
علقت دار الإفتاء المصرية على زيارة مجموعة من الأئمة المحسوبين على الجاليات الإسلامية في أوروبا إلى الكيان الصهيوني المحتل.
وأثارت هذه الزيارة موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، واعتبرها كثيرون استفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم، خاصة في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.
مفتي الجمهورية يعلق على الزيارة
وفي أول رد رسمي من مصر، استنكر الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، هذه الزيارة بشدة، معتبرًا إياها “خطوة غير مقبولة” وتتنافى مع القيم الدينية والإنسانية.
وقال المفتي في تصريحات عبر منشور رسمي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك“: “لقد تابعتُ -ببالغ الأسف- تلك الزيارة التي قام بها بعض الأشخاص الذين يزعمون أنهم من رجال الدين، والذين ضحوا بضمائرهم بثمنٍ زهيد، ليتنكروا في عباءة الدين زورًا، ويقفوا أمام قادة الكيان الصهيوني في مشهدٍ مهين، يُروجون فيه لسلامٍ زائف وحوارٍ مُلطخ بدماء الأبرياء”.

وواصل مفتي الجمهورية هجومه على من وصفهم بـ”العمائم المزيّفة”، قائلًا: “يتحدثون عن التعايش والحوار مع من لا يعرفون معنى التعايش أو لغة الحوار، بينما تُدمّر غزة وتبكي الأمهات على أطفالهن الذين يُقتلون دون رحمة”.
وأضاف: “أي نوع من الحوار مع محتل؟ وأي تعايش يُبنى على أنقاض المظلومين؟ ما شاهدناه ليس سوى استثمار سياسي رخيص، تستخدم فيه العمائم المزيفة لتجميل وجه كيانٍ غاصب، في محاولة مفضوحة لترويج التطبيع وتضليل وعي الشعوب”.
من هم الأئمة الأوروبيين المشاركين في الزيارة؟
وتشير التقارير إلى أن الوفد الذي زار الكيان الصهيوني يضم عددًا من الأئمة المقيمين في أوروبا، ومعظمهم من فرنسا، يتزعمهم الإمام المثير للجدل حسن شلغومي، المعروف بمواقفه المثيرة للانقسام داخل أوساط الجاليات الإسلامية.
وسبق أن اتُّهم بتأييد التطبيع وتقديم نفسه كوسيط ديني للتقارب بين المسلمين وإسرائيل.
موقف الأزهر الشريف
وفي وقت سابق، أصدر الأزهر الشريف بيانًا أعرب فيه عن رفضه القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع الديني مع الكيان الصهيوني، مشددًا على أن هذا النوع من الزيارات لا يُعبّر عن موقف المسلمين أو علمائهم الحقيقيين، بل يُستخدم كأداة سياسية لتبييض صورة الاحتلال.
إقرأ أيضا: