سفينة حنظلة تقترب من غزة: ليلة حاسمة لـ 21 ناشطًا.. فهل تنجح المهمة؟

في هذا المقال
في امتداد البحر المتوسط الشاسع، تواصل سفينة حنظلة رحلتها المحفوفة بالمخاطر والأمل، مقتربة من شواطئ غزة في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع. لليوم السابع على التوالي، يتحدى 21 ناشطًا من 10 جنسيات مختلفة أمواج البحر وتحديات السياسة، في رحلة يصفونها بأنها “ليلة حاسمة” ستحدد مصير مهمتهم: إما الوصول بسلام، أو التعرض للاعتراض، ولكن في كلتا الحالتين، النجاح في كسر حاجز الصمت العالمي.
“حنظلة” تبحر لليوم السابع.. ما هي مهمتها؟ 🚢
انطلقت سفينة حنظلة في رحلة طويلة ورمزية، حاملة على متنها 21 ناشطًا دوليًا، بينهم يهودي أمريكي من نيويورك يعرف نفسه بأنه “يهودي فلسطيني”. الهدف المعلن والوحيد للرحلة هو الوصول إلى قطاع غزة وكسر الحصار بشكل سلمي. تحمل السفينة مساعدات رمزية، أغلبها ألعاب أطفال وحفاضات، في رسالة مفادها أن المهمة إنسانية بحتة. اسم السفينة نفسه يحمل رمزية كبيرة، فهو مستوحى من شخصية “حنظلة”، الطفل الفلسطيني الذي ابتكره الفنان ناجي العلي، وهو الطفل الذي يدير ظهره للعالم ويرفض أن يكبر حتى تعود فلسطين، مما يجسد رسالة السفينة بشكل كامل.
على متن السفينة: معنويات عالية ومخاوف مشروعة 😟
أكد مراسل الجزيرة محمد البقالي، في رسالة مباشرة من على متن سفينة حنظلة، أن “المعنويات عالية جدًا” بين جميع المشاركين، وأنه لا يوجد أي تردد أو ندم لديهم رغم اقترابهم من نقطة المواجهة المحتملة. وأضاف البقالي أن هذه الليلة تعتبر “الليلة الحاسمة” التي سيتحدد فيها مصير الرحلة. إنها لحظة الحقيقة التي يواجه فيها النشطاء المصير الذي اختاروه طواعية، مدركين أن كل الاحتمالات واردة. ورغم العزيمة والإصرار، هناك قلق إنساني وطبيعي مما قد يحدث، وهو ما وصفه المراسل بأنه “مطلوب، وإلا فسنكون أمام كائنات غير بشرية”.
الجانب القانوني والإنساني للمهمة ⚖️
يشدد منظمو الرحلة والنشطاء المشاركون على أن مهمة سفينة حنظلة قانونية 100%. فهم يبحرون في المياه الدولية، وفقًا لقانون البحار، في مهمة سلمية وإنسانية بحتة. وتستمد هذه الرحلة شرعية إضافية من التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية، والتي أمرت إسرائيل بشكل واضح وصريح بضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة. وبناءً على ذلك، فإن أي محاولة لاعتراض السفينة أو استهدافها في المياه الدولية ستعتبر خرقًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات أعلى هيئة قضائية في العالم، وتصرفًا يقع ضمن أعمال القرصنة البحرية.
الرسالة إلى العالم: كسر حاجز الصمت 🌐
تحمل رحلة سفينة حنظلة رسالة متعددة الأبعاد. الرسالة الأولى موجهة إلى الفلسطينيين في غزة، ومفادها أن العالم لم ينسهم وأن هناك أحرارًا مستعدين للمخاطرة من أجلهم. أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى حكومات الدول التي ينتمي إليها النشطاء، وخاصة الدول الأوروبية. يقول المشاركون إنهم يطالبون حكوماتهم بالتحرك لحمايتهم كمواطنين، والأهم من ذلك، التحرك لتنفيذ القانون الدولي ووقف الحصار والمعاناة في غزة. وتعتمد المهمة بشكل كبير على التغطية الإعلامية المباشرة ووسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق هدفها الأسمى: ضمان ألا يتمكن أحد من تجاهل ما يحدث في عرض البحر أو في غزة نفسها. حتى لو تم منع السفينة من الوصول، يرى النشطاء أنهم سيكونون قد نجحوا في “كسر حاجر الصمت”.
أسئلة شائعة حول سفينة حنظلة
ما هي سفينة حنظلة؟
هي سفينة تقود أسطول الحرية الجديد، وتحمل على متنها 21 ناشطًا دوليًا في مهمة سلمية لكسر الحصار عن قطاع غزة.
ماذا تحمل السفينة؟
تحمل مساعدات إنسانية رمزية، معظمها ألعاب للأطفال وحفاضات، للتأكيد على الطبيعة السلمية والإنسانية للمهمة.
ما هو المتوقع أن يحدث للسفينة؟
هناك احتمالان: إما أن يُسمح لها بالوصول إلى شواطئ غزة، أو أن يتم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، وهو ما يعتبر خرقًا للقانون.
الخاتمة:
مع كل ميل بحري تقطعه سفينة حنظلة، يزداد الترقب العالمي. إنها ليست مجرد رحلة سفينة، بل هي اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي في تطبيق القانون، وقصة عن شجاعة أفراد قرروا أن يبحروا ضد تيار الصمت، على أمل إيصال رسالة سلام وأمل إلى شواطئ غزة المحاصرة. إنها سفينة صغيرة بحجمها، لكنها تحمل رمزية هائلة، وتطرح سؤالاً كبيراً على ضمير العالم: هل سيُسمح للأمل بالوصول، أم سيتم اعتراضه مجددًا في عرض البحر؟