قصه محمد بك ابو الدهب صاحب الخيانة العظمي
كتب :محمود صقر- شروق حجازي
لو وقفنا امام احد مداخل مسجد الازهر ، او مسجد الحسين. هنلاقي قبة ، مش كتير يعرف سر القبة او حتي إسمها إيه
القبة دي تابعة لمسجد راجل اسمه محمد بك أبو الدهب والي بيرجع فتره حكمه للقرن الـ 18 .. ويعتبر رابع مسجد في مصر وضع تصميمه على طراز المساجد العثمانية فى اسطنبول
مين محمد مين ابو الدهب يا تري! تعالو نعرف حكايته من البداية..
ولد محمد أبو الدهب في شمال القوقاز لعائلة من الأبخاز مثل علي بك الكبير وكان مولده إما في شركسيا أو في أبخازيا وبعد كدا واشتراه علي بك الكبير من تاجر عبيد يهودي واخذه علي بيك الكبير الي بيته واحسن ضيافته ومعاملته وأصبح أقرب المقربين لعلي بك الكبير لدرجه انه زوجه ابنته
وقد أصبح الساعد الأيمن لعلي بك الكبير حتى تولى منصب الخازندار وهو المسئول عن خزانة الدولة (وزير المالية حاليا) و من شدة فرحة محمد بك بهذا المنصب الكبير قام بتوزيع الهبات والعطايا الذهبية على الفقراء والعامة ومن هنا ظهر لقبه بمحمد بك أبو الذهب
قبل ما نبدأ نتكلم عن حكم ابو الدهب لمصر لازم نعرف ايه الاحداث اللي سبقت توليه الحكم مصر اصبحت ولاية عثمانية من القرن الـ 16 سنة 1517 بعد ما تم فتحها علي يد السلطان سليم الأول ، و طبعاً كأي ولاية و عثمانية بيكونلها حاكم تابع للسلطان العثماني و شيخ بلد علي كل بلد و كان في راجل مملوكي اسمه علي بك الكبير و كان شيخ بلد و صاحبه و في بعض الاقوال انه ساعده الايمن محمد بك أبو الدهب في الفترة كانت الدولة العثمانية مشغولة بحروبها الخارجية استغل علي بك الكبير الانشغال دا و حاول انه ينفصل بحكم مصر و اتبع العديد من الطرق زي انه عمل عملة جديدة بأسمه ، طرد الوالي العثماني و منع ان غيره ييجي و بدأ يبسط نفوده ع الشام و اليمن .. و نقدر نقول ان كادت الحركة الانفصالية إنها تنجح
لكن.. خيانة المملوكي محمد بك أبو الدهب لعلي بك الكبير حالت دون ذلك ، و دا اللي وصل الحركة الانفصالية للفشل و قام محمد بك ابو الدهب بقتل علي بك الكبير و تولي حكم ولاية مصر فيما يُعرف بالخيانة العظمي و رجوع ابو الدهب من الزحف نحو اليمن و الشام حباً للمنصب بعد ما اتفق مع الباب العالي علي ان مصر ترجع ولاية عثمانية و يكونله منصب والي عثماني عرض أبو الذهب على الباب العالي العثماني إعادة مصر إلى الحظيرة العثمانية، وطلب الإذن بالقضاء على ظاهر العمر بحجة خروجه على الدولة وتحالفه مع أعدائها الروس. وأجابته الدولة العثمانية إلى طلبه وثبتته على مصر وأنعمت عليه بلقب باشا.
و بالفعل بعد ما نجح في إقصاء علي بيك الكبير تولي الحكم
ومن اهم النقاط التي تحسب لمحمد ابو الدهب انه ترك آثاراً مدهشة من المعمار الراقي وخصوصاً في الغورية وتكية ليس لها مثيل وبها مكتب مدير الآثار الإسلامية بالقاهرة
ثم بعد ذالك لم يطل المقام بأبي الذهب في فلسطين ووافاه الأجل قبل أن ينال بغيته من ظاهر العمر فحمله أتباعه إلى مصر ودفنوه فيها. و انقسم الحكم بين كل من المملوكي مراد بك و المملوكي إبراهيم بك لحد م وصلت الحملة الفرنسية علي مصر بقيادة نابليون بونابرت.