مقالات

أم ماريو تكشف فنانين الجونة

متابعة / ضياء الدين اليماني

أجرت قناة عربية حوارا مع الفنان العالمي عمر الشريف في آخر أيامه ؛ وكان الحوار يدور حول المشوار الفني له ؛ فقال كلاما خطيراً ومهما ؛ كان يسخر من كل ما قدمه في حياته من أفلام وفن وتمثيل ؛ قال للمذيعة ” مش عارف إيه العبط اللي كنت بعمله ده ؛ أحفظ كلمتين من السيناريو وأقولهم أمام الكاميرا ثم أحصل على ملايين الدولارات ! ليه يعني هو أنا عملت إيه للبشرية أو نفعت الناس بإيه ؟! ؛ فتعارضه المذيعة لتقول له ” يكفي إن حضرتك أكبر ممثل عربي مشهور ؛ فيضحك ساخراً ويقول : وإيه يعني ؟؟ ؛ أنا دلوقت فيه ناس تعرفني فى اليابان وفى البرازيل وفى جنوب إفريقيا ؛ ولكن بقعد فى البيت لوحدى فى ضيق وملل ؛ كنت أتمنى اقعد أتعشى على ترابيزة صغيرة وحولي زوجتى وأولادي وأحس بناس معايا أحبهم ويحبوني وهما جزء من حياتي ؛ واستمر الحوار على هذا النسق وقد حطم عمر الشريف كل التابوهات المحفوظة عن التمثيل والإبداع والمجد والشهرة .

تذكرت هذا الحوار وأنا أقرأ عن الفلاحة الأمية من صعيد المنيا “دميانة نصار ” ؛ سيدة فقيرة .. تعول أسرة تعيش تحت خط الفقر مثل الملايين من المصريين ؛ حققت مالم تحققه ممثلة مصرية ولا عربية طوال تاريخ السينما .

بدأت الحكاية بمخرج شاب اسمه عمر زهيري قرر ينفذ فكرة مجنونة ؛ ليه أجيب ممثلة تمثل فلاحة فقيرة مطحونة أو اجيب ممثل يؤدى دور عامل بائس فقير ؛ طيب بدلا من الممثلين أنزل القرى والنجوع وأختار من تنطبق عليه نفس صفات الممثل أو الممثلة التى أريدها للدور ؛ وكل ما علي إني أقول لهم تكلموا كما انتم وبدون تمثيل .. مع بعض التشجيع والتدريب على مواجهة الكاميرا والمصورين ؛ونجحت الفكرة وتم عمل فيلم ريش أو Feathers .

والفيلم تدور أحداثه حول رجل فقير معدم وأسرته مطحونة ؛أراد الرجل أن يحتفل بعيد ميلاد ابنه ويدخل السعادة عليه فاتفق مع حلواني لعمل تورتة رخيصة وأحضر ساحر على قد حاله لعمل نمر وألعاب فى الحفلة المتواضعة ؛ وفى الحفل احضر الساحر صندوقاً خشبيا وكانت اللعبة أنه وضع الأب فى الصندوق وقرأ تعويذة فحوله لدجاجة وطبعاً صفقوا للساحر على النمرة المبهرة ؛ ولكن المشكلة أن الساحر لم يستطع أن يعيد الرجل لما كان عليه من قبل ؛ وبقى رب الأسرة الغلبان فى هيئة دجاجة ضعيفة ؛ وهنا تمضى أحداث الفيلم الفنتازيا بامرأة وجدت نفسها فجأة مسئولة عن رعاية اسرتها ورعاية الدجاجة (زوجها) ؛ وكان عليها أن تخوض غمار الحياة الصعبة وتبحث عن أى عمل مهما كان مجهدا أو شاقاً حتى يدر عليها ولو القليل من الجنيهات والا ماتوا جميعاً جوعا .

والمفاجأة أن هذا الفيلم حقق المفاجأة المدوية وفاز بجائزة النقاد فى مهرجان كان السينمائي ؛ وهى جائزة لم يفز بها أى فيلم مصرى أو عربى من قبل !!!! ؛ يعنى كما قالوا قيراط حظ ولا فدان شطارة ؛ الفيلم كله لا يوجد به ممثل أو ممثلة معروفين من قبل ؛ فكلهم كومبارس من الدرجة الثالثة المغمورين ؛ أو شخصيات حقيقية تؤدى نفس دورها فى الحياة مثل أم ماريو أو دميانة نصار التى تصدرت صورها صحف ومجلات السينما العالمية وهى بالكاد تفك الخط ؛ يعنى لا معهد سينما ولا أكاديمية فنون ولا بطيخ ؛ يعنى الحكاية كلها طلعت عبط فى عبط كما كان يقول عمر الشريف فى حواره ؛ لدرجة ان الفنانين والفنانات فى الجونة الذين ياخذون الملايين على أدوارهم السينمائية وبرامجهم التلفزيونية ثم لا يجيدون إلا التعرى والتقبيل و(التفعيص) ؛ قد انسحبوا من مشاهدة هذا الفيلم الذى (علم) عليهم جميعا وحصل على جائزة لا يحلمون بها فى حياتهم كلها .

الله يخيبك يا أم ماريو حبست دمهم وكشفت للناس الأونطة الكاذبة في الإعلام الرخيص .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights