ماكو… الأميرة اليابانية التي تخلت عن الحياة الملكية من أجل الزواج بمن تحب
ترجمة /نادية أشرف إدريس
في عام 2017 أعلنت ماكو، التي كانت أميرة آنذاك، خطوبتها علي زميل دراستها السابق “كي كومورو”، وقالت: “لقد استحوذ على قلبي بابتسامته المشرقة مثل الشمس”.
قبل ذلك بخمسة أعوام، التقى الثنائي حينما كانا يدرسان بالجامعة وشاركا خططهما للزواج بالعام التالي مما يعني أن الأميرة ستفقد صلاحياتها الملكية، حيث أن نساء العائلة الإمبراطورية يفقدن مكانتهن الملكية في حالة الزواج من عامة الشعب.
واستطاعت ابتسامتهما أن تنتصر في دولة تتم فيها مراقبة العائلة الإمبراطورية عن كثب، ويفترض أن يحمي أفرادها التقاليد.
كانت التغطية الإعلامية المكثفة في الغالب إيجابية، ولكن سرعان ما تغير الأمر.
بعد شهرين ظهرت تقارير صحفية حول خلاف مالي مزعوم بين والدة السيد كومورو وخطيبها السابق الذي ادعي أن كومورو ووالدته قد أخفقا في سداد دين له فبدأ البعض يشك في أن كومورو قد يواجه صعوبات مالية في المستقبل، مما أدى إلى إثارة الرأي العام، وتم تأجيل زفافهما بعد أن جاء في توضيح رسمي أن الزوجين يحتاجان إلى المزيد من الوقت لترتيب حفل الزفاف، والذي كان مقررًا عقدهِ في عام 2018.
تعتبر الأميرة السابقة ،المعروفة الآن باسم ماكو كومورو، هي الطفلة الكبرى للأخ الأصغر للإمبراطور الحالي، الأمير أكيشينو، وزوجته الأميرة كيكو.
ولدت الأميرة ماكو في الثالث والعشرين من اكتوبر عام 1991 وفي بادئ الامر كانت تلتزم بالتقاليد الملكية وذهبت الى مدرسة غاكوشوين حيث كان يدرس أفراد العائلة الإمبراطورية ولكنها خرجت عن التقاليد حين تركت المؤسسة من أجل دراستها الجامعية، إذ التحقت بالجامعة المسيحية الدولية في طوكيو حيث درست الفن والتراث الثقافي، كما أمضت عامًا في جامعة إدنبرة، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة ليستر التي كانت تجربة وصفتها بـ “الرائعة” ،
بالنسبة للمقربين من ماكو، فإنها امرأة مستقلة ذات شخصية اجتماعية وودودة، تسعى إلى مهنة أثناء قيامها بواجباتها الملكية، حسبما قالت وكالة أنباء كيودو اليابانية.
قابلت ماكو كومورو للمرة الأولى في عام 2012 في اجتماع للطلبة الذين يخططون للدراسة بالخارج، وكان أصله المتواضع سببًا في قيام الصحف الشعبية بتشويه سمعة عائلتهِ، وفي ظل فضيحة عام 2018 انتقل إلى نيويورك لدراسة القانون في جامعة فوردهام، وبحسب ما ورد ظل الزوجان على اتصال عبر الانترنت.
عاد كومورو إلى اليابان فى سبتمبر الماضى، إلا أن عودته لم تمر هكذا بدون مشاكل إذ أنه كان يرتدي ملابس غير رسمية ويمتد شعره وراءه على شكل ذيل الحصان و الذي اعتبره البعض دليلاً على أنه لم يكن الزوج المناسب للأميرة السابقة.
وأخيرًا تزوج الثنائي في اكتوبر، وتخلت ماكو عن حوالي 1.3 مليون دولار يتم تخصيصها كمكافأة لنساء العائلة الإمبراطورية عند مغادرتهن العائلة، ويعد هذا أيضًا خروجًا عن التقاليد، حيث أصبحت ماكو أول امرأة تفعل ذلك.
لا تزال التساؤلات حول الوضع المالي للسيد كومورو قائمة على الرغم من أنه صرَّح بالفعل أن الأموال التى تتحدث عنها التقارير والتي تبلغ حوالى 35000 دولار هدية وليست قرضًا، ولكنه سيقوم بدفع تسوية.
في يوم الزفاف، خرج البعض احتجاجًا على هذا الزواج حاملين لافتات مكتوب عليها “حماية أسرتنا” و”العائلة الإمبراطورية هي روح اليابان”.
وفقاً لوكالة القصر الإمبراطوري، فإن حالة السيدة ماكو النفسية قد تأثرت بشكل سلبي بسبب التغطية الصحفية المفرطة والهجوم المستمر على منصات التواصل الاجتماعي، وحتى الآن تعاني السيدة ماكو من اضطراب ما بعد الصدمة، وصرحت أيضًا إلى جانب زوجها في مؤتمر صحفي عقب حفل زفافهما المتواضع أن التقارير المنتشرة عن السيد كومورو والتي وصفتها بـ “الغير صحيحة” قد تسببت في اصابتها بالخوف والحزن والتوتر ، وأضافت: “لا يمكنني الإستغناء عن كي، وبالنسبة لنا يعتبر الزواج أمر ضروري للعيش بينما نعتز بقلوبنا”.
تعهد كومورو بحماية ودعم زوجته كما قام بقص تسريحة ذيل الحصان قبل الزفاف، وقال أيضًا: “أنا أحب ماكو و أريد أن أعيش ما بقي من حياتي مع الشخص الذي أحبه”.
ومن المتوقع أن ينتقل الزوجان للعيش بالولايات المتحدة، حيث يعمل كومورو محاميًا، مما أدى إلى مقارنتهم بالثنائي البريطاني ميجان ماركل والأمير هاري، ولقَّبهم البعض بـ “هاري وميجان اليابان”، ووفقًا لوكالة رويترز فإن السيدة ماكو ستبقى في طوكيو لبعض الوقت؛ لتتقدم بطلب للحصول على أول جواز سفر في حياتها استعدادًا للسفر إلى الولايات المتحدة.