منال جلال تكتب .. “إرنست هيمنجواي” .. الكاتب والبطل
كل مافي الأمر أني أحبك حبًّا انعدم معه وجود كل شيء. ( وداعًا للسلاح – أرنست هيمنجواي )
كاتب هذه الرواية من أعظم روائيي القرن العشرين، وحصل على جائزة نوبل في الآداب عام ١٩٥٤م، هو أمريكي الجنسية وقد عاش حياة حافلة انعكست على كتاباته المتنوعة خصوصًا أنه شارك في الحرب العالمية الأولى والثانية، وبدا ذلك واضحًا في رواية ” وداعًا للسلاح ” التى تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الأولى لذلك نلاحظ انها تلامس أحداث عاشها بنفسه.
ولهذا كان هيمنجواي يقول : أكتب عما تعرفه.. هذا الكاتب العظيم رغم أنه تعرض للموت أكثر من مرة أثناء مشاركته في الحرب ونجا في كل مرة، إلا أنه أنهى حياته بنفسه منتحرًا، وقد لفت ذلك نظر علماء النفس أنه حتى الإنتحار قد يكون جين وراثي لأن والده انتحر قبله وكذلك اثنين من أخواته غير الشقيقات، وحتى حفيدته فيما بعد ذلك بكثير انتحرت أيضًا .
قال الكاتب الكبير يوسف إدريس في رثائه : ” بطولته كانت أنه عاش الحياة بجرأة بمثل ما يجب أن تعاش به الحياة، وواجهها . بطولته أنه كفرد وكرجل أدرك مشاكل عصره واقتحمها، وظل يقتحمها، ويؤمن بعمق أن عمله كإنسان .. كآلة الحياة الكبرى .. أن يظل يواجهها ويقتحمها، حتى في أقسى وأقصى صورها ظل يواجهها.. إذا تتبعنا تاريخ حياة هيمنجواي لأدركنا على الفور أنه لم يعش الحياة كما تطفو الخشبة على سطح البحر تحركها الأمواج كيفما تريد، إنما بموتور إرادي هائل استطاع به أن يشق البحر ، ويخضع ما هو موجود لما يريد ويخطط لحياته وكأنه يخطط أعظم حياة لأعظم بطل “.