتناسب مع التحديات المعاصرة.
  • ترسيخ المنهج الوسطي: يعتبر المنهج الوسطي ركيزة أساسية في الفهم الإسلامي الصحيح، ويساهم في بناء مجتمعات متوازنة تحارب الغلو والتطرف من جهة، والتساهل والانحراف من جهة أخرى.
  • تعميق الفهم الصحيح للسنة النبوية الشريفة، روايةً ودرايةً: تهدف هذه الدروس إلى تقديم رؤية شاملة وعميقة للسنة النبوية، تتجاوز الحفظ المجرد إلى الفهم الدقيق لمقاصدها وتطبيقاتها في حياة المسلمين.
  • التصدي للشبهات والمغالطات المعاصرة: في عصر تتزايد فيه التحديات الفكرية والشبهات المثارة حول الدين الإسلامي، تلعب هذه الدروس دوراً حيوياً في تفكيك هذه الشبهات وتقديم الردود العلمية الرصينة عليها.
  • تعزيز دور مصر ومؤسساتها الدينية في نشر المعرفة الصحيحة والفكر الوسطي المستنير في الداخل والخارج: تؤكد هذه المبادرات على الدور المحوري الذي تضطلع به مصر كمركز إشعاع ثقافي وديني، يساهم بفاعلية في بناء الوعي الإسلامي الصحيح عالمياً.

تأثير واسع النطاق: بناء جسور المعرفة والثقافة

إن إطلاق هذه السلسلة من الدروس الحديثية ليس مجرد حدث أكاديمي عابر، بل هو استثمار طويل الأمد في بناء القدرات العلمية والدينية للجيل الحالي والأجيال القادمة. فمن خلال تعميق فهم السنة النبوية، يتمكن الطلاب والباحثون من استلهام القيم والمبادئ النبوية في حياتهم، والتصدي للتحديات الفكرية بوعي وبصيرة.

كما أن هذا التعاون يعزز من روابط الأخوة والصداقة بين الشعبين المصري والهندي، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثقافي والعلمي في المستقبل. إن مثل هذه المبادرات تعكس حرص مصر على تفعيل دورها الريادي في دعم الحراك العلمي والدعوي في العالم الإسلامي، ونشر رسالة الإسلام السمحة التي تدعو إلى التسامح والتعايش والسلام.

في الختام، يمثل افتتاح الدكتور أسامة الأزهري لسلسلة الدروس الحديثية بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند حدثاً فارقاً يؤكد على أهمية التواصل العلمي بين المؤسسات الدينية الكبرى، ويسلط الضوء على الدور المحوري لمصر في نشر الفكر الوسطي المستنير وتعميق الفهم الصحيح للسنة النبوية. هذه الخطوات الواثقة نحو بناء جسور المعرفة تضمن استمرارية الإشعاع الثقافي والحضاري لمصر في شتى بقاع العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights