مقالات

“أنا محمد صبحي فمن أنتم؟”.. دفاع عن “الأستاذ” ضد حملات التشويه وتاريخ لا يمكن إنكاره

محمد صبحي.. 50 عاماً من "بناء الوعي" في مواجهة حملات التشويه

قد تختلف أو تتفق مع آراء الفنان الكبير محمد صبحي، أو حتى حول بعض أعماله الأخيرة، لكن أحداً لا يملك ترف الاختلاف حول “قيمة الرجل” وما قدمه من منجز فني ضخم للمسرح والتليفزيون والسينما. يظل محمد صبحي، رغم أنف الكارهين، أحد أعمدة القوة الناعمة المصرية، وفناناً صاحب رسالة ومشروع، لا يمكن اختزاله في “تريند” عابر أو تصريح مجتزأ.

ثنائية “صبحي ولينين”.. العصر الذهبي للمسرح

لا يمكن قراءة تاريخ المسرح المصري الحديث دون التوقف طويلاً أمام تجربة “ستوديو 80” التي أسسها صبحي مع الكاتب الكبير الراحل لينين الرملي في مطلع الثمانينيات. هذه الشراكة أنتجت أعمالاً خالدة حفرت في ذاكرة الجمهور، بدءاً من “انتهى الدرس يا غبي” عام 1975، مروراً بروائع مثل “الهمجي”، “إنت حر”، “وجهة نظر”، و”تخاريف”. هذه الأعمال لم تنجح مسرحياً فحسب، بل حققت انتشاراً واسعاً عند عرضها تليفزيونياً، لتضع صبحي في مصاف كبار النجوم وصناع الوعي.

ولم يكتفِ صبحي بذلك، بل أعاد التذكير بمدارس فنية عريقة مثل مدرسة نجيب الريحاني عبر مسرحية “لعبة الست”، وقدم أعمالاً ذات صبغة سياسية واجتماعية مثل “ماما أمريكا” و”كارمن” و”سكة السلامة 2000″. ولمزيد من التفاصيل حول تاريخ المسرح، يمكنكم زيارة قسم الفن والثقافة في الدليل نيوز.

من “سنبل” إلى “ونيس”.. مربي الأجيال

في التليفزيون، لم يكن محمد صبحي مجرد ممثل، بل كان “مشروعاً تثقيفياً”. فمن شخصية “علي بيه مظهر” التي قدمته ككوميديان من طراز فريد، إلى رحلة الكفاح في “رحلة المليون” و”سنبل”، وصولاً إلى الملحمة التربوية الأشهر “يوميات ونيس” بأجزائها الثمانية، ومسلسل “فارس بلا جواد” الذي أثار جدلاً عالمياً وقت عرضه.

تميز صبحي بكونه “أكاديمية متنقلة”، حيث قدم عشرات الوجوه الشابة الذين صاروا نجوماً كباراً اليوم. ورغم أن أعماله الأخيرة قد تحمل نبرة خطابية أو تعليمية مباشرة يختلف حولها النقاد، إلا أن هذا لا يقلل أبداً من قيمة فنان وهب حياته للفن الملتزم.

ضد التطاول.. ومع الاحترام

نستدعي هذا التاريخ اليوم رداً على حملات التطاول التي طالت “الأستاذ” مؤخراً، والتي تجاوزت حدود النقد المقبول إلى مناطق الإساءة الشخصية. إن الاختلاف في الرأي مع محمد صبحي وارد ومشروع، لكن يجب أن يظل في إطار الاحترام المتبادل لمكانته وتاريخه.

ويؤكد العقلاء دائماً أن من يشعلون الفتن عبر “السوشيال ميديا” هم “أصاغر” لا يدركون حجم وقيمة العلاقات بين مصر والأشقاء العرب. فالعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة أقوى من أي مهاترات، والحب المتبادل بين الشعوب هو الحقيقة الباقية، بعيداً عن صخب العالم الافتراضي. للاطلاع على المزيد من مقالات الرأي، زوروا قسم المقالات.

ختاماً، يبقى محمد صبحي في صف الكبار، بجوار عادل إمام والراحلين العظماء، يحجز مقعده كصانع وعي لا يمكن استبعاده أو محو أثره، ونقول للمتطاولين بلسان الحال: “أنا محمد صبحي.. فمن أنتم؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights