حضارة وتاريخ

 أسوان.. عروس المشاتي.. بوابة مصر الجنوبية

 

 

كتب الباحث الأثري : محمد حلاوة

تقع أسوان في جنوب مصر وتتبع إقليم الصعيد الجنوبي وتتمتع بأشعة شمس دافئة ولها طابع إفريقي متميز وهي آخر حدود مصر وبابها الجنوبي وعرفت في اللغة المصرية القديمة باسم (سونو) يعني السوق ثم اطلق عليها الاغريق اسم جزيرة الفيل (الفنتينى).

 

أسوان لها أهمية تاريخية كبيرة لأنها كانت مركز للتبادل التجاري بين مصر وبلاد النوبة والسودان والحبشة وبلاد بونت والرحلة التجارية التي قامت بها الملكة حتشبسوت مع بلاد بونت كانت من أسوان.

 

وتعتبر من أهم مشاتي العالم منذ بداية القرن التاسع عشر نظرا للطبيعة السياحية التي تتمتع بها محافظة أسوان.

 

ويوجد في أسوان عدة مراكز أثرية هامة مثل مدينة إدفو ومدينة كوم إمبو ومركز نصر ومدينة أبو سمبل والكثير من المدن الأثرية الهامة حيث تعتبر أسوان من أكثر المحافظات المصرية الغنية بالمواقع والأماكن الأثرية من كل العصور سواء المصرية أو الرومانية أو اليونانية.

 

والآن حان موعدنا لزيارة مدينة من أجمل مدن العالم، مدينة أسوان، فهيا بنا:-

 

1- معبد (أبو سمبل الكبير ) يقع جنوب أسوان وهذا المعبد منحوت في الجبل قد قام ببنائه الملك رمسيس الثاني وقد خصص لعبادة الاله رع حور آخت إله الشمس المشرقة وهو أكمل المعابد وأوفرها حظا التي بناها رمسيس الثاني في بلاد النوبة من حيث الجمال والإبداع ويعتبر هو من أروع الأثار الموجودة في العالم حيث يعتبر المعبد من المعجزات المعمارية في العالم.

معبد أبو سمبل هو خير شاهد لتحول حجر ليكون دليلا للأجيال القادمة علي قوة الملك الإله.

 

2- معبد (أبو سمبل الصغير) يقع علي شمال معبد أبو سمبل الكبير هو أيضا منحوت من الصخر وكرس للإلهه حتحور والملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني وإن كان يبدوا صغيرا إلا إنة بأهمية فنية بجوار المعبد الكبير ان التصميم الخاص بمعابد أبو سمبل فريد من نوعة لا يوجد مثال أخر خلاف هذا المعبد ومن المناظر ذات الشهرة العالمية التي تفوق الخيال في قوتها وعظمتها.

 

ومن العجيب أن أشعة الشمس مازات تنفذ إلا قدس الأقداس في أعماق المعبد الرئيسي وهو مايعرف بتعامد الشمس وفي نفس اليومين من كل سنة وهما:

الأول:- يوم الثاني والعشرين من فبراير والذي قيل أنه يوافق عيد ميلاد الملك رمسيس الثاني.

الثاني:- يوم الثاني والعشرين من أكتوبر الذي يوافق عيد تتويج الملك رمسيس الثاني وجلوسة علي العرش ومن المحتمل أن يكون هذا الوقت مرتبط بالتوحد الرمزي عن طريق أشعة شمس تضئ بين تمثالي رع – حور أختي ورمسيس الثاني.

يمتاز هذا المعبد بجمال رسومة وألوانه ويطلق عليه اسم معبد صخور إلهه الحب والموسيقي والجمال.

 

3- معبد (فيلة) يرجع إنشاء هذا المعبد إلي العصر البطلمي ثم دخلت علية بعض الإضافات في العصر الروماني وكان هذا المعبد مكرس لعبادة إيزيس وحتحور ويمكنك ليلا مشاهدة عرض الصوت والضوء وهي تجربة فاتنة لأنك تري فيها المباني المضائة تتعكس صورتها علي الصخور البركانية وتحيط بها المياة.

 

4 – جزيرة الفنتين: هي جزيرة شهيرة تقع وسط النيل وكانت عاصمة لحكام الجنوب وبها معبد روماني أقيم فوق معبد مصري قديم وبها مقياس للنيل وبها متحف جمعت فية كافة الأثار المصرية القديمة الخاصة بأسوان كما يوجد بالجزيرة أطلال كثيرة من المعابد ومنها معبد خنوم ومعبد سانت الذي شيدتة الملكة حتشبسوت.

 

5- معبد إدفو: كان يطلق عليه اسم آخر وهو (معبد حورس )

هذا المعبد يوجد بمدينة إدفو في شمال محافظة أسوان وجنوبي الأقصر بمصر وهو ثان معابد مصر القديمة من حيث الحجم ، بعد معبد الكرنك وقد شيد في العصر البطلمي للمعبود حورس سنة ٢٣٧ق.م و أستغرق بنائه نحو ١٨٠سنة وقد بني من الحجر الرملي في عصر الرعامسة

 

7- معبد كوم إمبو: يقع بمدينة كوم أمبو محافظة أسوان جنوب مصر أنشئ المعبد في عهد بطليموس السادس لعبادة الألهه سوبك وحورس لقد أنشئ هذا المعبد في عهد بطليموس السادس فيلومتور لكن زخرفته لم تتم إلا في العصر الروماني زمن الإمبراطور تيبريوس ونرى في هذا المعبد أيضًا الخواص نفسها التي نجدها في غيره من المعابد المصرية البطلمية من حيث التصميم والعمارة والزخرفة، غير أنه لهذا المعبد ميزة خاصة تمخضت عن العبادة المحلية في المكان، حيث كان الناس يعبدون إلهين محليين وهما سوبيك وحورس ذو رأس الصقر، وعلى الرغم من اختلاف هذين الإلهين في النشأة وفي الطابع، فقد عاشا جنبًا إلى جنب قرونًأ طويلة دون أن يمزجا أو يقرنا ببعضهما بعضًا، ومن ثم فإنه لا يوجد في هذا المعبد قدسان متجاوران للأقداس فقط بل توجد فيه كذلك على محور كل من هذين القدسين أبواب إلى جانب بعضها بعضًا، في الجدار الخارجي وفي جدران صالتي الأعمدة وما وراءهما، وتبعًا لذلك ينقسم المعبد قسمين خصص كل منهما لعبادة أحد هذين الإلهين.

 

8 – السد العالي: السد العالي في اسوان في اثناء اكمال انشاءه عام 1968 م بدأ بناء السد عام 1960 وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكمل بناؤه في 1968م ثبت آخر 12 مولد كهربائي عام 1970 م افتتح السد رسمياً عام 1971 م

 

9- المسلة الناقصة: هي مسلة من الجرانيت الوردي في أسوان و كان ارتفاع المسلة سيصل إلى نحو 7و41 متر ، ويبلغ ضلع مقطعها عند قاعدتها 2و4 متر في 2و4 متر ، ويصل وزنها عند اكتمالها نحو 1168 بدأ حفر هذه المسله ليس معروفا بدقة ولكن قيل انه كان فى عهد الملكه حتشبسوت ، وكان الغرض منها نصبها فى معبد الكرنك بالاقصر.

سبب عدم اكتمالها هوبعد ان حفر العمال المصريون القدماء المسلة من ثلاثة جهات ، تمهيدا لخلعها من الأرضية وإكمال تجهيزها اكتشفوا شرخا فيها يجعلها لا تصلح فتوقف العمال عن تكملتها .

 

10- معبد كلابشة: الموقع الحالي لمعبد كلابشة على ضفاف بحيرة ناصر ليس بالموقع الأصلى للمعبد، إذ تم نقله عام 1970 للمكان الجديد والذي أطلق عليه (كلابشة الجديدة). تضمنت عملية النقل أيضاً بعضاً من آثار النوبة المهددة بالغرق كُرس المعبد لعبادة الإله النوبى مندوليس إله الخصوبة والشمس عند النوبيين، وقد شرع في بناء المعبد الامبراطور الرومانى أوكتافيوس أوغسطس حيث أعتبر المعبد وقتها واحد من أكبر المعابد ذات الطراز المصري النوبي ويعتبر تصميم المعبد أكثر التصميمات شيوعاً في تلك الفترة من العصر البطلمي

 

11-متحف النوبة: تتمير السياحة في مصر بتعدد أنماطها بشكلٍ مذهلٍ، ولعل أبلغ دليلٍ على ذلك هو متحف النوبة الذي يعتبر من أكثر معالم السياحة في أسوان تميزاً وإقبالاً من سائحي العالم، فهذا المتحف يعرض جانباً خاصاً وهامٌ جداً للحضارة النوبية القديمة، والتي تأخت مع الحضارة المصرية القديمةأبدع في تنفيذه المهندس المعماري المصري محمود الحكيم، فنقل بكل أمانةٍ ومقدرةٍ الروح النوبية الأصيلة، ومفردات الحياة فيها بشكلٍ أذهل العالم مستخدماً الصخور البيئية المحيطة، ومستلهماً كهوف ما قبل التاريخ بنقوشها البدائية، ونماذج من البيت النوبي بلمساته الفنية ونقوشه وألوانه المشرقة كما حرص على تواجد لمسات من الحضارات المختلفة التي مرت عليها، فالمئذنة تعبر عن الحضارة الإسلامية، والمقتنيات العديدة التي تلقي الضوء على حياة النوبيين القدماء مثل الأواني الفخارية، والتماثيل الصغيرة من الطمي المحروق، والكثير من العملات والأواني البرونزية، وما زالت الحضارة النوبية القديمة مثار اهتمام الباحثين في العديد من دول العالم.

 

وأيضا ومن أهم المعالم الأثرية في أسوان لوحة المجاعة، وهي جدارية ضحمة نقشت عليها باللغة الهيروغليفية قصة تعرض البلاد للجفاف والمجاعة بسبب عدم فيضان النيل، والذي اُعتبر غضباً من الآلهة، ويظهر في اللوحة الملك زوسر وهو يقدم القرابين للإله خنوم.

 

 

السياحة في أسوان ليست فقط أثارٌ قديمةٌ، لكن يوجد الكثير من معالم أسوان الهامة، وتعتبر شمس أسوان الساطعة أهم معالم تلك المدينة الساحرة حيث يفد إليها سياح أوروبا التماساً للدفء من صقيع بلادهم في فصل الشتاء، وأيضاً تنتعش السياحة العلاجية في أسوان وكذلك الترفيهية، وفيها المحميات الطبيعية والمناظر الخلابة، والشلالات العظيمة وأيضا السد العالي رمز كفاح ونجاح الشعب المصري من أجل التنمية والرخاء.

 

وكل هذا في إطار مبادرة حكاوي لنشر الوعي الأثري وتنشيط السياحة المصرية تحت رعاية فريق ديوان التاريخ لنشر الوعي الأثري

المصادر:

1 / كتاب المعالم الأثرية والسياحية في مصر.

2/ كتاب محافظات مصر تاريخا وأثريا للباحث حسام غانم.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights