
هدوء حذر في السويداء بعد اتفاق ينهي أسبوعاً دامياً: تفاصيل وبنود
بعد أسبوع من الاشتباكات العنيفة التي أودت بحياة المئات، عاد الهدوء الحذر ليسود محافظة السويداء جنوب سوريا، إثر التوصل إلى اتفاق لوقف فوري وشامل لإطلاق النار برعاية الدولة السورية.
دخل الاتفاق حيز التنفيذ لينهي مواجهات دامية بين فصائل درزية محلية ومسلحين من العشائر العربية، في تصعيد هو الأعنف منذ سنوات، مما استدعى تدخلاً من الحكومة لفرض الأمن وإنهاء الفوضى.
بنود اتفاق التهدئة
جاء الاتفاق نتيجة مفاوضات مكثفة بين الحكومة السورية ووجهاء ومشايخ العقل الدروز في المحافظة، ويهدف إلى إعادة بسط سلطة الدولة بشكل كامل. وتشمل أبرز بنوده:
-
وقف فوري وشامل لإطلاق النار ونزع فتيل التوتر.
-
انتشار قوات الأمن الداخلي والشرطة في كافة أنحاء المدينة ومحيطها.
-
تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وإنهاء كافة المظاهر المسلحة.
-
حل الفصائل المحلية المسلحة من جميع الأطراف.
-
عودة كاملة لمؤسسات الدولة وتفعيل دورها في خدمة المواطنين.
وبموجب الاتفاق، بدأت قوات الأمن السورية بالانتشار عند الحدود الإدارية للمحافظة تمهيدًا لتنفيذ كامل البنود.
العشائر العربية.. طرف رئيسي في المواجهة
شكلت العشائر العربية، التي تمثل نسبة تتراوح بين 10 إلى 15 بالمئة من سكان المحافظة، طرفاً رئيسياً في الأزمة الأخيرة. اندلعت المواجهات بعد اتهامات لفصائل درزية بالاعتداء على سكان من العشائر البدوية، مما دفع القبائل لإعلان النفير العام للدفاع عن أبنائها.
خاض مسلحو العشائر اشتباكات عنيفة في محيط مدينة السويداء وسيطروا على عدة قرى قبل أن تنجح جهود التهدئة في وقف القتال، مما يبرز الثقل العسكري والاجتماعي للعشائر في معادلة الجنوب السوري.
حصيلة إنسانية كارثية
خلّفت أعمال العنف خسائر بشرية فادحة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حصيلة القتلى تجاوزت 718 شخصًا من مدنيين ومقاتلين من كافة الأطراف. وأدت الاشتباكات إلى موجة نزوح جماعي، قدرت المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين بنحو 80 ألف شخص، مما فاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
ومع سريان وقف إطلاق النار، تبقى الأنظار متجهة نحو السويداء، على أمل أن ينجح هذا الاتفاق في طي صفحة العنف وفتح الباب أمام حوار جاد يعالج جذور التوتر ويضمن استقرارًا دائمًا في المحافظة.