ثقافة وفن

عن الكاتب والمفكر الكبير توفيق الحكيم في ذكراه .. للكاتبة و الروائية “منال جلال”

توفيق الحكيم يعتبر من جيل الرواد في الكتابة الروائية والمسرحية في العالم العربي.

هذا العظيم نشأ في عائلة أرستقراطية مرتاحة ماديًا، و قد ابتعثه والده إلى فرنسا لدراسة القانون لكنه انشغل بالمسرح الغربي و اليوناني على وجه الخصوص حيث كان يرى أن المسرح اليوناني هو الأصل الذي تأسست عليه الثقافة المسرحية الأوروبية بالكامل.

عمل لفترة وكيل للنائب العام، ويقال أن روايته” يوميات نائب في الأرياف” مستوحاة من تجربته تلك.

يعد توفيق الحكيم رائد تيار ما يسمى بالمسرح الذهني حيث كانت مسرحياته يصعب تجسيدها وقد قال ذات مرة” اني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارًا ” و من أشهر مسرحياته : أهل الكهف، بيجماليون، يا طالع الشجرة، نشيد الإنشاد، براكسا أو مشكلة الحكم. -عندما قامت ثورة يوليو ذكر عبد الناصر أن رواية ” عودة الروح ” لتوفيق الحكيم هي التى أوحت له بفكرة الثورة و التشبث بها وانزله بمنزلة الأب الروحي للثورة و قام بتكريمه وتقريبه، و مع ذلك فإن الحكيم عندما رأى الاستبداد الناصري و الكارثة التى سيودي إليها ذلك كتب مسرحيات منتقدة مثل ” بنك القلق”، ” السلطان الحائر “،وكانت في عز مجد عبد الناصر و قوته، ثم كان كتابه ” عودة الوعي ” الذي هاجم فيه جمال عبد الناصر مباشرة وكان بعد وفاته، فاتهمه الناس بالنفاق والجبن متجاهلين مسرحياته المنتقدة في عصر عبدالناصر نفسه.

 

ظلموه أيضًا واتهموه بالبخل و بأنه عدو المرأة ، ففيما يخص الأولى كانت والدته تقول ” كان ياخد نصيبه من الإيراد السنوي ويضبط ميزانية بيته على قد اللى معاه بعكس أخوه اللى كان يخلص فلوسه و يرجع يستلف مني “، فهو إذًا لم يكن بخيلًا أبدًا .. أما عن عداوته للمرأة فكما يبدو لنا من حياته انه ربما وقع في الحب مرة أو مرتين في شبابه و كان حبًّا بائسًا من طرفه فقط دون ان تبادله المحبوبة مشاعره، فكان يحاول التغلب على آلامه بالانشغال بالقضايا السياسية والفكرية حتى أصبح إنتاجه الفكري غزيرًا على حساب القصص الرومانسية فظن الناس أنه يتجاهل المرأة ويعاديها؛ وليس هذا صحيحًا .

 

محاوراته في ” عصا الحكيم “، ” حمار الحكيم” متعة فكرية بأسلوب خفيف الظل يجعل القارئ يفهم ويستمتع معًا .

 

-من أشهر عباراته التى تجسد الواقع المر عندما قرأ عن صفقة لبيع لاعب بالملايين ” لقد انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم، لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر منذ عهد اخناتون ” .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights